ما توجيهكم تجاه أحاديث الرجاء مثل حديث البطاقة مع بقية الأحاديث التي فيها أنه لا بد من تعذيب العصاة.؟ وهل يصلح إيراد أحاديث الرجاء عند العوام .؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ بالنسبة للحديث الذي ورد في الرجل الذي يخلصه الله يوم القيامة يمنُّ عليه ويخلصه، وكان له سجلات تسعة وتسعون سجل من الذنوب والمعاصي ووضعت في كفة ثم جيء بالبطاقة التي فيها شهادة أن لا إله إلا الله فرجحت البطاقة وطاشت السجلات .
الشيخ : نعم .
السائل : الحديث في * سنن الترمذي *، ما توجيهكم للحديث مع بقية الأحاديث التي هي معلومة، وأنه لا بد من تعذيب العصاة في جهنم، مع أنهم جميعا يقولون: لا إله إلا الله؟
وأيضا الشق الثاني: هل يصلح إيراد هذا الحديث وبقية أحاديث الرجاء على العوام أو لا بد من البيان؟
الشيخ : أما الأول : فيجب أن نعلم أن من كان مؤمنا ولو كان إيمانه ضعيفا فإننا لا نجزم له بدخول النار، لقول الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )): فهذا الرجل الذي كان معه كمال التوحيد وهي: شهادة أن لا إله إلا الله كان هذا الإخلاص التام مانعاً له من الخلود في النار ومجوزاً أن يغفر الله له كما في الآية : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) وهذه الآية كما تعلمون ذكرت مرتين في سورة النساء.
وأما أحاديث الرجاء كهذا الحديث وغيره، فهل يحسن أن تتلى على العوام ؟ الجواب : يحسن أن تتلى على العوام مع أحد أمرين :
إما أن يشرح للعوام معناها.
وإما أن يذكر معها أحاديث الوعيد، حتى لا يغلب عليهم الرجاء فيقعوا في الأمن من مكر الله، ولا الخوف فيقعوا في القنوط من رحمة الله، ولهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كلمة كلمة جيدة قال: ( إنك لن تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة )، فالواجب أن الإنسان إذا ذكر مثل هذه الأحاديث أن يشرحها ويوضحها، نعم .