طلب نصيحة لطلاب العلم مع قرب الإجازة في فضل الدعوة والداعية. حفظ
السائل : كما تعلم يا شيخ في آخر الشهر القادم ستبدأ إجازة الربيع، ويا حبذا لو رغبتنا ورغبت طلاب الجامعة والمدرسين في الدعوة إلى الله، ولا يخفى عليكم محادثة الناس في الشمال والجنوب، حتى أني أذكر أني حملت رجلاً قبل أيام من بعض القرى، فأردت أن أقرأ أنا وإياه بعض قصار السور، وقرأ الفاتحة فلم يحسن قراءتها، فتعجبت منه! وقلت له: يا أخي! إذا رجعت القرية جزاك الله خيراً تحاول أن تقرأ على إمام القرية، فقال: أنا إمام القرية، وهو لا يقيم الفاتحة، فيا حبذا لو رغبتنا على فضل الدعوة إلى الله، وهل الانشغال بالمباحات لأنا نعلم أنه في الربيع غالب الناس يخيمون في البر ويقضون أوقاتًا كثيرة في البراري، وهذه مباحات الحمد لله لا بأس بها، ولكن أيهما أفضل: هل الإنسان يخيم بهذه المخيمات وتضيع عليه الوقات أم الاشتغال بالدعوة في هذه الإجازة، جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : لا شك أن هذا توجيه مهم من الأخ، وذلك أن الناس في أيام إجازة الربيع كثير منهم يخرج إلى البر للنزهة والأنس بأصحابه وإخوانه، وهذا من الأمور المباحة، لكن ينقسمُ الناس في هذا الخروج إلى ثلاثة أقسام:
قسم يكتسبون به إثماً، فتجد عندهم من آلات اللهو والموسيقى، والأغاني والألعاب المحرمة التي يحصل فيها شر، ويكون ذلك وبالاً عليهم.
وقسم آخر: يقضون الوقت في اللغو واللهو وإن لم يصل إلى درجة التحريم.
والقسم الثالث: من يستغله في الدعوة إلى الله، يكون إذا بقي في مخيمه يتلو كتاب الله، يقرأ من كتب التفسير من كتب الأحاديث، ويتجول بين المخيمات للدعوة إلى الله عز وجل والترغيب والترهيب، ويهدي الله على يديه بشراً كثيراً، والحازم العاقل هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) .