ما حكم جعل المدرس درجات خاصة بالسلوك والأخلاق ومراعاة السلوك في تصحيح الإختبار فمن كان سلوكه طيبا زاده في الدرجات.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم، والحمد لله ربّ العالمين فضيلة الشيخ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : السّؤال: تعلمون أنّ الاختبارات على الأبواب الآن وأقول: هل يجوز للمدرس أثناء تصحيح أوراق الإجابة أو أثناء الاختبار الشّفوي أن يراعي سلوك الطّالب في الفصل، فإن كان جيّدا يعني راعاه في الدرجات، وإن كان سلوكه في مشاب أو نحو ذلك فينقّص له؟
وأيضا هل يجوز في أعمال السّنّة أن يزيد المدرّس الطلاّب درجة أو درجتين مثلا بدلا من الظلم أو نحو ذلك، لأنكم تعلمون أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأنّ كثيرا من المدرّسين يظلمون الطّلاّب ظلمًا كبيرًا، كما أنّ دعوة المظلوم مستجابة فيخاف المدرس من ذلك، أفيدونا وفّقكم الله؟
الشيخ : نعم، هذا السّؤال مهمّ لا شكّ فيه بالنسبة للمدرّسين، أقول: أنا أخبر أنهم يجعلون درجات للسّلوك والأخلاق؟
السائل : للمشاركة.
الشيخ : هاه؟ مازال الآن؟
الطالب : ثلاث درجات مشاركة وأربع درجات للواجب، وثمان درجات.
الشيخ : لا، السّلوك والأخلاق، يعني سلوك الطّالب وأخلاقه؟
الطالب : خمس عشرة درجة.
الشيخ : هاه؟ موجود الآن؟ هاه؟
الطالب : السّلوك ليست عليه درجة.
الشيخ : المهمّ الآن نفصّل، فيجب على المدرس الذي يحدد هذه الدرجات أن يحكم بالعدل، إن كان الأمر على خبري فهذا الإنسان يتّقي الله عزّ وجلّ، فإن كان أحد الطّلبة أحسن سلوكا وأخلاقا فإنّه يعطيه درجته التي يستحقّها، وينقّص من ذلك الطالب.
أمّا درجة العلوم والمستوى العلمي فإنّه لا يزاد فيها ولا ينقص، يعطى الإنسان ما يستحقّ.
أرأيت لو تحاكم رجلان إلى قاض أحدهما كافر والآخر مسلم فهل يهضم حقّ الكافر لأنّه كافر؟
لا، فمسألة الإجابة هي على حسب ما قدّم لك من معلومات، سواءً كان سيّء الأخلاق أو حسن الأخلاق، معلوم؟.
المسألة الثّانية: إذا كان المدرّس قد ظلم الطّالب فهذا لا يخلو من حالين:
الحال الأولى: أن يكون حين معاملة الطّالب يظنّ أنّه على صواب، وأنّه مجتهد، وهذا الذي أدّاه إليه اجتهاده، مثل أن يوقفه في الفصل أو يضربه أو ما أشبه ذلك، لكنّه في ذلك الوقت يرى أنّه على صواب أي المدرس، ثم بعد التّفكير يرى أنّه أخطأ، فهذا ليس فيه ظلم، ولا يعاقب عليه الإنسان، لأنّه في ذلك الوقت كان مجتهدا، وقد قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر ).
ولو أنّنا قلنا لكلّ متصرّف لغيره: إنّه إذا تبيّن لك الخطأ حمّلت هذا الخطأ ما بقي أحد يتصرف، لكن مِن رحمة الله أنّ المتصرف لغيره كوليّ اليتيم والوكيل وناظر الوقف وغير ذلك، إذا تصرفوا وهم حين التصرف يرون أن هذا هو الصواب بدون تفريط منهم، ثم بعد هذا تبيّن الخطأ، فإنّه لا شيء عليهم، لا ضمان في الدّنيا ولا إثم في الآخرة.
أمّا إذا كان قد ظلم الطّالب ظلمًا حقيقيًّا، وهو في ذلك الوقت يعرف أنّه إنّما عاقبه انتقامًا لنفسه فقط، فحينئذ يسترضي الطّالب بغير أن يزيد في درجاته، لأنّه إذا زاد في درجاته ما هي المسألة أنّه ليس هناك إلاّ هذا الطّالب، هناك طلبة آخرون قد تكون إجابتهم من النّاحية العلميّة أقوى من هذا، فإذا زدته عليهم كنت ظالما لهم، أنت بررت هذا ولكن ظلمت الآخرين، فهذه المسألة يجب التّفطّن لها، لأنّ بعض الأساتذة وهذا قد رود علينا سؤال من هذا النّوع، بعض الأساتذة يقول: هذا سيّء الأدب، سيّء الأخلاق، مهمل لواجباته، فيقال: أنت الآن حكم في قضيّة بين يديك احكم بما تقتضيه هذه القضيّة فقط.
السائل : لكن مع الواجب والمشاركة ليست لها قيمة عندي، أهمّ شيء قيمة الطالب سلوكه في الفصل وأخلاقه.
الشيخ : نعم.
السائل : ولو أخبرته؟
الشيخ : لا، حتّى لو أخبرته، ذلك لأنّ النّظام المتّبع هو أنّ الطّالب يعطى درجاته على حسب ما قدّم من معلومات، لكن هذه ربّما ينتفعون بها، إذا جعلتها من باب التّهديد، لكن لا تقول: سأفعل، لو قلت سأفعل ما صار لكلامك قيمة، قل ربّما، ربّما أنقّص لكم من درجاتكم مثلا، نعم.