ما حكم تدريس الرجال للطالبات المنتقبات في الجامعات والمحادثة بينهم.؟ وما حكم تدريب الرجل للمرأة على قيادة السيارة .؟ حفظ
الشيخ : نعم؟
السائل : في بلادنا كثر الاختلاط.
الشيخ : أيّ البلاد؟
السائل : الكويت.
الشيخ : نعم.
السائل : كثر الاختلاط في الجامعات، حتى كلّيّة الشّريعة، النّساء منتقبات ولكن يدرسّهنّ دكتور.
الشيخ : إي.
السائل : والشّكوى الثانية بالنسبة لتعليم النساء قيادة السيارات، نجد أن المدرب يخلو بالبنت وهو يدربها ساعة أو ساعتين.
الشيخ : نعوذ بالله.
السائل : فإذا قلنا أنّ هذا المدرّب نيّته طيّبة فمتى نحكّم حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( ما خلا رجل بامرأة إلاّ كان الشّيطان ثالثهما )؟
وكلمتنا العاميّة: " أنّ الشّيطان ما مات "، حتى لو قلنا أنّ نيّته صالحة وخلا بها ساعة أو ساعتين.
وبالنّسبة لكليّة الشّريعة البنات منتقبات ولكن المشكل أنّ الدّكتور يكون بينه وبين الطّالبات محاورة وكلام وشيئًا من هذا فهل هذا جائز؟ جزاكم الله خيرا.
الشيخ : والله أوّلاً بارك الله فيك، هذا السّؤال من شقّين، وأنت ما شاء الله عليك الظّاهر أنّك ذكيّ ما شاء الله!
السّؤال الأوّل: الاختلاط في الجامعة، وهل هذا الاختلاط بمعنى أنّ كلّ واحد من الطّلبة بجانب طالبة؟
السائل : قاعتهم ليس فيها إلاّ طالبات فقط الدّكتور المدرّس من الرّجال.
الشيخ : طيب، هل يدخل عليهنّ وهنّ منقّبات أو كاشفات اللوجوه؟
السائل : بعضهنّ منقّبات وبعضهنّ كاشفات.
الشيخ : أقول: بالنّسبة للطّالبات الواجب عليهنّ أن يغطّين وجوههنّ.
وأمّا النّظر إلى المدرّس فهذا لا بأس به إذا لم يكن لشهوة أو لتمتّع بالنّظر إليه، وإنّما كان من أجل قوّة التلقي منه، هذا لا بأس به، لأنّ نظر المرأة إلى الرجل ليس حرامًا، بدليل أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال لـفاطمة بنت قيس: ( اعتدّي في بيت ابن أمّ مكتوم، فإنّه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده )، وكان صلى الله عليه وسلم يستر عائشة وهي تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فالقول الرّاجح من أقوال العلماء: أنّ المرأة لا بأس أن تنظر إلى الرّجل بشرط ألاّ يكون نظرها لشهوة أو تمتّع.
وأما بالنسبة لتدريب الفتاة على قيادة السّيّارة وانفرادها برجل يدرّبها فهذا لا يجوز، هذا أكبر فتنة ممّا لو انفرد بها في حجرة، لأنّ من المعلوم أنّ النّفس تحبّ من أحسن إليها، وهذا المدرّب إذا عامل الفتاة باللّطف واللّين وما أشبه ذلك يكون فيه فتنة كبيرة لا يتصورّها الإنسان، وكيف عندما تقعد بجانبه يريها كيف يعمل بعجلة القيادة، وكيف يعمل بالفرامل، وكيف يعمل بكذا، خطيرة جدّا جدّا.
ثمّ إنّ من رأيي أنا أنّ المرأة لا تقود السّيّارة، يعني: هل قلّ الرجال وما بقي إلا أن نضطر إلى النّساء؟!!
أبدًا، ما قلّ الرّجال، الرّجال كثيرون، وقيادة المرأة للسّيّارة فيها أخطار كثيرة، إذا كنّا الآن نخشى مِن شبابنا إذا ذهبوا بالسّيّارات إلى البرّ وغيره نخشى عليهم من الفتنة، فكيف بالمرأة؟!
من يضبط المرأة إذا أخذت السّيّارة وخرجت إلى البرّ أو لأيّ إنسان تريده؟! من يضبط هذا؟!
الحقيقة أنّي أتعجّب من بعض النّاس كيف ينظرون إلى الأمور بظواهرها ويقولون: إنّ المرأة لا بأس أن تقود السّيّارة كما كانت النّساء تركب الجمال في عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، نحن نقول: لا ننكر أصل قيادة المرأة للسّيّارة، عمل كغيره من الأعمال، لكن ما يترتّب عليه من المفاسد الكثيرة العظيمة نمنعه.
والشريعة الإسلاميّة جاءت لسدّ الذّرائع الموصلة إلى المحرّمات.
ثمّ لسنا في ضرورة والحمد لله، فالشّباب كثيرون، والمرأة إذا تعوَّد أخوها أو ابنها قيادة السيارة كفاها.
فليتكم تبثّون هذا الكلام هناك، وأنّه لا ينبغي للمرأة أن تقود السّيّارة، وأنّ الواجب منعها من ذلك، لا أنّ أصل القيادة حرام حتى لا يحتجّ علينا محتجّ، نقول: السّياقة حلال لكن ما يترتّب عليها من المفاسد يجب أن تمنع المرأة منه، وانتهى الوقت بأذان الظّهر، ونسأل الله تعالى أن يتقبّل منّا ومنكم، وإلى لقاء آخر إن شاء الله بعد بدء الدّراسة، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.