ما حكم المرجئة وما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم من المرجئة .؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ ما حكم المرجئة، وما حكم من يصف الذين يعذرون بالجهل بأنهم دخلوا مع المرجئة في مذهبهم ؟
الشيخ : أولًا : لا بد أن نقول من هم المرجئة ؟
السائل : المرجئ هو الذي يقول: أنا مؤمن بإيماني، لا يضر مع الإيمان معصية كما لا يضر مع الكفر طاعة .
الشيخ : أي نعم المرجئة الذين يقولون : الإيمان عمل القلب ولكن قولهم هذا باطل لا شك فيه لأن النصوص كلها تدل على أن الإنسان إذا عصى الله عز وجل نقص إيمانه .
وأما العذر بالجهل فهذا مقتضى عموم النصوص، ما يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل أبدا، حتى أصل الرسالة يعذر فيها الإنسان قال الله تعالى : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) وقال تعالى : (( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ))، ولولا العذر بالجهل لم يكن لإرسال الرسل فائدة، لكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
لكن قد يكون الإنسان مفرطا في طلب العلم فيأثم في هذه الناحية، يعني: بمعنى أنه قد يتيسر له أن يعلم لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ولكن لا يهتم فهنا يكون مقصرا من هذه الناحية ويأثم بذلك.
أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم وهو لم تبلغه الرسالة هذا بعيد .
ونحن في الحقيقة يا إخواني لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي )، فكيف نؤاخذ إنسانا بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام؟!
بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنما على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم من ينبههم " ، أي نعم ، الحكم إيش ؟
السائل : المرجئة ؟
الشيخ : المرجئة لم أعلم أن أحدًا أخرجهم من الإسلام ، هم لا شك أنهم ضالون وأنهم مخطئون وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان كما تدل على ذلك نصوص كثيرة ، وأن عدم القيام بالعمل الصالح ينقص الإيمان .
السائل : حكم من ... ؟
الشيخ : حكمه أنه جاهل، نعذره بجهله، نعم ؟
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام .
السائل : نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيكم وفي جميع الدعاة الذين يدعون إلى كلمة الحق وأن يوفقهم.
سؤال: نطلب منكم يا فضيلة الشيخ أن توجهوا نصيحة لإخواننا الذين يتسكَّعون في الشوارع، أو الذين لا يلتحقون بالمراكز الصيفية ولا يذكرون الله تعالى، ويخرجون إلى خارج بلاد المسلمين في بلاد إوربية في مصيفهم ؟
الشيخ : نعم .
السائل : جزاكم الله خير .
الشيخ : بارك الله فيك هذا سؤال مهم جدًا وهذا يقتضي في الجواب عنه أو عليه محاضرة تامة ، وإذا سمحت أن نرجئه إلى الجلسة القادمة إن شاء الله ، لأنه الآن انتهى الوقت بالأذان، فإن شاء الله تعالى في الجلسة القادمة تكون أنت أول من يسأل هذا السؤال ويجاب عنه إن شاء الله تعالى، وأظن أننا تكلمنا عنه في جلسة ماضية لكن ليس على الوجه الذي ذكرت أنت، وإن شاء الله تعالى في الجلسة القادمة تكون أنت أول من يسأل وأول من يجاب .