ما ميزان تكفير المبتدع .؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله:
أنقل لك يا شيخ سلام شباب الرياض خاصة شباب النسيم وحي النظيم، والسؤال يا شيخ يقول : ما هو ميزان تكفير المبتدع ؟
الشيخ : أقول: عليك وعليهم السلام.
ومسألة التكفير يا إخواني مسألة كبيرة عظيمة، أشد من التحليل والتحريم، لأن التحليل والتحريم لا يؤدي إلى استباحة الدم والمال، والتكفير يؤدي إلى استباحة الدم والمال، لأنك إذا قلت: هذا كافر معناه أنه مرتد، فإما أن يعود إلى الإسلام وإما أن يقتل ويستباح ماله، فالمسألة كبيرة ولهذا يجب على الإنسان أن يتقيَ الله عز وجل في نفسه، وأن يحفظ لسانه عن قول: فلان كافر أو فلان كافر أو ما أشبه ذلك.
والتكفير لا بد فيه من شرطين:
الشرط الأول: أن نتحقق من الكتاب والسنة أن هذا الشيء كفر، إذا لم نتحقق لا يجوز أبدا أن نقول: إنه كفر، لا بد أن نتحقق أنه كفر، لأنه من الذي يكفر الناس ولا يكفرهم ، من ؟
من الذي يكفر الناس ولا يكفرهم ؟
الله عز وجل هو الذي يحكم على عباده بالكفر أو عدم الكفر، فلا يجوز أن نقول هذا العمل كفر أو هذا الرجل كافر حتى نتيقن من القرآن والسنة أن هذا كفر، هذه واحدة هي المرتبة الأولى.
الثانية: أن نتحقق أن هذا الوصف الذي رتب الشرع عليه الكفر قد اتصف به هذا الرجل بحيث تكون الحجة قد قامت عليه وفهمها، ولكنه أبى واستكبر وقال: (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ))، فإذا وجدنا رجلا مبتدعًا سواء كان من المقلدين العامَّة أو ممن فوقهم لكنه ليس مجتهدًا في بدعته داعيةً إليها فإننا لا نكفره حتى تقوم عليه الحجة ويتبين له الأمر، فإذا بين له الأمر فحينئذ نحكم بما تقتضيه دلالة الكتاب والسنة من كون هذه البدعة مكفرة أو غير مكفرة.
فالمسألة خطيرة، واعلم أنه ربما يكون القول كفرا أو الفعل كفرا والقائل أو الفاعل ليس بكافر، ولعله قد بلغكم قصة الرجل الذي أضلَّ راحلته في مفازة، ضاعت منه وعجز ليلقاها، وعليها طعامه وشرابه، فما بقي إلا أن يموت فاضطجع تحت شجرة .