من مات على معصية و لم يمهل وآخر على معصية أمهل حتى تاب فهل يجوز هذا في عدل الله.؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ جزاك الله خيرا فيه سؤال يتردد دائماً في ذهني وهو أنّنا نرى اثنين مِن الناس يكونان في معصية واحدة يفعلانها جميعاً، ثم فجأة يموت -إحداهما- ويبقى الآخر.
الشيخ : لا، أحدهما.
السائل : أحدهما.
الشيخ : لأنّ إحدى للأنثى.
السائل : نعم جزاك الله خير، والآخر يبقى، فيتوب الآخر، رغم أن هذا الإنسان قد ماتَ على المعصية، ونحن لا نشك في عدل الله عز وجل ولكن من أجل التوضيح والمعرفة والعلم ودحض شبهات الشيطان، فكيف يجوز في عدل الله عز وجل رغم أن الأعمار بيد الله عز وجل، أمهل هذا حتى يتوب، وذاك لم يمهل بل توفّاه الله عزّ وجلّ، فكانت هناك فرصة للثاني أن يتوب، والأول لم تكن له فرصة لكي يتوب، فكيف هذا جزاك الله خيرا؟
الشيخ : أسألك هل أماته الله لينتقم منه؟
السائل : لا، إنّما هو أجله الذي قدَّره.
الشيخ : هو أجلٌ مقدَّر، وكون الله يمدّ للثّاني في العمر ففضل الله يؤتيه من يشاء، وأيضا هذا الذي مات على معصية دون الشرك، هو تحت مشيئة الله عزّ وجلّ إن شاء غَفَر له بدون شيء، كما قال الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))، ولا يخفاك الحديث الذي ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ضرب مثلاً لأمّته مع اليهود والنصارى برجل استأجر أُجراء، جماعة من الصبح إلى الظهر وأعطاهم أجرهم، وجماعة من الظهر إلى العصر وأعطاهم أجرهم، وجماعة من العصر إلى الغروب وأعطاهم مِثْلَي ما أعطى الأوَّلِين، يعني ضاعف لهم الأجر، فاحتج الأوّلون عليه كيف تعطي هؤلاء مثلينا ونحن لا تعطينا مثلهم، قال: ( هل أنا ظلمتكم شيئاً؟ قالوا: لا، قال: فهذا فضلي أوتيه من أشاء ): استأجرتكم على عشرة عشرة، وأعطيتُ هؤلاء عشرين، ولا حق لكم عندي، فالمهم أن المسألة ليس فيها إشكال أبداً، هذا مات بأجله، والله عزّ وجلّ لم يمته لينتقم منه، وهو أيضا تحت مشيئة الله إذا كان ذنبه دون الشرك، أما هذا الذي مُدَّ له في الأجل أيضاً، فقد يتوب وقد لا يتوب، وربما يزداد إثما على إثمه، نعم.
الشيخ : لا، أحدهما.
السائل : أحدهما.
الشيخ : لأنّ إحدى للأنثى.
السائل : نعم جزاك الله خير، والآخر يبقى، فيتوب الآخر، رغم أن هذا الإنسان قد ماتَ على المعصية، ونحن لا نشك في عدل الله عز وجل ولكن من أجل التوضيح والمعرفة والعلم ودحض شبهات الشيطان، فكيف يجوز في عدل الله عز وجل رغم أن الأعمار بيد الله عز وجل، أمهل هذا حتى يتوب، وذاك لم يمهل بل توفّاه الله عزّ وجلّ، فكانت هناك فرصة للثاني أن يتوب، والأول لم تكن له فرصة لكي يتوب، فكيف هذا جزاك الله خيرا؟
الشيخ : أسألك هل أماته الله لينتقم منه؟
السائل : لا، إنّما هو أجله الذي قدَّره.
الشيخ : هو أجلٌ مقدَّر، وكون الله يمدّ للثّاني في العمر ففضل الله يؤتيه من يشاء، وأيضا هذا الذي مات على معصية دون الشرك، هو تحت مشيئة الله عزّ وجلّ إن شاء غَفَر له بدون شيء، كما قال الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))، ولا يخفاك الحديث الذي ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ضرب مثلاً لأمّته مع اليهود والنصارى برجل استأجر أُجراء، جماعة من الصبح إلى الظهر وأعطاهم أجرهم، وجماعة من الظهر إلى العصر وأعطاهم أجرهم، وجماعة من العصر إلى الغروب وأعطاهم مِثْلَي ما أعطى الأوَّلِين، يعني ضاعف لهم الأجر، فاحتج الأوّلون عليه كيف تعطي هؤلاء مثلينا ونحن لا تعطينا مثلهم، قال: ( هل أنا ظلمتكم شيئاً؟ قالوا: لا، قال: فهذا فضلي أوتيه من أشاء ): استأجرتكم على عشرة عشرة، وأعطيتُ هؤلاء عشرين، ولا حق لكم عندي، فالمهم أن المسألة ليس فيها إشكال أبداً، هذا مات بأجله، والله عزّ وجلّ لم يمته لينتقم منه، وهو أيضا تحت مشيئة الله إذا كان ذنبه دون الشرك، أما هذا الذي مُدَّ له في الأجل أيضاً، فقد يتوب وقد لا يتوب، وربما يزداد إثما على إثمه، نعم.