ما رأيك فيمن يقول :إن دعوت فلم يستجب لك قد ينزل الله الهداية في بلد آخر ويقول: بأن كتب العلم هي ألفاظ الدين والدين هو الحركة وأن الغريب في هذه الأيام هم أهل الدعوة.؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ سمعت بعض الدعاة يقول: إن الإنسان إذا دعا إلى الله سبحانه وتعالى في بلاده قد ينزل الله سبحانه وتعالى الهداية في اليمن، قد ينزل الله الهداية في المدينة، يعني بسبب دعوتك في عنيزة أو في أهل بلدك، قد تنزل عليهم في الصين، وقد تنزل عليهم في بلاد أخرى، وكذلك قولهم يا شيخ: يقول هذه الكتب هي ألفاظ الدين وليست الدين، يعني: الدين هو الحركة، وكذلك يا فضيلة الشيخ قولهم: إن الغربة الآن هي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، يقولون: إن الغريب الآن ليس هو الذي يصلي ويصوم ويحج وليس في ذلك غرابة، وإنما الغريب الآن هو الداعي إلى الله سبحانه وتعالى، فما صحة هذه الأقوال؟
الشيخ : القول الأول ما فهمته، إيش معنى أنك إذا دعوت تكون الدعوة في الصين.
السائل : يقول: إن الهداية تنزل، الله سبحانه وتعالى ينزل الهداية، يعني إن لم يهتد هؤلاء الذين دعوتهم قد تنزل الهداية في الصين، قد تنزل الهداية في اليمن، قد تنزل الهداية على أهل مكة، يعني على بعض الأشخاص الضالين ، وهذه كثيرة ومشهورة عند بعض الشباب.
الشيخ : الجواب على هذه الفقرة من السؤال المتضمن لثلاث فقرات أنه لا صحة لذلك، لأنك إذا دعوت الله دعاء محدداً فقلت: اللهم اهد هؤلاء، اللهم اهد أهل هذه البلدة، فإما أن يستجيب الله دعاءك ويهتدي هؤلاء، وإما أن يصرف عنك وعن أهل البلد من السوء ما هو عظيم، وإما أن يدخر لك أجرها يوم القيامة، أما أن يهتدي قوم في محل آخر لم تدع الله لهم فإن دعاءك ليس سبباً لهدايتهم.
السائل : فضيلة الشيخ أقصد الدعوة يعني أن تزورهم في بيتهم وليس الدعاء؟
الشيخ : كيف الدعوة؟
السائل : زيارتهم ودعوتهم.
الشيخ : طيب دعوتهم إلى الحق، كيف إذا دعوت مثلاً أهل بلد معينة، كيف يهتدي قوم ما دعوتهم؟
السائل : يستدل أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أهل مكة ثم اهتدى الأنصار في المدينة؟
الشيخ : ثم؟
السائل : ثم اهتدى أهل المدينة.
الشيخ : لا، هذا ليس بصحيح، لأن هداية الأنصار لها سبب غير دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لأهل مكة، السبب أن عندهم أناساً من اليهود، واليهود عندهم كتاب، وعندهم علم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام سيُبعث في مكة، وسيهاجر للمدينة، يعرفون ذلك كما يعرفون أبناءهم، كما في القرآن، والأنصار -الأوس والخزرج- لهم اختلاط باليهود في المدينة فكانوا يسمعون هذا، فلما بعث الرسول عليه الصلاة والسلام سافروا إليه وبايعوه بيعتي العقبة، والأمر في هذا مشهور، فهداية الأنصار هذا سببها أنهم كانوا يعلمون أن الرسول عليه الصلاة والسلام سيبعث وأن وقته قد حان فذهبوا إليه وبايعوه.
أما المسألة الثانية وهي؟
السائل : قولهم: إن هذه الكتب هي ألفاظ الدين، والدين هو الحركة والدعوة إلى الله، يعني من الناس الآن ربما يأتي من الجامعة ويذكر الناس في مجالس العلم قد لا يستفيدون، لأن ما قاله ألفاظ الدين، ولكن إذا أخذت الإنسان وسافرت به، وتحركت به ربما يكون في هذه الحركة الفائدة المطلوبة وليس الكلام.
الشيخ : هذا أيضاً جهل منه، فكتاب الله عز وجل القرآن أشرف الكتب، سماه الله تعالى كتاباً ولا شك أنه الدين، تلاوته دين، وتأمل معناه دين، والعمل به دين، فالكتب هذه وسيلة لتَعَلُّم الناس الدين، وقراءتك للقرآن دين، وقراءتك للكتب التي فيها فائدة دين، وقراءتك للوسائل التي تدلك على معاني كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كلها دين.
أما الحركة فنعم هي من الدين، العمل الصالح لا شك أنه من الدين، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام )، مع أن الله قال: (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ )) فهذا هو الإسلام، لكن إطلاق أن الكتب ليست من الدين هذا خطأ وقصور، فهي دين لأنها تدل على الدين.
الثالث؟
السائل : الأخير يا فضيلة الشيخ يقولون: إن الغرباء الآن هم أهل الدعوة أو الدعاة، لأن المصلي والحاج ليس غريباً، والذي يصوم ليس عليه غرابة الآن بين الناس، ولكن الداعي تتوجه إليه الأنظار في غرابة؟
الشيخ : الآن والحمد لله ما في غرابة بالنسبة لبلادنا فالداعي يدعو، والمصلي يصلي، والمتصدق يتصدق، والعابد يعبد الله، وليس فيه غرابة، ولكن يمكن يوجد في بعض بلاد المسلمين يستغرب من يصلي، ويستغرب من يصلي مع الجماعة، ويستغرب من يتصدق الآن، فالغرابة معناها الشيء الغريب، كالرجل الذي ليس من أهل الوطن يعتبر غريباً، والغربة عندنا في بلادنا والحمد لله ليست موجودة، لا في الدعوة ولا في الصلاة.
وأما مسألة الناس ينظرون إليه، فالناس أيضًا ينظرون إلى المتصدق كثيراً، الذي يتصدق كثيراً ينظرون إليه، والذي يصلي كثيراً ينظرون إليه، ويحترمونه وهكذا.
الشيخ : القول الأول ما فهمته، إيش معنى أنك إذا دعوت تكون الدعوة في الصين.
السائل : يقول: إن الهداية تنزل، الله سبحانه وتعالى ينزل الهداية، يعني إن لم يهتد هؤلاء الذين دعوتهم قد تنزل الهداية في الصين، قد تنزل الهداية في اليمن، قد تنزل الهداية على أهل مكة، يعني على بعض الأشخاص الضالين ، وهذه كثيرة ومشهورة عند بعض الشباب.
الشيخ : الجواب على هذه الفقرة من السؤال المتضمن لثلاث فقرات أنه لا صحة لذلك، لأنك إذا دعوت الله دعاء محدداً فقلت: اللهم اهد هؤلاء، اللهم اهد أهل هذه البلدة، فإما أن يستجيب الله دعاءك ويهتدي هؤلاء، وإما أن يصرف عنك وعن أهل البلد من السوء ما هو عظيم، وإما أن يدخر لك أجرها يوم القيامة، أما أن يهتدي قوم في محل آخر لم تدع الله لهم فإن دعاءك ليس سبباً لهدايتهم.
السائل : فضيلة الشيخ أقصد الدعوة يعني أن تزورهم في بيتهم وليس الدعاء؟
الشيخ : كيف الدعوة؟
السائل : زيارتهم ودعوتهم.
الشيخ : طيب دعوتهم إلى الحق، كيف إذا دعوت مثلاً أهل بلد معينة، كيف يهتدي قوم ما دعوتهم؟
السائل : يستدل أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أهل مكة ثم اهتدى الأنصار في المدينة؟
الشيخ : ثم؟
السائل : ثم اهتدى أهل المدينة.
الشيخ : لا، هذا ليس بصحيح، لأن هداية الأنصار لها سبب غير دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لأهل مكة، السبب أن عندهم أناساً من اليهود، واليهود عندهم كتاب، وعندهم علم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام سيُبعث في مكة، وسيهاجر للمدينة، يعرفون ذلك كما يعرفون أبناءهم، كما في القرآن، والأنصار -الأوس والخزرج- لهم اختلاط باليهود في المدينة فكانوا يسمعون هذا، فلما بعث الرسول عليه الصلاة والسلام سافروا إليه وبايعوه بيعتي العقبة، والأمر في هذا مشهور، فهداية الأنصار هذا سببها أنهم كانوا يعلمون أن الرسول عليه الصلاة والسلام سيبعث وأن وقته قد حان فذهبوا إليه وبايعوه.
أما المسألة الثانية وهي؟
السائل : قولهم: إن هذه الكتب هي ألفاظ الدين، والدين هو الحركة والدعوة إلى الله، يعني من الناس الآن ربما يأتي من الجامعة ويذكر الناس في مجالس العلم قد لا يستفيدون، لأن ما قاله ألفاظ الدين، ولكن إذا أخذت الإنسان وسافرت به، وتحركت به ربما يكون في هذه الحركة الفائدة المطلوبة وليس الكلام.
الشيخ : هذا أيضاً جهل منه، فكتاب الله عز وجل القرآن أشرف الكتب، سماه الله تعالى كتاباً ولا شك أنه الدين، تلاوته دين، وتأمل معناه دين، والعمل به دين، فالكتب هذه وسيلة لتَعَلُّم الناس الدين، وقراءتك للقرآن دين، وقراءتك للكتب التي فيها فائدة دين، وقراءتك للوسائل التي تدلك على معاني كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كلها دين.
أما الحركة فنعم هي من الدين، العمل الصالح لا شك أنه من الدين، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام )، مع أن الله قال: (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ )) فهذا هو الإسلام، لكن إطلاق أن الكتب ليست من الدين هذا خطأ وقصور، فهي دين لأنها تدل على الدين.
الثالث؟
السائل : الأخير يا فضيلة الشيخ يقولون: إن الغرباء الآن هم أهل الدعوة أو الدعاة، لأن المصلي والحاج ليس غريباً، والذي يصوم ليس عليه غرابة الآن بين الناس، ولكن الداعي تتوجه إليه الأنظار في غرابة؟
الشيخ : الآن والحمد لله ما في غرابة بالنسبة لبلادنا فالداعي يدعو، والمصلي يصلي، والمتصدق يتصدق، والعابد يعبد الله، وليس فيه غرابة، ولكن يمكن يوجد في بعض بلاد المسلمين يستغرب من يصلي، ويستغرب من يصلي مع الجماعة، ويستغرب من يتصدق الآن، فالغرابة معناها الشيء الغريب، كالرجل الذي ليس من أهل الوطن يعتبر غريباً، والغربة عندنا في بلادنا والحمد لله ليست موجودة، لا في الدعوة ولا في الصلاة.
وأما مسألة الناس ينظرون إليه، فالناس أيضًا ينظرون إلى المتصدق كثيراً، الذي يتصدق كثيراً ينظرون إليه، والذي يصلي كثيراً ينظرون إليه، ويحترمونه وهكذا.