هل الذي يرى المنكر ويكرهه بقلبه وما يسكت عنه يدخل في الذين ينجيهم الله من السوء كما في قصة أصحاب السبت .؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
هل الرجل الذي يرى المنكر وينكره بقلبه ثم يسكت عنه، يدخل فيمن ينجيهم الله سبحانه وتعالى عن السوء كما في قصة أصحاب السبت ؟
الشيخ : الذي يرى المنكر ويكرهه بقلبه ولا يستطيع أن ينكر بلسانه فإنه معذور ويكفي هذا، ولكن إذا أنكره بقلبه فإنه لا يجوز له أن يبقى مع هؤلاء الفاعلين، لأن الله تعالى قال: (( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ )) ، وما يفعله بعض الجهال يبقى مع أهل المنكر الذين يفعلون المنكر بين يديه يشربون الدخان، أو يلعبون أشياء محرمة ويقول: أنا أكره هذا بقلبي، نقول: هذا لا يكفي، إذا كنت تكرهه بقلبك حقا فإن قلبك سوف ينفر منه، وإذا نفر القلب فستنفر الجوارح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صَلَحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) ، فعلى هذا نقول : إذا كرهته بقلبك ولم تستطع أن تنكره بلسانك وجب عليك أن تغادر المحل.
السائل : إذا كان يستطيع ؟
الشيخ : إذا كان يستطيع يجب أن ينكر باللسان ، نعم .
السائل : وإلا كان من الهالكين .
الشيخ : ها .
السائل : وإلا كان من الهالكين .
الشيخ : وإلا كان آثماً ، نعم .