ما رأيكم فيمن سافر للرياض ورجع في يومه بسيارة أو طائرة ولا يحتاج لمؤنة هل هو مسافر ؟ حفظ
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ في الأسبوع قبل الماضي سأل أحد الإخوان، فقال: أنا أذهب سبعين كيلو وأرجع، فهل علي قصر أم لا؟
فأفتيته بأنه ليس عليه قصر، بسبب أنه لا يحتاج إلى مئونة وطعام، فما رأيكم الآن اليوم بإنسان يستطيع الإنسان أن يذهب إلى الرياض أو الدمام، ويرجع في يوم ولا يحتاج إلى مئونة سواء بالسيارة أو بالطائرة، أرجو التفصيل لعدم الالتباس، وجزاكم الله خيراً؟
الشيخ : العبرة بالعادة ما هو بالبلد، العادة أن من ذهب إلى سبعين كيلو ورجع في يومه لا يستعد له استعداد السفر، لكن من ذهب إلى الرياض أو إلى مكة من القصيم فالعادة أنه يستعد له، هذه العادة، يشدون الرحال ويأتون بالأزواد وبالمياه وبالقرب، لكن كونه الآن بالطائرات ليس بعبرة، العبرة بما كان الناس عليه على عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وهو أن مثل هذا السفر يستعدون له، الآن ربما يذهب الإنسان إلى أبعد من الرياض إلى محلات بعيدة ليس معه إلا الدراهم فقط، يجد الطعام هناك أمامه في الفنادق وغيرها، ولا يحمله، ولكن العبرة بالأول، قديماً كان الناس إذا ذهبوا إلى مكان قريب سبعين كيلو -مثلاً- ورجعوا في يومهم أنهم لا يستعدون لهذه الشيء، ولا يقال: إن فلاناً مسافر، ولكن إذا أراد أن يسافر إلى محل آخر أو إلى سبعين كيلو ويبقى يومين أو ثلاثة، فإن هذا يستعد له.
فالمسألة في الحقيقة كما سمعت الآن مني، هذا قول لبعض العلماء، بعض العلماء يقول: مسافة القصر محدودة ما ترجع للعرف، إذا بلغ واحدًا وثمانين كيلو أو أكثر قليلاً فهذه مسافة قصر، وإذا كان دون ذلك فليست مسافة قصر، لكن هذا ما فيه دليل، ولهذا أنكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال: " العبرة بما يسمى سفراً ".
الآن -مثلاً- لو راح الإنسان إلى الرياض في الصباح ورجع العصر قال الناس: إنه مسافر، لكن لو كان على إبل تأخذ ولا ما تأخذ؟
تأخذ، ويسميه الآن الناس مسافرًا، ولكنه لو ذهب كما قلت: إلى الرس من عنيزة ورجع في يومه ما قال الناس: هذا مسافر.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ هناك بعض المسلمين من أصحاب المعاصي نزورهم بنية الدعوة إلى الله عز وجل، لكن هؤلاء لا يحضرون مجالس الذكر وهم بعيدون عن الله عز وجل، ونجد عندهم بعض المنكرات وأحياناً يعني يختبرونا يكون بالتلفاز أغنية أو شيء، يعني مطولة الأغنية، نحن لا نتكلم، نحن أتينا لهم في بيوتهم، ونحاول أن نكسب قلوبهم في البداية، يعني زيارات متعددة، ووجدنا حسب التجارب أننا إذا بدأناهم بإنكار المنكر يجفلون منا ولا يجالسوننا، ولكن بفضل الله عز وجل بعضهم بدأنا نصبر ولكن نصبر على مضيض، أحياناً تسمع المنكرات، ولكن بعض الإخوة ينكرون يقولون: لا بد أن تنكروا المنكر، فهل ننكر المنكر مباشرةً ؟