ما حكم من يستمر في حفظ القرآن ويترك القراءة فيه بالنظر هل يعتبر هاجرا للقرآن.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ إذا استمر الإنسان بحفظ القرآن وترك القراءة بالنظر ، هل يعتبر هجر للقرآن وما هو مفهوم هجر القرآن ؟
الشيخ : نعم ، إذا منّ الله على الإنسان بحفظ القرآن عن ظهر قلب واقتصر على ذلك فإن هذا خير .
السائل : ولو استمر بالحفظ
الشيخ : فهذا خير وهل كان الصحابة رضي الله عنهم أكثرهم إلا معتمدين على الحفظ في الصدور ؟ أكثرهم لا يكتب أو كثير منهم لا يكتب ، والنبي عليه الصلاة والسلام نفسه اعتمد في حفظ القرآن على إيش على حفظ القلب ليس يكتب عليه الصلاة والسلام ولا يقرأ من كتاب .
ولهذا نقول : إن من حفظ القرآن عن ظهر قلب وصار لا يقرأ إلا عن ظهر قلب فإنه ليس بهاجر للقرآن بل هو حافظ للقرآن ملازم له .
وأما مفهوم هجر القرآن فهجر القرآن نوعان : هجر للعمل به ، وهجر لتلاوته والثاني أشد وأعظم لأن الاستكبار عن العمل بما في القرآن قد يكون كفرا أما هجر التلاوة فإنه لا يمكن لأي واحد من المسلمين أن يهجر تلاوة القرآن أبدا حتى العجائز العجائز في بيوتها لا تهجر القرآن لأنه ما من مسلم إلا ويقرأ الفاتحة وما تيسر من كتاب الله ، وإذا قرأ الفاتحة وما تيسر فالفاتحة أم القرآن فليس بهاجر للقرآن .
وعلى هذا فنقول هجر القرآن نوعان :
هجر تلاوة وهذا لا يتصور من أحد من المسلمين اللهم إلا من نشأ في بلدة بعيدة وصار لا يعرف ولا الفاتحة وإلا فسوف يقرأ في الصلاة الفاتحة وما تيسر وهجر العمل به وهذا هو الخطير ولهذا قال الله تعالى (( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )) يعني يقرؤونه ولا يعملون به وهذا هو الخطير الذي يخشى على الأمة منه .
ولقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في وصف الخوارج إنهم يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم والعياذ بالله لأنهم لا يعملون به وإن عملوا به ظاهرا لكن القلوب خراب منه نعم