ما الفرق بين المصيبة التي تحدث وتكون تكفيرا للذنوب والمصيبة التي تكون نذيرا من الله.؟ حفظ
السائل : أقول يا شيخ بالنسبة للمصيبة اللي تصاب المسلم كيف يفرق بينها وبين أن تكون يعني مكفرة للذنوب ورفعة في الدرجات وبين أن تكون نذير من الله سبحانه وتعالى للإنسان ؟
الشيخ : أولا : يجب أن نعلم أن الله قال في الكتاب : (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) .
فالمصائب التي تصيب المسلمين هي بما كسبت أيديهم والمصائب الخاصة التي تصيب الإنسان تقع على أجور إما أنها بما كسبت يده فيعاقب على المعصية في الدنيا وعقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة ، وإما أن تكون من أجل امتحانه حتى يصل إلى درجة الكمال في الصبر .
لأن الإنسان بين حالين : إما سراء فوظيفته الشكر أو ضراء فوظيفته الصبر فلا يصل الإنسان إلى درجة الصبر إلا بشيء يصبر عليه.
ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبتلى أكثر مما يبتلى غيره حتى إنه يوعك يعني بالمرض كما يوعك الرجلان منا وشدد عليه عليه الصلاة والسلام عند الموت من أجل رفعة درجته بمقام الصبر .
فالإنسان يبتلى بلاء خاصا إما بسبب ذنوب ارتكبها فيكفر الله عنه بهذه المصيبة وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ولهذا بعض الناس إذا فعل ذنوبا ثم حصل عليه مصائب وبلايا يشكر الله على هذا لأنه يقول علم الله بذنبي فعاقبني في الدنيا قبل الآخرة وعقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة فيجعل ذلك نعمة يشكر الله عليها عز وجل .
والإنسان إذا أصيب ببلاء فله ثلاث حالات بل أربع حالات :
إما أن يتسخط بقلبه أو جوارحه فيشق الجيب وينتف الشعر ويلطم الخد ، ويرى في قلبه أنه ساخط على ربه والعياذ بالله ، فهذا في أدنى الدرجات وهذا آثم تبرَّأ منه الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) .
وإما أن يصبر ويحتسب مع كراهته لما حصل فهذا قام بالواجب قام بالواجب وله أجر الصابرين وإذا احتسب الأجر على الله فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .
والثالث حالة أكمل من الصبر وهي الرضا الرضا أكمل من الصبر الصابر ساخط للبلاء لكنه صابر والراضي متساوي عنده الأمران بالنسبة لقضاء الله عز وجل ويقول في نفسه : ما قضى الله هذا لي إلا خيرا فيرضى تماما ويكون حاله غير متأثر إطلاقا لا بقلبه ولا بجوارحه .
والرابع أن يكون مقام الشكر كيف يشكر الله على المصيبة ؟ نقول وجهه ما ذكرت لكم قبل قليل أنه يعلم أن هذه إذا كان قد فعل ذنوبا أن هذه عقوبة لذنوبه فيشكر الله أن عجّل له العقوبة في الدنيا وذلك أهون من كونها في الآخرة ثم يشكر الله على أنه إذا رضي وصبر كانت خيرا له فيشكر الله على ذلك نعم