هناك من يقحم بعض المناهج والدعوات والمذاهب الضالة كمنهج الخوارج في هذه البلاد مع أنها على المنهج السلفي فهل ترى لهذا مسوغا أم أنه يشتت الأمة ويفرق الصف .؟ حفظ
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ كما تعلمون أن من نعم الله سبحانه وتعالى على أهل هذه البلاد أنهم على المنهج السلفي، ولكن هناك من يقحم بعض المناهج أو الدعوات وربما بعض المذاهب الضالة كمذهب الخوارج، هل ترون لهذا فضيلة الشيخ مسوغًا أم أنه يفرق الأمة ويشتت الصف ؟
الشيخ : نعم لقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام في خطبه يوم الجمعة وفي مناسبات أخرى أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا نظرنا إلى هدي الرسول عليه الصلاة والسلام وجدنا أنه يريد أن تكون الأمة أمة واحدة لا تتفرق ولا تختلف، ولا يكون في قلوب بعضها شيء على الآخرين، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يترك ما هو اختيار لدرء الفتنة، وحتى أنه عليه الصلاة والسلام أمر بالصبر على ولاة الأمور على ظلمهم وعلى جورهم وعلى أثرتهم واستبدادهم، وأخبر أن هذا سيكون، فقال للأنصار رضي الله عنهم: ( إنكم ستلقون بعدي أثرة -أي : استئثارا عليكم- فاصبروا حتى تلقوني على الحوض )، وقال : ( من رأى من أميره ما يكره فليصبر )، وقال : ( إذا لم يؤدوا حق الله فيكم فأدوا حق الله لهم عليكم، واصبروا على فرطوا وحسابهم على الله عز وجل ).
ولا شك أن مما يخالف هدي النبي عليه الصلاة والسلام إيغار الصدور على ولاة الأمور، والحديث بما يوجب كراهتهم وبغضهم، وذلك لأن الأمة الإسلامية يقوم أمرُها على صنفين من الناس :
على العلماء، وعلى الأمراء، وهم أولو الأمر الذين قال الله تعالى فيهم : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ))، قال المفسرون وغيرهم من أهل العلم: أولوا الأمر منا هم العلماء والأمراء، فالعلماء قادة الأمة بشريعة الله، والأمراء قادة الأمة بسلطان الله عز وجل.
لولا العلماء والأمراء ما استقامت الأمة، لأن العلماء يقودون الناس بالشريعة، والأمراء يقودون الناس بالسلطة والتنفيذ، فإذا تكلم أحد في الأمراء أو تكلم في العلماء بما يوجب عداوتهم والحط من قدرهم فإن الأمة تضيع، لأنه لا يكون لها علماء تثق بأقوالهم، فتضيع الشريعة، وليس لديها أمراء تثق بتصرفاتهم فيضيع الأمن.
لهذا نرى أن من الخطأ الفاحش ما يقوم به بعض الناس من الكلام على العلماء أو على الأمراء، ونعني بالأمراء ولاة الأمور أمور الدولة، وإذا رأى شيئًا من هؤلاء يخالف ما يرى أنه شرع فالواجب عليه النصيحة، وليس الواجب إفشاء هذا الشر أو هذه المخالفة، ينصح بالكتابة، إذا لم يستطع تكون الكتابة بالواسطة يعطيها من يوصلها للمسؤولين من العلماء أو الأمراء، وإلا فلا نشك أنه يوجد خطأ من العلماء ويوجد خطأ من الأمراء سواء كان متعمداً أو غير متعمد، لكن ليس دواء المرض بإحداث مرض أعظم منه، ولا زوال الشر بشرٍ أشرَّ منه أبدًا، ولم يضر الأمة الإسلامية إلا كلامها في علمائها وفي أمرائها.
ما الذي أوجب قتل عثمان ؟
هو الكلام فيه، تكلموا فيه وأنه يحابي أقاربه وأنه يفعل كذا ويفعل كذا فحملت الناس في قلوبها عليه، ثم تولد من هذا الحمل كراهة وبغضاء، وأهواء وعداء، حتى وصل الأمر إلى أن قتلوه في بيته.
ما الذي أوجب قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طلب إلا هذا ؟!
خرجوا عليه، وقالوا: إنه خالف الشرع، وكفروه وكفروا المسلمين معه، وحصل ما حصل من الشر.
فالواجب علينا أيها الإخوة ونحن ولله الحمد في هذا البلد كما قال الأخ السائل : بلد آمنة ومطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان، وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقا للشريعة وهذا أمر مشاهد، ولا نقول : إنها تامة مائة في مائة، لا عندها قصور كثير وفيه ظلم وفي استئثار، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه إيش ؟
لا شيء، أقل مو أقل لا شيء، يعني لو قدرنا أن المملكة السعودية عشرة ملايين لا تستطيع أن تخرج ألف واحد مظلوم ظلما حقيقيا ولم يتمكن من رفعه أبدًا، فإذا كان كذلك كيف نقول : إن الظلم فاشي وكثير هذا مو صحيح.
الواجب أن الإنسان ينظر بالعدل: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ))، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا )): شنئان يعني: بغض، ويجرم بمعنى: يحمل .
يعني لا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا، (( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ )).
فأقول : إننا ولله الحمد في بلاد آمنة مطمئنة هي خير ما نعلمه في بلاد المسلمين في تطبيق الشريعة، فالواجب علينا أن نحرص على توحيد الكلمة ما استطعنا، وأن نجعل الخلاف الذي يكون بيننا من باب الاجتهاد، وأن نتناقش فيما بيننا فيما يظن بعضنا أنه خطأ حتى نصل إلى الصواب جميعًا، وإذا علم الله من نيتنا أننا نريد الحق يسره لنا، ويسر لنا الاجتماع عليه.
هذا ما أحببت أن أقوله حول هذا الموضوع، وأرى أنه يجب الكف عن نشر مساوئ الناس ولاسيما العلماء والأمراء، وأنه يجب إصلاح الخطأ بقدر الإمكان، ولكن بالطريقة التي يحصل بها المقصود، ونسلم فيها من المحذور .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ كما تعلمون أن من نعم الله سبحانه وتعالى على أهل هذه البلاد أنهم على المنهج السلفي، ولكن هناك من يقحم بعض المناهج أو الدعوات وربما بعض المذاهب الضالة كمذهب الخوارج، هل ترون لهذا فضيلة الشيخ مسوغًا أم أنه يفرق الأمة ويشتت الصف ؟
الشيخ : نعم لقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام في خطبه يوم الجمعة وفي مناسبات أخرى أن خير الكلام كلام الله، وأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا نظرنا إلى هدي الرسول عليه الصلاة والسلام وجدنا أنه يريد أن تكون الأمة أمة واحدة لا تتفرق ولا تختلف، ولا يكون في قلوب بعضها شيء على الآخرين، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يترك ما هو اختيار لدرء الفتنة، وحتى أنه عليه الصلاة والسلام أمر بالصبر على ولاة الأمور على ظلمهم وعلى جورهم وعلى أثرتهم واستبدادهم، وأخبر أن هذا سيكون، فقال للأنصار رضي الله عنهم: ( إنكم ستلقون بعدي أثرة -أي : استئثارا عليكم- فاصبروا حتى تلقوني على الحوض )، وقال : ( من رأى من أميره ما يكره فليصبر )، وقال : ( إذا لم يؤدوا حق الله فيكم فأدوا حق الله لهم عليكم، واصبروا على فرطوا وحسابهم على الله عز وجل ).
ولا شك أن مما يخالف هدي النبي عليه الصلاة والسلام إيغار الصدور على ولاة الأمور، والحديث بما يوجب كراهتهم وبغضهم، وذلك لأن الأمة الإسلامية يقوم أمرُها على صنفين من الناس :
على العلماء، وعلى الأمراء، وهم أولو الأمر الذين قال الله تعالى فيهم : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ))، قال المفسرون وغيرهم من أهل العلم: أولوا الأمر منا هم العلماء والأمراء، فالعلماء قادة الأمة بشريعة الله، والأمراء قادة الأمة بسلطان الله عز وجل.
لولا العلماء والأمراء ما استقامت الأمة، لأن العلماء يقودون الناس بالشريعة، والأمراء يقودون الناس بالسلطة والتنفيذ، فإذا تكلم أحد في الأمراء أو تكلم في العلماء بما يوجب عداوتهم والحط من قدرهم فإن الأمة تضيع، لأنه لا يكون لها علماء تثق بأقوالهم، فتضيع الشريعة، وليس لديها أمراء تثق بتصرفاتهم فيضيع الأمن.
لهذا نرى أن من الخطأ الفاحش ما يقوم به بعض الناس من الكلام على العلماء أو على الأمراء، ونعني بالأمراء ولاة الأمور أمور الدولة، وإذا رأى شيئًا من هؤلاء يخالف ما يرى أنه شرع فالواجب عليه النصيحة، وليس الواجب إفشاء هذا الشر أو هذه المخالفة، ينصح بالكتابة، إذا لم يستطع تكون الكتابة بالواسطة يعطيها من يوصلها للمسؤولين من العلماء أو الأمراء، وإلا فلا نشك أنه يوجد خطأ من العلماء ويوجد خطأ من الأمراء سواء كان متعمداً أو غير متعمد، لكن ليس دواء المرض بإحداث مرض أعظم منه، ولا زوال الشر بشرٍ أشرَّ منه أبدًا، ولم يضر الأمة الإسلامية إلا كلامها في علمائها وفي أمرائها.
ما الذي أوجب قتل عثمان ؟
هو الكلام فيه، تكلموا فيه وأنه يحابي أقاربه وأنه يفعل كذا ويفعل كذا فحملت الناس في قلوبها عليه، ثم تولد من هذا الحمل كراهة وبغضاء، وأهواء وعداء، حتى وصل الأمر إلى أن قتلوه في بيته.
ما الذي أوجب قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طلب إلا هذا ؟!
خرجوا عليه، وقالوا: إنه خالف الشرع، وكفروه وكفروا المسلمين معه، وحصل ما حصل من الشر.
فالواجب علينا أيها الإخوة ونحن ولله الحمد في هذا البلد كما قال الأخ السائل : بلد آمنة ومطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان، وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقا للشريعة وهذا أمر مشاهد، ولا نقول : إنها تامة مائة في مائة، لا عندها قصور كثير وفيه ظلم وفي استئثار، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه إيش ؟
لا شيء، أقل مو أقل لا شيء، يعني لو قدرنا أن المملكة السعودية عشرة ملايين لا تستطيع أن تخرج ألف واحد مظلوم ظلما حقيقيا ولم يتمكن من رفعه أبدًا، فإذا كان كذلك كيف نقول : إن الظلم فاشي وكثير هذا مو صحيح.
الواجب أن الإنسان ينظر بالعدل: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ))، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا )): شنئان يعني: بغض، ويجرم بمعنى: يحمل .
يعني لا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا، (( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ )).
فأقول : إننا ولله الحمد في بلاد آمنة مطمئنة هي خير ما نعلمه في بلاد المسلمين في تطبيق الشريعة، فالواجب علينا أن نحرص على توحيد الكلمة ما استطعنا، وأن نجعل الخلاف الذي يكون بيننا من باب الاجتهاد، وأن نتناقش فيما بيننا فيما يظن بعضنا أنه خطأ حتى نصل إلى الصواب جميعًا، وإذا علم الله من نيتنا أننا نريد الحق يسره لنا، ويسر لنا الاجتماع عليه.
هذا ما أحببت أن أقوله حول هذا الموضوع، وأرى أنه يجب الكف عن نشر مساوئ الناس ولاسيما العلماء والأمراء، وأنه يجب إصلاح الخطأ بقدر الإمكان، ولكن بالطريقة التي يحصل بها المقصود، ونسلم فيها من المحذور .