ما حكم من يغني أو يردد قول الشاعر : " كل الوجود يفنى إلا هواك يا وطني " من غير قصد لمعناه؟ وهل القول كفر.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما رأيكم في بيت الشعر الذي يقول، أو المغنّي الذي يقول هذا البيت:
" كل الوجود يفنى *** إلاّ هواك يا وطني " .
هل هو أوّلًا يعتبر من الشّرك أو الكفر؟ وهل من يردّد هذا البيت دون قصد لمعناه يعتبر مشركا أو كافرا؟ أفيدونا وفّقكم الله لما يحبّه ويرضاه.
الشيخ : نعم، " كل الوجود يفنى *** إلاّ هواك يا وطني ":
الوجود يدخل فيه الرّب عزّ وجلّ، لأنّه واجب الوجود، فمدلول هذه الكلمة خطير جدّا وكفر، لكن قد يقولها القائل وهو لا يدري، ثمّ إنّ الواجب يا إخواني، الواجب ألاّ نكون وطنيّين وألّا نكون قوميّين، يعني ألاّ نتعصّب لقومنا وألاّ نتعصّب لوطننا، لأنّ التّعصّب الوطني فقط انتبهوا أنّه قد ينضمّ تحت لوائه المؤمن، والمسلم، والفاسق، والفاجر، والكافر، والملحد، والعلماني، والمبتدع، والسّنّي، وطن، يشمل كلّ هؤلاء، فإذا ركّزنا على الوطنيّة فقط فهذا لا شكّ أنّه خطير، لأننا إذا ركزنا على الوطنية جاء إنسان مبتدع إلى إنسان سني وقال له أنا وإياك مشتركان في إيش؟
السائل : في الوطن.
الشيخ : في الوطنيّة، ليس لك فضل عليَّ ولا لي فضل عليك، وهذا مبدأ خطير في الواقع، التّركيز على أن نكون مؤمنين، هذا التّركيز، فهمت؟
أما البيت فقد علمت الآن حكمه، أنّ الإنسان إن اعتقد مدلوله فهذا كفر، وإن كان لا يعتقد ولكن يقوله ولا يدري إيش معناه فهذا لا نكفّره لأنّه لا يدري عن معناه، لكن ننهاه عن هذا البيت ونبيّن أيضًا أنّ التّعصّب للوطن وكون الجامع بيننا هو الوطنيّة هذا ليس بصحيح أبدا، ولا يستقيم الأمر إلاّ أن يكون الجامع بيننا إيش؟ الإيمان (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )) وليس إنّما المواطنون إخوة، (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )) والآية نزلت في المدينة، وفي المدينة يهود مستوطنون قبل هجرة الرّسول صلى الله عليه وسلم إليها، فهل يدخلون في الأخوّة؟ أسألكم؟
السائل : لا يدخلون.
الشيخ : لا يدخلون، مع أنهم مواطنون، فإنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلمّ مات ودرعه مرهونة عند يهودي، فهذه مسألة خطيرة يا إخوان، المبدأ الصّحيح أنّ الذي يجمع بيننا هو ديننا الإسلام والإيمان، وبهذا نكسب المسلمين في كل مكان، نعم.
السائل : السّؤال جزاك الله خيرا، بعضهم يقصد بالوطنيّة بقول الرّسول فيما معناه لمّا خرج من مكّة معنى الحديث أنّك أحبّ البلاد إليّ؟
الشيخ : ( إنّك أحبّ البقاع إلى الله )، نعم نحن نقول: مكّة أحبّ البقاع إلى الله، لا شكّ، الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ما قال هذا من أجل الوطنيّة، قال هذا لأنّها أحبّ البقاع إلى الله، ( ولولا أنّ قومك أخرجوني ما خرجت ) ما قال لأنّها وطنيّة.
السائل : لو كان بلده غير مكّة ما قال هذا.
الشيخ : ما يقول هذا، نعم.