ما حكم الذين يفعلون الشرك في البلاد الإسلامية هل يعذرون بجهلهم.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
هل يعذر الإنسان بالجهل في بلاد الإسلام إذا وقع في الشرك ؟
الشيخ : بلاد الإسلام التي يظهر فيها التوحيد، وليس فيها شيء من شعائر الكفر، وهو عائش بينهم لا يعذر فيه، لأنه ليس هناك سبب يؤدي إلى الشرك، لكن في بلاد الإسلام التي يكون فيها شعائر الشرك كغالب البلاد الإسلامية في الوقت الحاضر، حيث فيها القبور تعبد من دون الله ويستغاث بها، وما أشبه ذلك ، قد يعذر بالجهل، لأنه قد يكون عامياً لا يدري عن شيء أبداً، عاش في هذه القرية وهم يذهبون إلى السيد فلان والولي فلان يستغيثون به، فكان معهم ولم ينبهه أحد على ذلك، فهذا يعذر بجهله ويحكم له بظاهر حاله.
ثم إن كان هناك شيء خفي عنا فأمره إلى الله يوم القيامة، أما في الدنيا فيحكم له بظاهر حاله وهو الإسلام، لأنه لو اعتقد أن هذا شرك ما فعله، هو يدين بالإسلام، ويشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويحج البيت، ويصوم، لكنه في قوم نشؤوا على هذا وشابوا عليه، ولا يعرفون أن هذا شرك، فهذا لا شك أنه يعذر، لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ )) وقال: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )) فلا بد من البيان، ولا بد من المعرفة، والله عز وجل أكرم من أن يعاقب من لا يعلم أن هذا ذنب نعم.