رجل لا يستطيع الصلاة في المسجد قائماً خوفا من الناس وتنقلب حروف القرآن سوداء فلا يستطيع أن يقرأبعكس البيت يصلى بشكل عادي فما حكمه.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : هناك إنسان مريض إذا ذهب إلى المسجد لا يستطيع الصلاة واقفاً، يدخل عليه المرض وكذا، لا يستطيع الصّلاة واقفا يعني: لولا خوفه من الناس لجلس، وإذا قرأ القرآن تنقلب الحروف سوداء، لا يستطيع قراءتها، وإذا خرج وذهب إلى البيت صلَّى بصورة عادية، وقرأ القرآن بصورة عادية، فهل يحق له الصلاة في البيت؟
الشيخ : يعني هو إذا قرأ القرآن ؟
السائل : هو مريض.
الشيخ : فهمت، فهمت، قولك إذا كان في المسجد وقرأ القرآن كانت الحروف سوداء .
السائل : أي، لا يستطيع قراءتها.
الشيخ : يعني هو يقرأ من المصحف؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : وهو يصلي؟
السائل : لا، داخل المسجد قبل الصلاة.
الشيخ : قبل الصّلاة.
السائل : يقرأ قبل الصّلاة فما يستطيع.
الشيخ : مسألة القراءة قبل الصلاة هذه سنة يعني إن تيسرت وإلا يذكر الله بقلبه ولسانه، أو يقرأ ما يحفظه من القرآن بدون مصحف، فهذه ليست بتلك الأهمية، لكن إذا كان الإنسان في بيته يستطيع أن يصلي الفريضة قائماً وإذا ذهب إلى المسجد لا يستطيع القيام، إمّا لتعبه من المشي، أو لخوفه من النّاس، أو لأيّ سبب من الأسباب، فقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة: فمنهم من يقول: يصلّي في بيته قائماً، ولا يجوز أن يذهب إلى المسجد ويصلي قاعداً، وعلّلوا هذا بأنّ القيام ركن لا تصحّ الصّلاة إلاّ به، وصلاة الجماعة واجبة، تصحّ الصّلاة بدونها.
ومن العلماء من يقول: بل يجب عليه الذهاب إلى المسجد لأنّه دعي إلى الصلاة، وصلاة الجماعة واجبة عليه، فليذهب إلى الصلاة، ثم إن استطاع أن يصلي قائماً فعل، وإن لم يستطع فإنه يصلّي قاعداً، وهذا القول أصح، لقوله تعالى: (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))، وهذا الرجل دعي إلى الصلاة، وسمع النداء، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام للرجل: ( أتسمع النداء؟ قال: نعم، قال: أجب ) فليجب، ثم إذا وصل إلى المسجد إن قدر على القيام قام، وإلا صلى جالساً، وهذا القول هو الصحيح، والقيام ليس بركن في حقّه الآن لأنّه ليس بقادر عليه.
السائل : هو يختلف عقليّا داخل الصّلاة.
الشيخ : إذا كان يختلف عقلياً بحيث لا يدري ما يقول فهذا عذر، عذر في ترك الجماعة، فليصلِّ في بيته، نعم.