كيف نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم :" أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب " وأنه لايجتمع فيها دينان " و النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهون عند يهودي وعمر أجلى اليهود من جزيرة العرب.؟ حفظ
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله .
السائل : شيخ بارك الله فيكم، في قضية حكم بقاء اليهود والنصارى في جزيرة العرب كيف نوفق بين قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب )، وأنه: ( لا يجتمع فيها دينان ) وكون الرسول صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي، وعمر الذي أخرج يهود خيبر أجلاهم عن الجزيرة قتله مجوسي، وقال: ( الحمد لله إذ لم يقتلني رجل سجد لله سجدة ) كما قال، فكيف نجمع بين هذا يا شيخ ؟
الشيخ : أما قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يجتمع فيها دينان ) فالمعنى: لا تقام شعائر الكفر في جزيرة العرب، يعني مثلا: لا تبنى الكنائس ولا ينادى فيها بالناقوس وما أشبه ذلك، وليس المعنى أنه لا يتدين أحد من الناس في نفسه فقط، المراد أنه لا يكون هذا دين إسلامي مسجد دين نصراني كنيسة مثلا .
وأما قوله: ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) فالمراد من السكنى، وأما الأجراء وما أشبه ذلك فلا يدخلون في هذا، لأنهم ليسوا قاطنين، بل سيرحلون.
وأما إبقاء الرسول عليه الصلاة والسلام أهل خيبر من يهود خيبر فيها فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبقهم إبقاء مطلقا عامّاً بل قال: ( نقركم فيها ما شاء الله أو قال : ما شئنا ) يعني: إلى أمد، وهذا الأمد كان له سبب أي : كان لانتهائه سبب في عهد عمر رضي الله عنه حيث اعتدوا على عبد الله بن عمر، وعلى الرجل الذي بات عندهم، ولم يفوا بما عليهم فطردهم عمر رضي الله عنه، أي نعم .