كيف نجمع بين الحديث : " من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد "هل التصديق يستمر وهل هذا يعارض " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعون يوماً ".؟ حفظ
الشيخ : نعم ؟
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ كيف نجمع بين الحديثين: ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء -فصدّقه- لم تقبل له صلاة أربعين يوما )، وكذلك حديث: ( من أتى عرّافا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد صلّى الله عليه وسلّم )، السّؤال هل التّصديق يستمرّ مع الشّخص أو ينقطع بحيث أنّه صدّقه في هذه اللّحظة لكن استمراريّة التّصديق، يعني سأله شخص فدلّه وهكذا؟
الشيخ : أمّا لفظ الحديث الأوّل فليس فيه فصدّقه، ( من أتى عرّافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) وليس التّصديق، أمّا الثاني ففيه التّصديق ووجه كفره بما أنزل على محمّد، أنّه إذا استقرّ في نفسه أنّ هذا صادق وهو أمر غيبيّ مستقبل فإنّ ذلك يتضمّن الكفر بقوله تعالى: (( قل لا يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلاّ الله ))، والتّصديق يكفي أن يصدّقه في أوّل الأمر، وليس معناه أنّه ينتظر حتى يصدّقه الواقع أو لا يصدّقه، لأنّه إذا انتظر وقال سأرى هل يقع ما قال أو لا يقع فهذا لم يصدّقه في الواقع، لكن لا تقبل له صلاة أربعين يوماً، فالتّصديق أن يطمئنّ إلى قوله ويرى أنّه حقّ وأنّه واقع، أمّا الذي يقول أنا أجرّب فهذا ما صدّق.
كذلك لو أتى كاهنا أو عرّافا فسأله ليظهر كذبه فإنّ هذا لا بأس به فقد سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ابن صيّاد الذي يدّعي أنّه يأتيه من يأتيه، سأله عن شيء أضمره له، أضمر له النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام الدّخان فسأله فقال الذي في نفسه هو الدّخّ ولم يتمكّن من الوصول إلى التّلفّظ به كاملا، فقال له النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( اخسأ فلن تعدو قدرك )، إلى هنا انتهى الوقت.