هل يجوز إعطاء الزكاة للعامل الكافر إذا آنست منه خيراً لأجل التألف وما أعظم سبيل لدعوة الكفار الموجودين في بلادنا.؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ العمالة اليوم وخاصة العمالة الكافرة ، لو أن الإنسان آنس من واحد من العمال خيرا من القرب من الإسلام ، هل يجوز أن نعطيه من الزكاة على أنه من باب التألف من باب المؤلفة قلوبهم أم لا يجوز ؟
وما هي أفضل سبيل لدعوة هؤلاء الكفرة في نظركم أفضل سبيل هؤلاء الكفرة الذين ساقهم الله إلى هذه البلاد، فيعتبروا غنيمة فيما لو دعوناهم إلى الله عز وجل ما هي أنسب وأعظم سبيل للدعوة إلى الله ؟
الشيخ : أما الرجل المقبل على الإسلام والذي تعرف منه الرغبة في الإسلام إذا رأيت أنك إذا أعطيته مالا ازدادت رغبته فأعطه ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعطي المؤلفة قلوبهم يتألفهم على الإسلام.
لكن بعض العلماء -رحمهم الله- قال : إنه لا يعطى إلا السيد المطاع في عشيرته ، لأن إسلامه ينفع من وراءه وأما الفرد فلا يعطى من التأليف ، ولكن الصحيح أن الفرد يعطى لعموم الآية : (( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ )) ، ولأنه إذا كان يجوز أن نعطيه لسد حاجة جسمه فإعطاؤه لسد حاجة روحه من باب أولى، فالصحيح أنه يعطى، ولكن ينبغي للإنسان أن يبين له أولاً ما يجب عليه في الإسلام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله في الإسلام من أجل أن يدخل على بصيرة، لأن بعضهم لا يظن أن الإسلام فيه هذه العبادات، فيدخل في الإسلام كأنه اسم من الأسماء، ثم إذا قيل له إن فيه كذا وفيه كذا وفيه كذا يرتد والعياذ بالله ، فيكون كفره الثاني أعظم من كفره الأول.
أما كيف نعامل هؤلاء ؟
فإن لكل حال مقالا، منهم من نرى أن فيه إقبالا وليونة فهذا نعامله بكل ما يقتضيه تأليف القلب: بالدعوة ندعوه مثلا للبيت، نهدي عليه هدايا، نعطيه أشرطة نعطيه كتيبات ينتفع بها، نثني عليه أمام الناس، نفعل كل شيء يرغبه في الإسلام ، نعم .