طلب توجيه نصيحة لطلبة العلم أن يناصحوا الوافدين ويبينوا لهم عقيدة التوحيد والتحذير من الشرك الأكبر.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ كنت أناقش أحد الإخوان وهو وافد من إحدى الدول العربية، وكنت أكلمه عن التوحيد وعقيدة الشرك، وخلاصة الكلام أنه قال: يا أخي! في بلادي هناك لا عن طريق المذياع ولا عن طريق ما وصلنا هذا يقول: آبائي وأجدادي ما زالوا على الشرك الأكبر في المزارات والخرافات، وما هو معلوم لديكم في بعض الدول، فأرجو أن توجهوا مثلًا لطلبة العلم.
الشيخ : غير معلوم لدي، بين لي الآن علشان الإخوان يسمعون، ما هو الموجود في هذا الدول المذكور؟
السائل : مثلًا: زيارة القباب، والطواف حولها، والنذور، وتقديم القربان إلى تلك الأماكن، والاستغاثة، والاستعانة إلى آخره، والتوكل على المشايخ ممن يسمونهم بـ الصوفية، والتفاصيل المعلومة في بابها.
الشيخ : يعني خلاصته دعاء غير الله.
السائل : نعم والتقدم ببعض العبادات التي هي معروف منها كالاستعانة والتوكل فكنت أناقشه في هذا فقال: يا أخي ما سمعنا بهذا إلا عندما وصلنا هنا ونحن ندرس، وهو صادق في هذا، فما السبيل، حتى أنه سألني سؤال هو، وأوجه السؤال نفسه، يقول: طيب الآن أبي وجدي على تلك العقيدة، قلت: ابدأ أنت معهم بعد أن تخرج نفسك وأسرتك من هذا الشرك وتجعل لهم وقاية، فأرجو أن توجه كلمة مثلاً لطلبة العلم والمدرسين أن يحتكوا بأولئك المدرسين، ويجتهدوا معهم في هذا الباب؟
الشيخ : أقول: إن من نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد أن الله سبحانه وتعالى أبقى فيها عقيدة التوحيد في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ولم يعرفوا تلك البدع المكفرة، وما دون المكفرة إلا حيث اختلطوا بالناس ذهاباً إليهم، أو اختلط الناس بهم إياباً إليهم.
ولهذا كان من الواجب علينا نحن هنا أن نبين للناس عقيدة التوحيد، وأن نحثهم عليها، وأن نقول لهم: إن من مات مشركاً، فإن الله سبحانه وتعالى يحرم عليه الجنة: (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ))، ونبين أنَّ من دعا غير الله أو استغاث بغير الله من الأموات، فإنه كافر كفراً أكبر، مشركًا شركاً أكبر، إن مات على هذه العقيدة فهو مخلد في النار، ولو كان يصلي ويصوم.
والواجب على طلبة العلم الذين منَّ الله عليهم بمعرفة الحق في هذه الأمور أن يبينوا الحق لإخوانهم في البلاد الأخرى، لأن الله سائلهم عن ذلك، قال الله تعالى: (( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ))، فالواجب أن يبينوا للناس وأن ينقذوهم من الشرك، ولا يضرهم إذا عيروا في أول الدعوة أو سُبُّوا، أو قيل: أنتم كذا وكذا، فها هو النبي عليه الصلاة والسلام عُيِّر وقيل له: أنت ساحر، ومجنون وكاذب، وأخرج من بلده، وأوذي في سبيل الله، وألقي السَّلى عليه سلى الناقة وهو ساجد تحت الكعبة، وأدميت عقبه ومع ذلك كان صابراً محتسباً يؤدي ما أوجب الله عليه من الأمانة وتبليغ الرسالة، فنقول لإخواننا: بلغوا إخوانكم، بلغوا هؤلاء لا يموتون على الكفر والشرك، وإن أوذيتم وإن أخرجتم من دياركم، وإن عُيرتم، وإن كتب السب لكم على الجدر، وفي الملصقات، وفي غيرها، احتسبوا الأجر فأنتم مجاهدون.