ما حكم من جمع وقصر الصلاة في ذهابه إلى مدائن صالح للإتعاظ .؟ حفظ
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جماعة كانوا خارجين إلى مدائن صالح للاتّعاظ والاعتبار، وقد جمعوا صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير وصلّوهما قصراً في مدائن صالح، فما حكم صلاتهم؟
الشيخ : هم مسافرون أو من أهل البلد؟
السائل : لا هم من خارج البلد؟
الشيخ : يجوز للإنسان المسافر أن يقصُر ويجمع حتى يرجع إلى بلده، سواء خرج لنزهة، أو خرج لعبادة، كالمعتمر والحاج، أو خرج لعلم، أو خرج لتجارة، المهمّ أنه ما دام مسافراً، فقد قال الله عز وجل: (( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ )) ولم يخص الله ضرباً دون ضرب بل أطلق وعمَّم، وأنت ذكرتَ في سؤالك أنّ هؤلاء ذهبوا إلى مدائن صالح للاتّعاظ والاعتبار، والاتّعاظ والاعتبار نوعان:
الاتّعاظ والاعتبار بما كان لهؤلاء القوم من القوّة والقدرة، حيث كانوا ينحتون من الجبال بيوتا، فهذا لا يجوز لأن هذا يؤدّي إلى تعظيمهم، ويُقَسِّي القلب. أمّا الذي يذهب ليعتبر بأخْذِ الله وعقوبته لهم، وأنهم على هذه العظمة لم يضرّوا الله شيئاً، ولم يعجزوا الله سبحانه وتعالى فهذا لا بأس به.
ومع ذلك فإني أخبرك وأُخبر مَن يستمع ويتعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثلُما أصابهم ).
فمن ذهب ودخل وهو يبكي خوفاً من الله عز وجل، فليفعل، وإلا فلا يدخل، بل يبتعد، ولهذا لما مرَّ الرسول عليه الصلاة السلام بديارهم في ذهابه إلى تبوك أو رجوعه منها قَنَّع رأسه ونَزَّله وأسرع المسير عليه الصّلاة والسّلام، فكيف بالذي يذهب وينـزل بساحتهم؟!
حتى ولو كان للاعتبار الديني فإننا لا نشير عليه بذلك، إذا كان يعتبر اعتباراً دينياً فليقرأ القرآن، القرآن إيمانُ المؤمن بما فيه أكبر من إيمانِه بما يشاهده، وإن كانت المشاهدة لا شك تعطي زيادة في الإيمان، لكن على كل حال نقول: من ذهب إلى هؤلاء القوم على الوجه الذي اشترط الرسول: ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) نعم.
السائل : ولكنهم قد صلوا قصراً وجمعاً؟
الشيخ : هاه؟
السائل : صلّوا الظّهر والعصر جمعاً وقصرا.
الشيخ : نعم، نقول صلاتهم صحيحة لأنهم مسافرون.
فضيلة الشّيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جماعة كانوا خارجين إلى مدائن صالح للاتّعاظ والاعتبار، وقد جمعوا صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير وصلّوهما قصراً في مدائن صالح، فما حكم صلاتهم؟
الشيخ : هم مسافرون أو من أهل البلد؟
السائل : لا هم من خارج البلد؟
الشيخ : يجوز للإنسان المسافر أن يقصُر ويجمع حتى يرجع إلى بلده، سواء خرج لنزهة، أو خرج لعبادة، كالمعتمر والحاج، أو خرج لعلم، أو خرج لتجارة، المهمّ أنه ما دام مسافراً، فقد قال الله عز وجل: (( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ )) ولم يخص الله ضرباً دون ضرب بل أطلق وعمَّم، وأنت ذكرتَ في سؤالك أنّ هؤلاء ذهبوا إلى مدائن صالح للاتّعاظ والاعتبار، والاتّعاظ والاعتبار نوعان:
الاتّعاظ والاعتبار بما كان لهؤلاء القوم من القوّة والقدرة، حيث كانوا ينحتون من الجبال بيوتا، فهذا لا يجوز لأن هذا يؤدّي إلى تعظيمهم، ويُقَسِّي القلب. أمّا الذي يذهب ليعتبر بأخْذِ الله وعقوبته لهم، وأنهم على هذه العظمة لم يضرّوا الله شيئاً، ولم يعجزوا الله سبحانه وتعالى فهذا لا بأس به.
ومع ذلك فإني أخبرك وأُخبر مَن يستمع ويتعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثلُما أصابهم ).
فمن ذهب ودخل وهو يبكي خوفاً من الله عز وجل، فليفعل، وإلا فلا يدخل، بل يبتعد، ولهذا لما مرَّ الرسول عليه الصلاة السلام بديارهم في ذهابه إلى تبوك أو رجوعه منها قَنَّع رأسه ونَزَّله وأسرع المسير عليه الصّلاة والسّلام، فكيف بالذي يذهب وينـزل بساحتهم؟!
حتى ولو كان للاعتبار الديني فإننا لا نشير عليه بذلك، إذا كان يعتبر اعتباراً دينياً فليقرأ القرآن، القرآن إيمانُ المؤمن بما فيه أكبر من إيمانِه بما يشاهده، وإن كانت المشاهدة لا شك تعطي زيادة في الإيمان، لكن على كل حال نقول: من ذهب إلى هؤلاء القوم على الوجه الذي اشترط الرسول: ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) نعم.
السائل : ولكنهم قد صلوا قصراً وجمعاً؟
الشيخ : هاه؟
السائل : صلّوا الظّهر والعصر جمعاً وقصرا.
الشيخ : نعم، نقول صلاتهم صحيحة لأنهم مسافرون.