ما حكم الذهاب إلى البلاد الكافرة مع التبليغ من أجل الدعوة إلى الله تعالى حتى أنهم لا يعرفون لغتهم ويقولون نصقل قلوبنا عندهم وما صحة الصفات الست التي عندهم.؟ حفظ
السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : هناك يا شيخ ظاهرة انتشرت في القرى وهي: ذهاب بعض الإخوة أو الشباب من الدعاة بعوام لتلك القرى وإلى بعض البلاد التي تكثر فيها البدع والانحرافات كـباكستان وبنجلاديش وغيرها، بل إنهم تعدوا الآن إلى البرازيل، بل إنهم يذهبون بالنساء وهذا ثابت، وظاهرة هؤلاء الإخوان أنهم لا يهتمون بالتوحيد والعقائد، كما أنهم لا يعرفون لغة هؤلاء القوم الذين يذهبون إليهم، وإذا سألتهم قالوا: نذهب نصقل قلوبنا هناك، فما أدري ما الواجب علينا، هل نسكت أم نحذر من الذهاب إلى تلك البلدان لأنهم لا يدعون إلى التوحيد ولا يحذرون من الشرك، إنما يقولون نذهب نصقل قلوبنا هناك، كما أن صفات لهم يدعون الناس إلى حفظها، وقد وجدناها مع كثير من أهل البادية صفات ست لا أدري من أين أتوا بها، وأولها كلمة لا إله إلا الله، يقولون لا إله إلا الله إخراج الأسباب وإدخال رب الأسباب؟
الشيخ : كيف؟
السائل : يقولون: لا إله إلا الله إخراج الأسباب من القلب، وإدخال رب الأسباب في القلب إلى غير ذلك، والصلاة ذات الخشوع والخضوع، وآخرها جعلوه وهو أهم شيء عندهم الخروج في سبيل الله، ويستدلون ببعض النصوص مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع على رجل غبار في سبيل الله ودخان في جهنم ) إلى غير ذلك، فما أدري الأشياء التي تبرأ بها ذمتنا أمام الله سبحانه وتعالى، لأن هذا الشيء قد انتشر بكثرة الآن، جزاكم الله خيرًا؟
الشيخ : الواقع أن الذهاب إلى البلاد الكافرة للدعوة إلى الله عز وجل لا شك أنه خير، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرسل الدعاة إلى بلاد الكفر يدعون إلى الله عز وجل، لكن هذا يتوقف على أمور:
الأمر الأول: العلم، يعني يكون لدى الداعية علم، لأن الداعية إذا لم يكن له علم ثم دعا، فلا بد أن يلجأ إلى أسئلة إذا لم يكن عنده علم فإنه يتوقف حيران، أو يجيب بالخطأ فيحصل بذلك شرٌ وفتنة.
ولا بد أيضًا أن يكون عنده لسان، أي: لغة يخاطب بها القوم، ليوصل المعلومات إلى القوم، لقول الله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ )) وإلا كيف يبين لهم ما يدعوهم إليه وهم لا يعرفون لغته، وكيف يجيبهم عن الإشكالات وهو لا يعرف لغتهم؟!
هذان أمران لا بد منهما: العلم، واللسان.
ثانيًا: ينبغي للداعية أن يبدأ بالأهم فالأهم، فيبدأ أولاً: بالدعوة إلى التوحيد، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين بعث معاذاً إلى اليمن قال: ( فليكن أولَ ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) ولأن التوحيد هو الأصل الذي تبنى عليه الشرائع، فلا بد أن يكون الأساس والأول قبل كل شيء، ثم بعد ذلك بالصلاة، ثم بعد ذلك بالزكاة، ثم بالصوم ثم بالحج.
هكذا ترتيب الدعوة، أما أن تهمل الدعوة إلى التوحيد فهذا نقص لا شك أنه نقص.
بعض الناس يتراءى له أنه إذا دعا إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال أولاً من لين الجانب والعطف والإحسان وما أشبه ذلك، يظن أن هذا أدعى لقبول الإسلام، لكن هذا وإن كانت وجهة نظر، لكن ما دلت عليه السنة هو الحق، لأنك إذا بدأتهم بهذا قبل كل شيء ظنوا أن هذا هو الأساس وصاروا لا يهمهم أن ينقصوا في التوحيد أو في الصلاة وما أشبه ذلك إذا أقاموا محاسن الأخلاق والأعمال والآداب.
فعلى كال حال هؤلاء القوم الذين ذكرت، موقفنا معهم أن نرشدهم إلى ما ينبغي أن تكون عليه الدعوة، وأن نشجعهم على الذهاب إلى دعوة الناس بالحق، وألا يكون موقفنا معهم موقف المتفرج، لأنه موقف سلبي، أو موقف الشامت، لأنه موقف عدائي، فهم إخواننا مسلمون يظهر لنا من نيتهم الخير والسعي في إصلاح الخلق، لكن ليس إذا فسدت الطريق نجعل ذلك فساداً للنية والعمل من أصله، بل المؤمن الناصح يشجع على الخير ويوجه إلى الطرق السليمة.
ولا شك أن تأثير هؤلاء الإخوة الذين تشير إليهم لا شك أنه كبير، وأن الله فتح على أيديهم من الخير ما لم يفتحه على دعاة آخرين، لأنهم يقابلون الناس باللين واللطف والإحسان والمروءة والخدمة، لكن طريقتهم تحتاج إلى تعديل في الواقع، لذلك أنا أرى أن يكون موقفنا نحو هؤلاء وغيرهم ممن يظهر لنا منهم قصد الإصلاح، أن يكون موقفنا منهم موقف المصلح المقوِّم المشجع، لأننا ما علمنا أحداً يصبر صبرهم على إيذاء الناس لهم، ولا صبرهم على السفر إلى بلاد بعيدة أو قريبة، ولا صبرهم على تحمل النفقات، ولهذا نسمع أنهم لا يقبلون من أحد شيئاً يتبرع به لهم من أجل دعوتهم.
كذلك ننصح إخواننا هؤلاء ألا يسافروا إلى المجتمع الذي يكون في باكستان، لأننا سمعنا عنهم شيئًا كثيرًا، لا ينبغي السير إليه.
وفيمن عندهم من أهل الخير كفاية يهتدون بهم ويدلونهم على الخير، وأما السفر إلى هنالك فأخشى أن يكون فيه شيء من البدعة.
وأما مسألة الخروج في سبيل الله وجعل هذا من الجهاد فيقال: أما الجهاد الذي هو قتال الأعداء فليس هذا هو الجهاد الذي هو قتال الأعداء، لكنه نوع من الجهاد، لأن طلب العلم والدعوة إلى الله عز وجل بما أعطاك من العلم نوع من الجهاد، قال الله تعالى: (( وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً )) يعني: بالقرآن، وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )) ومعلوم أن جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم للمنافقين ليس جهاد قتال، بل لما استؤذن في أن يقتل من يقتل من المنافقين، قال: ( لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ) فتبين من هذا أن جهاده للمنافقين جهادهم بالعلم.
ولأن الله تعالى جعل التفرغ للعلم قسيم الخروج في الجهاد، قال تعالى: (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ )) يعني: وبقيت طائفة: (( لِيَتَفَقَّهُوا )) أي: الطائفة الباقية: (( فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )) أعرفت الآن ماذا يكون موقفنا؟!
أن نسأل الله لهم التوفيق وأن ندلهم على ما فيه الخير.
السائل : بالنسبة ...
الشيخ : انتظر حتى يأتيك الدور.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : هناك يا شيخ ظاهرة انتشرت في القرى وهي: ذهاب بعض الإخوة أو الشباب من الدعاة بعوام لتلك القرى وإلى بعض البلاد التي تكثر فيها البدع والانحرافات كـباكستان وبنجلاديش وغيرها، بل إنهم تعدوا الآن إلى البرازيل، بل إنهم يذهبون بالنساء وهذا ثابت، وظاهرة هؤلاء الإخوان أنهم لا يهتمون بالتوحيد والعقائد، كما أنهم لا يعرفون لغة هؤلاء القوم الذين يذهبون إليهم، وإذا سألتهم قالوا: نذهب نصقل قلوبنا هناك، فما أدري ما الواجب علينا، هل نسكت أم نحذر من الذهاب إلى تلك البلدان لأنهم لا يدعون إلى التوحيد ولا يحذرون من الشرك، إنما يقولون نذهب نصقل قلوبنا هناك، كما أن صفات لهم يدعون الناس إلى حفظها، وقد وجدناها مع كثير من أهل البادية صفات ست لا أدري من أين أتوا بها، وأولها كلمة لا إله إلا الله، يقولون لا إله إلا الله إخراج الأسباب وإدخال رب الأسباب؟
الشيخ : كيف؟
السائل : يقولون: لا إله إلا الله إخراج الأسباب من القلب، وإدخال رب الأسباب في القلب إلى غير ذلك، والصلاة ذات الخشوع والخضوع، وآخرها جعلوه وهو أهم شيء عندهم الخروج في سبيل الله، ويستدلون ببعض النصوص مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع على رجل غبار في سبيل الله ودخان في جهنم ) إلى غير ذلك، فما أدري الأشياء التي تبرأ بها ذمتنا أمام الله سبحانه وتعالى، لأن هذا الشيء قد انتشر بكثرة الآن، جزاكم الله خيرًا؟
الشيخ : الواقع أن الذهاب إلى البلاد الكافرة للدعوة إلى الله عز وجل لا شك أنه خير، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرسل الدعاة إلى بلاد الكفر يدعون إلى الله عز وجل، لكن هذا يتوقف على أمور:
الأمر الأول: العلم، يعني يكون لدى الداعية علم، لأن الداعية إذا لم يكن له علم ثم دعا، فلا بد أن يلجأ إلى أسئلة إذا لم يكن عنده علم فإنه يتوقف حيران، أو يجيب بالخطأ فيحصل بذلك شرٌ وفتنة.
ولا بد أيضًا أن يكون عنده لسان، أي: لغة يخاطب بها القوم، ليوصل المعلومات إلى القوم، لقول الله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ )) وإلا كيف يبين لهم ما يدعوهم إليه وهم لا يعرفون لغته، وكيف يجيبهم عن الإشكالات وهو لا يعرف لغتهم؟!
هذان أمران لا بد منهما: العلم، واللسان.
ثانيًا: ينبغي للداعية أن يبدأ بالأهم فالأهم، فيبدأ أولاً: بالدعوة إلى التوحيد، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين بعث معاذاً إلى اليمن قال: ( فليكن أولَ ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) ولأن التوحيد هو الأصل الذي تبنى عليه الشرائع، فلا بد أن يكون الأساس والأول قبل كل شيء، ثم بعد ذلك بالصلاة، ثم بعد ذلك بالزكاة، ثم بالصوم ثم بالحج.
هكذا ترتيب الدعوة، أما أن تهمل الدعوة إلى التوحيد فهذا نقص لا شك أنه نقص.
بعض الناس يتراءى له أنه إذا دعا إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال أولاً من لين الجانب والعطف والإحسان وما أشبه ذلك، يظن أن هذا أدعى لقبول الإسلام، لكن هذا وإن كانت وجهة نظر، لكن ما دلت عليه السنة هو الحق، لأنك إذا بدأتهم بهذا قبل كل شيء ظنوا أن هذا هو الأساس وصاروا لا يهمهم أن ينقصوا في التوحيد أو في الصلاة وما أشبه ذلك إذا أقاموا محاسن الأخلاق والأعمال والآداب.
فعلى كال حال هؤلاء القوم الذين ذكرت، موقفنا معهم أن نرشدهم إلى ما ينبغي أن تكون عليه الدعوة، وأن نشجعهم على الذهاب إلى دعوة الناس بالحق، وألا يكون موقفنا معهم موقف المتفرج، لأنه موقف سلبي، أو موقف الشامت، لأنه موقف عدائي، فهم إخواننا مسلمون يظهر لنا من نيتهم الخير والسعي في إصلاح الخلق، لكن ليس إذا فسدت الطريق نجعل ذلك فساداً للنية والعمل من أصله، بل المؤمن الناصح يشجع على الخير ويوجه إلى الطرق السليمة.
ولا شك أن تأثير هؤلاء الإخوة الذين تشير إليهم لا شك أنه كبير، وأن الله فتح على أيديهم من الخير ما لم يفتحه على دعاة آخرين، لأنهم يقابلون الناس باللين واللطف والإحسان والمروءة والخدمة، لكن طريقتهم تحتاج إلى تعديل في الواقع، لذلك أنا أرى أن يكون موقفنا نحو هؤلاء وغيرهم ممن يظهر لنا منهم قصد الإصلاح، أن يكون موقفنا منهم موقف المصلح المقوِّم المشجع، لأننا ما علمنا أحداً يصبر صبرهم على إيذاء الناس لهم، ولا صبرهم على السفر إلى بلاد بعيدة أو قريبة، ولا صبرهم على تحمل النفقات، ولهذا نسمع أنهم لا يقبلون من أحد شيئاً يتبرع به لهم من أجل دعوتهم.
كذلك ننصح إخواننا هؤلاء ألا يسافروا إلى المجتمع الذي يكون في باكستان، لأننا سمعنا عنهم شيئًا كثيرًا، لا ينبغي السير إليه.
وفيمن عندهم من أهل الخير كفاية يهتدون بهم ويدلونهم على الخير، وأما السفر إلى هنالك فأخشى أن يكون فيه شيء من البدعة.
وأما مسألة الخروج في سبيل الله وجعل هذا من الجهاد فيقال: أما الجهاد الذي هو قتال الأعداء فليس هذا هو الجهاد الذي هو قتال الأعداء، لكنه نوع من الجهاد، لأن طلب العلم والدعوة إلى الله عز وجل بما أعطاك من العلم نوع من الجهاد، قال الله تعالى: (( وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً )) يعني: بالقرآن، وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ )) ومعلوم أن جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم للمنافقين ليس جهاد قتال، بل لما استؤذن في أن يقتل من يقتل من المنافقين، قال: ( لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ) فتبين من هذا أن جهاده للمنافقين جهادهم بالعلم.
ولأن الله تعالى جعل التفرغ للعلم قسيم الخروج في الجهاد، قال تعالى: (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ )) يعني: وبقيت طائفة: (( لِيَتَفَقَّهُوا )) أي: الطائفة الباقية: (( فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )) أعرفت الآن ماذا يكون موقفنا؟!
أن نسأل الله لهم التوفيق وأن ندلهم على ما فيه الخير.
السائل : بالنسبة ...
الشيخ : انتظر حتى يأتيك الدور.