كيف نتعامل مع الطلبة الروافض الذين يدرسون في الجامعة مع الطلاب المسلمين وهل يلزم على المدرس العدل معهم.؟ حفظ
الشيخ : نعم
السائل : من المعلوم يا شيخ لديكم أنه عندنا نحن في المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام أنه يوجد الرافضة بكثرة يوجد عندنا ويدرُسُون معنا في المدارس كلها.
فيسأل بعض المدرسين فيقول هل يجب علي أن أعدل بينهم وبين الطلاب الذين هم من أهل السنة ، أم أني يعني أقصر في حقهم ولا أعطيهم حقهم ؟
لأنهم كما يقول هو يقول لأنهم عدو لله ولرسوله وهم كما قال كثير من أهل العلم هم كفار خارجون عن الملة ؟
الشيخ : نعم أولًا أعجبني قولك المدينة النبوية لأن المشهور عند الناس المدينة المنورة ، والصواب المدينة النبوية ، لأن النور كان في مكة أيضًا قبل أن يكون في المدينة .
ثانيًا : الواجب على المدرس أن يحكم بالعدل قال الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا )) يعني لا يحملكم بغض قوم على ألا تعدلوا ((اعدلوا هو أقرب للتقوى)). حتى قال العلماء يجب على القاضي إذا تحاكم إليه خصمان أحدهما مسلم والثاني كافر أن يجلسهما منه مجلسا واحدا ما يقول للمسلم تعال هنا وللكافر روح هناك لا يجعلهما جميعا أمامه وأن يعدل بينهما في الكلام لا يغلظ الكلام للكافر ويرقق الكلام للمسلم ، لا يقول للمسلم صبحك الله بالخير ولا يقول للكافر بل يجعلهما سواء في باب المحاكمة لأن هذا هو العدل .
فهؤلاء التلاميذ إذا قدَّموا أجوبتهم فليغظ النظر عن كونه فلان أو فلان ، ليصحح على ما كان أمامه من قول ، إن صوابًا فهو صواب وإن خطأ فهو خطأ .
كما أنه لا يجوز أن ينظر إذا كان يعرف الجواب إلى حال الطالب من قبل هل هو فاهم أو غير فاهم ، لأن بعض الناس أو بعض المدرسين يقدّر درجات التلاميذ على حسب ما كان يعرفه منهم وهذا غلط ، يجب أن يقدر الدرجات أو الترتيب على حسب ما رفع إليه في الجواب النهائي ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما أقضي بنحو ما أسمع ) .
وكثيرا ما يكون الطالب جيدًا فيتوهم في الجواب أو في السؤال فيفهم السؤال على أنه أراد به السائل كذا ويجيب على هذا الفهم ، أو يتوهم في الجواب يظن أن جواب هذا السؤال كذا وكذا وهو غلط نعم ، مثل أن يكون في السؤال كم أقسام الحديث ؟ فيظن الطالب أن المراد كم أقسامه من حيث العدد ، فيقول متواتر ومشهور وعزيز وغريب .
ويتوهم آخر أن المراد مراتب الحديث من حيث الصحة فيقول صحيح وحسن وضعيف والصحيح إما لذاته أو لغيره والحسن إما لذاته أو لغيره .
فالمهم أن الواجب على المدرس إذا قدمت إليه أوراق الإجابة أن يصحح حسب الجواب بقطع النظر عن المجيب ، وكذلك في أثناء التدريس يجب أن يعدل بين التلاميذ مهما كان الأمر وهو بهذه الطريقة يفتح آفاقا بعيدة قد لا يدركها لأن الخصم يفهم أنه لم يتحداه فيرغب فيه ويقول هذا منصف هذا عدل نعم ويجره ذلك إلى أن يألفه ويقبل منه ما يقول .
ولهذا نحن ننصح إخواننا المدرسين في البلاد التي ذكرت يختلط فيها أهل السنة وأهل البدعة أن يحاول بقدر المستطاع تأليف أهل البدعة وجذبهم إليه ، لأن الشباب ليّن بيّن العريكة ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم ) يعني شبابهم بجتذبهم لكن لو يعاملهم بالقسوة والآخرين باللين أو يعاملهم بالتشديد بالتصحيح والآخرين بالتخفيف أو يعاملهم بإسقاطهم وهم مجيبون صوابا لا شك أن هذا يولّد في قلوبهم البغضاء والكراهة حتى للحق الذي كان عند هذا الأستاذ إيه نعم