بقية جواب أبوه تغيرت سلوكه تجاه والدته بعد زواجه بأخرى وثبت بالدلائل أنه مسحور فكيف تحل هذه المشكلة .؟ حفظ
الشيخ : هذا وعيد والعياذ بالله شديد، يوم القيامة وكل العالم موجودة يشهدون على عقوبته، هذا أمر عظيم جدًّا، فالميل مع إحدى النّساء أي مع إحدى الزّوجات من كبائر الذّنوب، إلاّ شيئاً لا تملكه كالمحبّة وما يكون ناشئاً عنها، فهذا لا يستطيع الإنسان أن يقوم به ولهذا قال تعالى: (( ولَنْ تَسْتطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ )).
وأمّا ما ذكره من أنّه يمكن أن يكون سحرًا فهذا مع الأسف انتشر في كثير من النّاس اليوم مسألة السّحر، مسألة النّفس، مسألة الجنّ، وهذا غلط، لأنّ الإنسان إذا شعر هذا الشّعور هلعت نفسه وضعُفت، واستولى عليه الشّيطان، وصارت الأفكار كلّها تدور حول هذا الشّيء، حتّى يصبح الخيال حقيقة، لكن لو أنّ الإنسان اعتمد على الله عزّ وجلّ وتوكّل على الله حقّ التوّكل وصار قويًّا بالله فإنّ هذا لا يهمّه، ويُعرض عن هذا كلّه، ويعتقد أنّ هذه الأمور تعرض للإنسان، يعرض للإنسان ضيقة في الصدر، يعرض للإنسان كتم، يعرض للإنسان أشياء كثيرة حتى أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة، -أو- أكثر من سبعين مرة )، فلهذا نصيحتي لإخواني أن لا ينساقوا وراء هذه الأوهام والتخيّلات.
نحن لا ننكر أن الجنّ يمسّ الإنسان كما قال تعالى: (( إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ )) وهذه في المرابين، وكما جاءت السنة بذلك، لكن ليس معناه أنّ كلّ ما أصابنا حتى لو يصيب بعض النّاس زكام قال: هذا جنّي تلبّس بي، هذا غلط، الواجب أنّ الإنسان يكون عنده قوّة وتوكّل على الله، ثم يستعمل الأوراد الواردة عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام كقراءة آية الكرسي في اللّيل، وكذلك قراءة سورة البقرة في البيت وما أشبه ذلك، فالواجب أن يكون الإنسان عنده قوّة وتوكّل على الله عزّ و جلّ، ويستعيذ بالله من الشّيطان الرّجيم كلّما أحسّ بمثل هذه الأمور حتى تزول عنه، كذلك أيضًا النّفس نحن لا ننكر أنّ النّفس لها تأثير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( العينُ حق، ولو سبق القدر شيء لسبقته العين ) لكن ليس كلّ ما يصاب به الإنسان يكون عينًا، إلاّ أنّه إذا توهّم الشّيء فإنّه ربما مع كثرة التّوهّم والتّخيّل يكون حقيقة، ولهذا ننصح إخواننا المسلمين أن يكون عندهم اعتماد تامّ على الله عزّ وجلّ وتوكّل عليه حتّى تزول عنهم هذه الأوهام.
وبالتّالي أنصح هذا الرّجل الذي تحدّث عنه السّائل بأن يتّقي الله عزّ وجلّ، وأن يحاول ما استطاع العدل بين زوجتيه، والرّجوع إلى أولاده بالحُنوّ، والشّفقة، والتّأديب، والتّوجيه، وألاّ يبتعد عنهم، لأنّهم أولاده بَضعة منه، والله الموفق.
السائل : تنصحونه بالعلاج يا شيخ؟
الشيخ : نعم؟
السائل : تنصحونه بالعلاج والتّداوي؟
الشيخ : والله العلاج والتّداوي أخشى أنّي أقول: أوصيه بالعلاج والتداوي معناه أنّي أقررته على ما توهّم، أنا لا أدري قد لا يكون هذا سحرا.
السائل : ثبت سحره أكيد.
الشيخ : إذا ثبت أنّه مسحور فليتعالج، يعالج بالقراءات والأذكار، و يذهب إلى أهل الخير المعروفين بحسن القراءة.
السائل : لكنّه يرفض يا شيخ.
الشيخ : إذا رفض فالإثم عليه إن كان يعلم، نعم، فيه سؤال أعطوك إيّاه في ورقة.
الطالب : نعم يا شيخ.