ما معنى الفاضل والمفضول وأيهما أفضل.؟ حفظ
السائل : بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، فضيلة الشيخ ما معنى الفاضل والمفضول وأيهما أفضل؟
الشيخ : معلوم أن المفضول يعني: الذي فَضَلَه غيره، والفاضل: الذي فيه الفضل، فإذا قيل: فاضل ومفضول، فالفاضل هنا بمعنى: أفضل، وأما إذا قيل: فاضل بدون ذكر المفضول، فالفاضل قد يكون غيره أفضل منه، فالمراتب ثلاث: أفضل، وفاضل، ومفضول.
فإذا قيل: أفضل فمعناه: أنه لابد من شيء مفضول، مثال ذلك: رجل يريد أن يتفرغ لطلب العلم أو يصلي نوافل، صلاة النوافل لا شك أن فيها فضلاً، لكن طلب العلم أفضل منها بكثير، شخص آخر أراد أن يتصدق على فقير عنده بعض الكفاية، وآخر أراد أن يتصدق على فقير ليس عنده شيء من الكفاية، فالأفضل الثاني، وكلاهما فيه فضل.
ولكن قد يعرض للمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل، مثاله: قراءة القرآن من أفضل الذكر، والقرآن أفضل الذكر، فلو كان رجل يقرأ وسمع المؤذن يؤذن فهل الأفضل أن يستمر في قراءته أو أن يجيب المؤذن؟
هنا نقول: الأفضل أن يجيب المؤذن، وإن كان القرآن أفضل من الذكر، لكن الذكر في مكانه أفضل من قراءة القرآن، لأن قراءة القرآن غير مقيدة بوقت، متى شئت فاقرأ، لكن إجابة المؤذن مربوطة بالمؤذن.
كذلك أذكار الصلوات الخمس التي بعد الفرائض، لو قال قائل: أنا أريد من حين أن أسلم أن أقرأ القرآن، فهل الأفضل أن أقرأ القرآن، أو أن أقول الذكر الوارد؟ ما الجواب؟
الذكر الوارد، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً )، مع أن قراءة القرآن من أفضل الأعمال، لكن نقول: إذا كنت راكعاً فأنت منهي أن تقرأ القرآن، وكذلك إذا كنت ساجداً فإنك منهي أن تقرأ القرآن، وتقول: سبحان ربي العظيم في الركوع، وسبحان ربي الأعلى في السجود.
وقد قال بعض العلماء: لو قرأ الإنسان القرآن وهو راكع أو ساجد بطلت صلاته، لأنه فعل شيئاً منهياً عنه، أنت ترى الآن أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( إني نهيت -يعني نهاني ربي- أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ) مع أن القرآن من أفضل الذكر.
وخلاصة الجواب أن نقول: الأعمال لها مراتب بعضها أفضل من بعض، لكن قد يعرض للمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل.