تكلم على الحكام وأفراد الشعوب . حفظ
الشيخ : سبيل النهوض لابد للمسلمين اليوم من أن يفهموا دينهم فهما صحيحا ثم أن يطبقوه كل بحسبه تطبيقا صحيحا ، المحكوم غير الحاكم ، الحاكم له سلطة عليا المحكوم سلطته محدودة فإذا قام كلّ من الحاكم و المحكوم بفهم الإسلام أولا فهما صحيحا ثم بتطبيق هذا الإسلام تطبيقا كاملا كلّ بحسب ما يستطيعه كما أشرت إليه آنفا في إعتقادي يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله و لكنني أرى أن كثيرا من الدعاة الإسلاميين الذين ينهجون دائما و أبدا بدعوة الحكام إلى الحكم بما أنزل الله عزّ و جلّ وهذه دعوة حق لا شكّ و لا ريب فيها لقول الله عزّ و جلّ (( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) و في الآية الأخرى (( فأولئك الظلمون )) و في الثالثة (( فأولئك هم الفاسقون )) هذا حق أي أن يقوم الحكام بتطبيق الإسلام في دساتيرهم و في قوانينهم و على شعوبهم كلها هذا حق واجب و لكن نحن نذكّر أفراد الشعوب المسلمة الذين ينادون بكلمة الحق هذه و هو الحكم بما أنزل الله أن عليهم أن لا ينسوا أنفسهم كما قال الله عزّ و جلّ (( يا أيها الذين آمنوا عليك أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا إهتديتم )) فلذلك على أفراد المسلمين أن يفهموا الإسلام فهما صحيحا ثم أن يطبّقوه تطبيقا كاملا في حدود إستطاعتهم على أنفسهم و على من لهم ولاية عليهم من رعاياهم كما قال عليه الصلاة و السلام ( كلكم راع و كلّكم مسؤول عن رعيّته فالرجل وهو مسؤول عن رعيّته و المرأة راعية و هي مسؤولة عن رعيتها ) إلى هذا المعنى من التربية للنفس يشير إليه بعض الدعاة الإسلاميين بالكلمة التي تروى عنه ألا و هي قوله " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " في هذه الكلمة التي تعجبنا كثيرا و لك لا يعجبني الذين ينتمون إلى قائل الكلمة حيث انهم لا يعنون بها و لا يهتمون بتطبيقها لأن ذلك يكلفهم أمرا يتطلب جهدا جهيدا ألا و هو الرجوع إلى فهم الإسلام على الوجه الصحيح الذي سبق بيانه آنفا إعتمادا على كتاب الله و على حديث رسول الله و على ما كان عليه سلفنا الصالح .