ما حكم من يدخل جهاز الدش في بيته وخاصة إذا كان عنده محارم هل يحكم عليه بالدياثة أو بالسذاجة .؟ حفظ
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تعلمون حفظكم الله بأنّه قد انتشر في هذا العصر بلاء عمّ وطمّ كثيرًا من بيوت المسلمين، وخاصّة في أشرف البقاع إلى الله في مكّة والمدينة، هذه البلّيّة التي ابتلي بها كثير من النّاس هي جهاز: " الدّشّ "، ولا يخفى على سادة العلماء ما يترتّب على وجوده من الفساد والإنحراف الظّاهر والباطن في الدّين والأخلاق، والسّؤال: فهل يحكم على مقتنيه بالدّياثة، وخاصّة إذا كان في بيته محارم؟
أم يحكم عليه بالسّذاجة والجهل؟
وما نصيحتكم وتوجيهكم لهؤلاء الإخوة، هدانا الله وإيّاهم إلى الصّواب وبارك الله في علمكم يا فضيلة الشّيخ ونفع به الحاضر والباد، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الكلام على الدّشّ تكلّمنا عليه في مثل هذا المجلس بكلام لا حاجة إلى إعادته في الواقع، لأنّنا لا نودّ أن تذهب مجالسنا في التّكرار، وكذلك تكلّمنا عليه في إحدى خطب الجمعة القريبة، والأخ موسى عنده أشرطة من هذا النّوع من الممكن أن تأخذها منه، أمّا ما جاء ضمن السّؤال هل وجود الدّشّ يعتبر من الدّياثة؟
فهذا لم نتكلّم عليه لكنّنا الآن نجيب عليه، نقول: هذا ليس من الدّياثة، لأنّ الدّيوث هو الذي يقرّ الفاحشة في أهله، وهذا لو رأى رجلاً حام حول بيته فضلا عن أن يفعل الفاحشة في أهله لقاتله، فلا يمكن أن نقول: إنّ هذه دياثة، لكن نقول: إنّه سبب للشرّ والفساد، وهذا شيء معلوم، ولذلك أرى أنّ من الواجب على طلبة العلم في كلّ مكان أن يحذّروا منه، وأن يبيّنوا أَضراره، وإذا كان التقط أشياء فاسدة والكلّ يعرف فسادها وضررها فليأتِ بمثال ولا حرج، لكن الواجب التحرّي في النّقل والصّدق، لأنّ بعض النّاس نسأل الله لنا ولهم الهداية، يُضيفون أشياء لم تكن من أجل المبالغة في التنفير عنه، وكأنهم على رأي من يرى من العلماء أنّه لا بأس بالحديث الّضعيف في مساوئ الأخلاق للّتنفير منها، وهذا ليس بصحيح، أقول: التّهاون في النّقل ليس بصحيح، لأنّ لدينا في مجتمعنا من يُحبّ أن يجد ثُلمة في الدّعاة ينتقدها عليهم، ثمّ يكون في هذا نزع الثّقة ممّا يقوله الدّعاة، فإذا تحرّى الإنسان ونقل أدنى شرّ أو أعلى شرّ لكن محرّرًا صار له الحقّ، أمّا المبالغة التي توجب أنّ النّاس ينتقدون الدّعاة يقولون تفضّل يقولون كذا وكذا وهو ليس في بلادنا وليس في أرضنا، أو هذا لا يعرضه التّليفزيون، أو هذا لا يعرضه كذا، صار في هذا ثلمة والحمد لله المقصود هداية الخلق، نعم، عندك شيء أنت؟
السائل : الشيخ يحيى.
الشيخ : لا، الشّيخ يحيى من الذين أخذوا حقّهم من قبل.