بعض طلبة العلم يقول الطيب لا يؤثر على الجرح حسب دراسة ولكن من اعتقد أن الطيب يضر فإنه يوكل إلى ما اعتقد ويقع في شرك الأسباب فما الحكم .؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم:
فضيلة الشيخ بعض طلبة العلم أو واحد منهم يقول: إن الطيب لا يؤثر على الجرح، لأن هناك دراسة بينت أن الطيب ليس له أثر على ألم الجرح أو انتفاخه، ولكن من اعتقد أن الطيب يضر فإنه يوكل إلى ما اعتقد، لقوله: ( من تعلق شيئا وكل إليه ) كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : نعم .
السائل : ولكن يقول: من اعتقد ذلك فإنه يقع في شرك الأسباب جزاك الله خيرا ؟
الشيخ : نعم نحن نقول في هذا الأمر قاعدة مفيدة: " الشيء لا يثبت حكمه إلا عن طريق الوحي أو عن طريق التجارب " ، ففي قوله تعالى عن النحل : (( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ )) هذا علمنا بأن فيه شفاء عن طريق الوحي، وكذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحبة السوداء : ( إنها شفاء من كل داء إلا الموت ) كذلك عرفنا ذلك عن طريق الوحي.
والطريق الثاني: التجارب، وهذا يكون معلومًا بالحس، والمعلوم عند الناس الآن بالتجارب أن الجرح قد يتأثر بنوع من الطيب ليس بكل الأطياب، وهذا الشيء عندهم مجرب متعارف، فإذا عُلِم أن هذا سبب حقيقي وأنه بمجرد ما يحصل هذا الطيب عند المريض بالجروح تتفطر الجروح وتتورم فلا حرج، كما لو علمنا مثلا أن تناول هذه الأشجار مسهل للبطن أو موجب للقبض بالتجارب، كل الأدوية الآن الموجودة عند الناس المصنوعة التي لم ينزل فيها وحي، كلها علمت بالتجارب، فالذي أعرف أن هذا أمر معروف معهود بأن الجروح تتأثر ببعض الأطياب ، والدليل على هذا أنهم يحتاطون فيشرب الإنسان شيئا من المر أو يضعه في أنفه حتى لا تدخل الرائحة إلى مسام البدن أي نعم.
فما علمنا أنه سبب حسي فإنه لا بأس أن نعتمده سببا وليس هذا من الشرك، أما الذي يكون بمجرد الأوهام فهذا لا أثر له ولا يجوز أن نعتقده سببا .