هل يصح إفطار المسلم عند غياب قرص الشمس ثم كلام الشيخ عن الأذان الشرعي والفلكي .؟ حفظ
السائل : و هل يصح إفطار المسلم مع غياب قرص الشمس و هل ذلك صحيح و ما حكم من يفطر إذا غاب قرص الشمس ؟
الشيخ : هنا مسألة يجهلها كثير من الناس و السبب ابتعاد أهل العلم و طلاب عن تطبيق ما علموه من الشرع ألا وهو قد جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال مشيرا إلى الشرق ( إذا أقبل الليل من ها هنا و أدبر النهار من ها هنا و غربت الشمس فقد أفطر الصائم ) ( إذا أقبل الليل من ها هنا ) من المشرق ( و أدبر النهار من ها هنا ) من المغرب ( و غربت الشمس ) أي لم تعد تظهر الشمس ( فقد أفطر الصائم ) يعني صار في وقت الإفطار يعني دخل في وقت حل الفطر هذا شيء و إذا حل إفطار الصائم بسبب غروب الشمس وجبت صلاة المغرب لأنه ليس لكل من هاذين الأمرين وقت يختلف عن الآخر في الوقت الذي تجوز فيه صلاة المغرب يجوز فيه الإفطار و العكس بالعكس تماما، الشيء الثاني الذي ينبغي أن نكون على ذكر منه قوله عليه الصلاة و السلام ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر ) هناك حديث آخر يقول ( لاتزال أمتي بخير ما صلوا صلاة المغرب قبل أن تشتبك النجوم ) إذا هنا أمران قد يبدو لبعض الناس أنهما متعارضان و أنه لابد من الإخلال بأحدهما على حساب الآخر و الأمر ليس كذلك و بيانه في سنة النبي صلى الله عليه و آله و سلم العملية هذا النبي صلى الله عليه و آله و سلم الذي أمر بالأمرين كليهما أمر بالتعجل بالإفطار و أمر بالتعجيل بصلاة المغرب هو نفذ هاذين الأمرين تنفيذا رائعا و سهلا جدا ذلك ما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان إذا غربت الشمس أفطر على تمرات و جعلها وترا فإن لم يجد فعلى جرعات من ماء ثم يصلي إذا إستطاع أن يجمع بين الأمرين التعجيل بالإفطار و التعجيل بالصلاة و هكذا يجب على المحبين لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حبا صادقا كما أشار ربنا عز و جل إلى ذلك في الآية الكريمة المعروفة (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فمحبة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إنما تتحقق بإتباع سنته ، إنما تتحق محبة النبي صلى الله عليه و آله و سلم بإتباع سنته سواء كانت هذه السنة فرضا أو نفلا كل ذلك سنة النبي صلى الله عليه و آله و سلم فإذا كان النبي عليه الصلاة و السلام يعجل بالإفطار و يعجل بأداء صلاة المغرب فالسنة في تنفيذ الأمرين على عجل معا ثم هناك حديث آخر يوضح مبلغ إهتمام النبي صلى الله عليه و آله و سلم للتعجيل بالإفطار جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان في سفر فغربت الشمس فقال عليه الصلاة و السلام لأحد أصحابه ( إجدح لنا إجدح لنا ) أي هيء لنا الإفطار من السويق قال له يا رسول الله أمامك نهار يعني بعد ضوء النهار في المغرب لا يزال واضحا و إن كانت الشمس قد غربت فعلا فأكد النبي عليه السلام عليه أمره السابق ( إجدح لنا ) ثلاث مرات في كل مرة يقول الرجل أمامك نهار و النبي صلى الله عليه وسلم يكرر عليه أمره قال الراوي فأفطرنا حتى لو أنا أحدنا ركب على ناقته لرأى الشمس تصورا الآن هنا المبالغة في التعجيل بالإفطار من هنا غربت الشمس من هنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر إحضار ما يفطر عليه و من لا يعلم و كلهم لا يعلمون إنما علمهم الرسول عليه السلام و هذا أمر بدهي جدا يقول رسول الله و هذا يتكرر اليوم مع الأسف ها لس الضوء مبين لأنهم لا يعلمون السنة كذلك الرجل ذلك الرجل كان معذورا لأنه لم يكن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قد بيّن لهم التعجيل الفعلي العلمي و هو أن تغرب الشمس من هنا و أن يباشر الإفطار من هنا و لذلك قال يا رسول الله أمامك نهار فما بلاه و إنما قال له ثلاثة مرات ( إجدح لنا ) فما بال المسلمين اليوم يقولون لسى ما أذن و أنتم ترون الشمس قد سقطت في الأفق و قد غربت و تجدون النبي صلى الله عليه و آله و سلم يأمر بالتعجيل في الإفطار أولا ثم يحث ذلك الصحابي بالتعجيل بتقديم ما يفطر عليه و لو أنه لسى ضوء النهار واضح لم يذهب بكليته إذا هنا أمران يجب أن نلاحظهما و أن نطبقهما التعجيل بالإفطار و التعجيل بصلاة المغرب لا نؤخر أحدهما على حساب الآخر أما الأذان اليوم فنحن نأسف أن الأذان في البلاد الإسلامية كلها إلا ما ندر جدا جدا لا يؤذنون على التوقيت الشرعي و إنما يؤذنون على التوقيت الفلكي التوقيت الفلكي لا يراعي إختلاف المطالع لا يراعي إختلاف الأراضي في البلدة الواحدة فعندنا نحن مثلا في عمان و ما أدري الوضع عندكم هنا في معرفة السطحية بلدكم كأنه سهل أما عمان تعرفونه أو تعرفونها جيدا فهي مختلفة الأراضي إختلافا جدا جدا كثيرا فهناك الجبال و هناك الهضاب و هناك السهول و هناك الوديان فلا يصح أن يكون الأذان الموحد يشمل كل هذه الأماكن و نحن قد شاهدنا بأعيننا الإختلافات الواردة فيما يتعلق ليس فقط بغروب الشمس بل و بطلوع الفجر و بأذان الظهر والمغرب بل و كل الأوقات و بقية الأوقات الخمسة و الذي يهمني الآن ما يتعلق بغروب الشمس أنتم تعلمون أن هناك في عمان أذان موحد يعني يؤذن في مكان و يذاع هذا من كل المساجد سواء كان المسجد على قمة جبل أو كان على رأس هضبة أو في سهل أو في واد أذان واحد فرأينا الإختلافات الكثيرة جدا أنا أعيش على جبل يعرف بجبل عملان و بيتي و دار تطل على الشرق و الغرب فأرى طلوع الفجر الصادق و طلوع الشمس و أرى غروب الشمس و بحثنا الآن في الغروب تغرب الشمس و الأذان بعد الغروب بثمان أو عشر دقائق كما هو الشأن عندكم هنا الأذان الموحد بعد غروب الشمس أراه بعني بثمان دقائق أو عشر دقائق ذهبنا في بعض المرات إلى قرية تسمى بالناعور في الطريق إلى بيت القدس كما تعلمون رأيت ظاهرتين متباينتين تماما كنا مرة ننتظر غروب الشمس في شهر رمضان عند أحد الإخوان هناك لأول مرة أسمع الأذان الموحد مع غروب الشمس هناك وين الناعور لكن في سنة أخرى و أنا أدخل إلى المسجد لصلاة المغرب هذا الأذان الموحد يرفع صوته بمكبر الصوت على مأذنة المسجد و الشمس أمامي لم تغرب فإذا هؤلاء الذي سمعوا هذا الأذان أفطروا بل وصلوا لكن صلاتهم قبل الوقت بينما من كان في منطقة أخرى التي كنت فيها أنا في السنة الماضية يصلي في الوقت تماما و يفطر في الوقت تماما لماذا لإختلاف الأراضي إنخفاضا وإرتفاعا وحدثني أحد أئمة مسجد صهيب هو في طريق الذاهب إلى الدوار السابع قال أيضا هو رأى بعينه ما رأيت أنا بالناعور الأذان يؤذن في مسجده و الشمس لما تغرب عنه إذا هذا الأذان الموحد أولا ثم الأذان الفكلي ثانيا هذا خطأ يعرض صلاة المصلين للبطلان و قد يعرض صومهم كما سمعتم آنفا للبطلان فلابد من مراعاة إختلاف الأمكان و من العجب أن الذين وضعوا الرزنامة هذه الفلكية يعلمون هذه الحقيقة من إختلاف الأماكن فيقولون مع مراعاة الفوراق من الذي يراعيها إذا كان المؤذن الذي شرع لأذان الناس الغافلين البعدين عن رؤية الشمس طلوعا و خروجا و غروبا إلى آخره كلف هؤلاء المؤذنين وجعلوا أمانة على الأذان و إذا هم يؤذنون على الرزنامة و قد عرفنا و عرف الجميع إختلاف الأماكن تماما لا فرق عندي بين من يصلي على الأذان الموحد مع إختلاف الأراضي و بين من يصلي على أذان مكة أذنوا بمكة هو أذان مكة بعيد طيب يا أخي قريب أو بعيد المهم إختلاف المطالع الذي في الشرق تغرب الشمس عنه قبل الذي في الغرب الذي في الوادي تغرب الشمس عنه قبل الذي في قمة الجبل و هكذا و لذلك رأيتم آنفا بأن ذلك الصحابي قال أن الرسول عليه السلام لما أفطر لو صعد لو ركب أحدنا على الجمل لرأى الشمس طالعة إذا بالنسبة لمن كان على قمة هضبة ما أقول جبل الشمس ما غربت بالنسبة إليه لكن بالنسبة لمن كان بالسهل فقد غربت عنه فهذا له غروب و ذاك الذي على الهضبة له غروب و ذاك الذي على الجبل له غروب و هكذا ولذلك فالدين النصيحة و الذكرى تنفع المؤمنين لا يجوز إلتزام التوقيت الفلكي لأن التوقيت الفكلي يأخذ الخط المستقيم خط البحر الذي لا إنخفاض و لا نزول فيه إطلاقا و هذا لا يجوز في الشرع و لذلك فمن رأى منكم طلوع الفجر قبل أذان الفجر فله أن يمسك عن الطعام و يباشر الصلاة أما إذا سمع الأذان و لم يرى طلوع الفحر فلا يجوز له أن يصلي و يجوز له أن يستمر في سحوره لأن الرسول عليه السلام كان يقول و بهذا الحديث أنهي الجواب عن هذا السؤال و إن طال الكلام لأن هذه المسألة مع الأسف الشديد أكثر الناس عنها غافلون و لها جاهلون قال عليه الصلاة و السلام ( لا يغرنكم أذان بلال فإنما يؤذن بليل فكلوا و اشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) هنا سؤال متى كان يؤذن ابن أم مكتوم و كان رجلا ضريرا كان يقعد على ظهر المسجد فينتظر المارة في أزقة المدينة إذا بدا لهم الفجر ساطعا من الشمال إلى الجنوب قيل له أصبحت أصبحت فيؤذن يقول الرسول عليه السلام ( فكلوا و اشربوا لا يغرنكم أذان بلال فإنما يؤذن بليل ) جاء في رواية صحيحة ( ليقوم النائم و ليتسحر المتسحر على أذان بلال يؤذن بليل فكلوا و اشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) و كان لا يؤذن حتى يقال له أصبحت أصبحت و كان رجلا ضريرا انظروا الآن كم في المسألة يسر أولا المؤذن لا يرى طلوع الفجر و إنما يعتمد على المارة الذين يرون طلوع الفجر فإذا قالوا له أصبحت يعني دخل وقت الفجر يقول الله أكبر الله أكبر هكذا كان الأمر في عهد الرسول عليه السلام و قبل إلى عهود قريبة جدا كان في كل مسجد مؤذن يعلم المواقيت الشرعية و كان هناك في بعض المساجد إلى اليوم يوجد المسجد عفوا في دمشق ما أدري هنا موجود أو لا ما يسمى بالمزولة المزولة هي عبارة عن آلة يتمكن بها المؤذن يعرف وقت دخول الظهر و وقت دخول العصر أما بقية الأوقات فهي تشاهد من عامة الناس كما رأيتم آنفا في الحديث الصحيح المارة يقولون للمؤذن أصبحت أصبحت أما وقت الظهر يحتاج إلى علم خاص وقت العصر يحتاج إلى علم خاص هذا العلم كانوا قديما بطريقة مبسطة جدا فطرية ينصب شاخص هكذا عمود عصى تغرز على الأرض فيلاحظ عندما تطلع الشمس من المشرق هذا الشخاص يضرب الظل بعيدا إلى المغرب و كلما إرتفعت الشمس كلما تقاصر هذا الظل و يتقاصر و يتقاصر فيما يسمى بخط الإستواء هناك هذا الظل يصبح يركب الشاخص ظله أو الظل شاخصه أي يغيب لا يرى هذا الظل إطلاقا أين في خط الإستواء هنا تصبح وقت الكراهة شراعا فإذا بدأ الظل من جانب آخر دخل وقت الظهر أما هنا في بلادنا يختلف الأمر لأن الشمس حينما تطلع لا تستوي على رؤوسنا في أي فصل من الفصول الأربعة و إنما تكون مائلة إلى الجنوب قليلا أو كثيرا أكثر ما تكون مائلة في فصل الشتاء و أكثر ما تكون قائمة في فصل الصيف و لكن بالنسبة إلينا هذا الشاخص ظله لا يغيب إطلاقا عنه الشاهد فالمؤذن الذي يعرف التوقيت الشرعي يراعي ظل هذا الشاخص كلما قصر قصر حتى يراه بعينه كأنه وقف لم يعد يتقاصر و لم يعد يتطاول هذا وقت الكراهة شرعا و هذا أكثر الناس لا يعلمونه بل أقول لكم آسفا أكثر المؤذنين بل المؤذنين اليوم لا يعرفون هذا الحكم الشرعي مطلقا فإذا وقف الظل و لم يعد يرى يتقاصر كما كان قبل يتقاصر و لا بدأ يتطاول كما سيتطاول فيما بعد حينما يقف بالنسبة للعين المجردة هذا هو وقت الكراهة فإذا طال قليلا زال وقت الكراهة و دخل وقت الظهر و هذا يختلف بإختلاف الفصول هذه وظيفة المؤذنين و لذلك كانوا يضعون أمام المؤذنين و على الجدر مزولة يرون الشمس فيها تميل حتى يصير ظل الشاخص وقف هذا وقت الكراهة لا تصح فيه الصلاة فإذا طال دخل وقت الظهر وقت العصر شرعا إذا صار ظل الشاخص مثله زايد فيء الزوال و هذا يحتاج إلى تفصيل آخر و أخشى أن يمل الكثيرون منكم من هذا العلم الذي يسمى بالعلم الجاف لأنه علم الفقه علم الشرع و هكذا لما وصلنا إلى هذه المصيبة أن نسمي العلم الشرعي بالعلم الجاف إعتمدنا على العلم الفلكي المبسط المسهل الشمس تطلع كذا و الظهر يؤذن كذا مع أنه كما ذكرنا يختلف مكان من مكان إلى آخر الخلاصة الفجر عندنا في دمشق عفوا في عمان و لا تؤاخذني لأنه أنا عشت هناك دهرا طويلا فالإنسان بلا شعور يميل إلى عشه القديم المقصود فأنا الآن في عمان أرى الفجر يتأخر عن الأذان الموحد خمسا و عشرين دقيقة و أسمع الإقامة من المساجد التي حولي في وقت طلوع الفجر الصادق أي الذين صلوا السنة سنة الفجر صلوها قبل الوقت و الحمد لله يدركون صلاة الفجر مع الإقامة حينما يطلع الفجر الصادق هذه أمور يجب على أئمة المساجد و المؤذنين المساجد و أقول كلمة صريحة غير الرسميين أي معنى غير الرسميين يعني المتطوعين الذين يأمون الناس تقربا إلى الله يؤذنون للناس ليكونوا كما قال عليه الصلاة و السلام ( المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة ) ليحظوا بمثل هذه الفضيلة يؤذنون لله عزّ و جل لا لإداء وظيفة لا يختلف الموظف عن أي موظف من وظائف الدولة هذا ما الذي يجب بيانه في هذه المسألة .
السائل : نصلي العشاء
الشيخ : العشاء ما شاء الله تفضل .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم إنطلاقا من قول الله عز وجل (( و اصطبر لعبادته )) و العلم فضله النبي صلى الله عليه و سلم على النافلة من العبادات في الصلاة في قوله صلى الله عليه وسلم ( فضل في علم خير من فضل في عبادة ) و التراويح هي من النافلة و نرى أن العلم يفضلها بهذه الجلسة المباركة و لذا نتابع مشورانا مع شيخنا الفاضل لطرح الأسئلة الكثيرة التي تواردت و التي ربما تحتاج إلى وقت كبير فبعد الإنتهاء منها إن شاء الله نصلي التراويح بقراءة يسير نحن إعتدنا أن نقرأ جزء كل يوم لكن ربما اليوم نقرأ نصف حزب فالعلم يفضل صلاة التراويح نتابع الأسئلة ؟