هل من الصواب أن يشير الإنسان إذا تكلم عن صفات الله لتقريب الفهم .؟ حفظ
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فضيلة الشيخ معلِّم يعلم الناس، ففي مبحث الصفات في العقيدة تراه يشير لتقريب الفهم، فمثلا إذا أورد حديثاً في تجلي الرب لموسى أنه أظهر خنصره فيشير بالخنصر أو نحوه من أحاديث الصفات، فهل يسوغ هذا العمل ، وإذا كان سائغ فعلى ماذا يحمل نهي بعض السلف عن ذلك كقول الشافعي وغيره وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : هذه مسألة خطيرة ، ولسنا أحرص من النبي صلى الله عليه وسلم على إبلاغ الأمة ، ولم يكن من عادته أنه صلى الله عليه وسلم يشير إذا تكلم عن الصفات فإنه حدَّث أمته أنه ينزل إلى السماء الدنيا الرب عز وجل فيقول : ( من يدعوني فأستجيب له ) ينزل في آخر الليل في الثلث الآخر من الليل ويقول : ( من يدعوني فأستجيب له ) ، وهل الرسول عليه الصلاة والسلام قدم رجله ليرى الناس كيف ينزل الله ؟ !
أبدًا، وقال : ( إنه يأتي للفصل بين عباده يوم القيامة ) ، ولم يقل للناس يقول هكذا وهكذا.
وكذلك استوى الله على العرش ولم يقل: كاستوائي على السرير أو يحاول أن يقلد.
ولا شك أن الذي يحدث العامة ثم يشير بيده إلى معنى الصفة لا شك أنه سوف يجعل في قلوب العامة التمثيل، أي: سينتقلون من المعنى إلى التمثيل، لأن العامي لا يفهم ولا يفرق.
فنقول لمن أراد أن يبين أو أن يبلغ عن الله ورسوله ما أخبر الله به عن نفسه من الأسماء والصفات، نقول : يكفيك هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم إنه قد يورد علينا: ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما تكلم على قوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً )) جعل أصبعه على عينه، والثانية على أذنه ) :
فنقول : إن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد بيان تحقيق هذه الصفة، ثم إنه يحدث قوماً عندهم فهم وعندهم وعي، أما العامة ولاسيما في وقتنا هذا فإنهم لو حُدثوا بوصف كل الصفات، صفات الله تعالى بالفعل لكان لبعضهم فتنة، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إنك لن تحدث قومًا حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة )، وقال علي رضي الله عنه: ( حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟! ).
فإذا أورد علينا شخص مثل هذا الذي وقع من النبي عليه الصلاة والسلام في السمع والبصر أو في قبض السماوات يوم القيامة فإنا نقول له: لكل مقام مقال.
ثم إننا نقتصر على ما جاء به النص فقط، ولا نشير في شيء آخر، لأنه لم يرد في النص، نعم .