ما رأيكم وتوجهيكم في تقصير طلاب العلم في دعوة العمال الكفار الذين يأتون المملكة بل يعاملونهم بجفاء.؟ حفظ
السائل : عفا الله عنك يا شيخ : يأتي إلى بعض مناطق المملكة عمال وأغلبهم كفار، قد يكونون نصارى أو هندوس، ويسكنون في مناطق المملكة وقد يكون بجوارهم طلاب علم، وطلاب العلم قد لا يدعوهم إلى الإسلام، ويعني تحصل منهم جفاء في المعاملة ويستمرون هكذا طيلة سنين، يذهبوا ويدعوا غيرهم ولا يدعوهم، مع أن المسلمين لو كانوا في الخارج لبذل النصارى جهودهم في دعوتهم فما توجيهكم ؟
الشيخ : توجيهي أن الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم ، لكنها فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقطت عن الباقين لقول الله تبارك وتعالى : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))، وقال الله تعالى : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ )) ، (( أَدْعُو إِلَى اللَّهِ )) كل أحد ، (( أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي )) : فكلما كان الإنسان أشد اتباعا للرسول عليه الصلاة والسلام كان أشد دعوة .
ولا شك أن هؤلاء الإخوة الذين نزل إلى جانبهم قوم من الكفار ولكنهم لم يدعوهم إلى دين الإسلام ، لا شك أنهم مقصرون ، وأن الذي ينبغي بل الذي يجب عليهم أن يدعوا هؤلاء إلى دين الإسلام ، حتى بالتأليف لو دعوهم إلى البيت وقدموا لهم الطعام ثم تحدثوا إليهم ودعوهم إلى الإسلام وبينوا لهم محاسنه كان هذا طيباً ، لكن بعض الإخوة تغلب عليه الغيرة مع الجهل فينفر من هؤلاء ويقاطعهم ويعاملهم بالشدة والقسوة حتى ينفروا من الإسلام بسبب هذا الرجل المسلم ، ويظنوا أن أخلاق هذا المسلم هي الأخلاق التي يأمر بها الإسلام ، والغيرة وإن كانت حسنة.