ما القول فيمن ينكر مقولة "محمد صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله " ويستدل بقوله تعالى:"ويخلق ما لا تعلمون".؟ حفظ
السائل : هناك أحد الأساتذة في الجامعة يقول: أن قولنا عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أشرف خلق الله " لا يصح، وأن هذا من عبارات التصوف، واستدل بقوله تعالى: (( وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )) يقول: إننا لا نحصي خلق الله تعالى حتى ندعي أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو من أشرفها؟
الشيخ : المشهور عند كثير من العلماء إطلاق هذه العبارة أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق كما قال الناظم:
" وأفضل الخلق على الإطلاق *** نبينا فمل عن الشقاق"
لكن الأحوط والأسلم أن نقول: محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وأفضل البشر، وأفضل الأنبياء، وما أشبه ذلك اتباعاً لما جاء به النص، ولم أعلم إلى ساعتي هذه أنه جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق مطلقاً في كل شيء.
وأما الاستدلال بالآية: (( وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )) ففي غير محله، لأن هذه الآية في المركوبات قال الله تعالى: (( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )) يعني: مما تركبون، وهو أيضاً يخلق ما لا نعلم من غير ما نركب، لكن الاستدلال بهذه الآية على أنه يمكن أن يخلق خلقاً خيراً من محمد عليه الصلاة والسلام فيه نظر، إنما الأسلم أن الإنسان في هذه الأمور يتحرى ما جاء به النص.
مثلاً لو قال قائل: هل فضل الله بني آدم على جميع المخلوقات؟ بني آدم عموماً ، نعم؟ لا، ما هو صحيح، لأن الله تعالى قال: (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) ما قال على كل من خلقنا، فمثل هذه الإطلاقات ينبغي للإنسان أن يتقيد فيها بما جاء به النص فقط ولا يتعداه.
والحمد لله، نحن نعلم أن محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين، وأشرف الرسل وأفضلهم وأكرمهم عند الله عز وجل، وهو خاتم النبيين وهذا أدلته مشهورة معروفة، وأما ما لم يرد به دليل صحيح فإن الاحتياط أن نتورع عنه، نعم أما كون هذا من عبارات الصوفية أو غير الصوفية هذا لا أدري، هل إن الصوفية هم الذين يقولون هذا أو لا، لكن هو مشهور عند كثير من العلماء، تجدهم يقولون: محمد أشرف الخلق.
الشيخ : المشهور عند كثير من العلماء إطلاق هذه العبارة أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق كما قال الناظم:
" وأفضل الخلق على الإطلاق *** نبينا فمل عن الشقاق"
لكن الأحوط والأسلم أن نقول: محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وأفضل البشر، وأفضل الأنبياء، وما أشبه ذلك اتباعاً لما جاء به النص، ولم أعلم إلى ساعتي هذه أنه جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق مطلقاً في كل شيء.
وأما الاستدلال بالآية: (( وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )) ففي غير محله، لأن هذه الآية في المركوبات قال الله تعالى: (( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )) يعني: مما تركبون، وهو أيضاً يخلق ما لا نعلم من غير ما نركب، لكن الاستدلال بهذه الآية على أنه يمكن أن يخلق خلقاً خيراً من محمد عليه الصلاة والسلام فيه نظر، إنما الأسلم أن الإنسان في هذه الأمور يتحرى ما جاء به النص.
مثلاً لو قال قائل: هل فضل الله بني آدم على جميع المخلوقات؟ بني آدم عموماً ، نعم؟ لا، ما هو صحيح، لأن الله تعالى قال: (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) ما قال على كل من خلقنا، فمثل هذه الإطلاقات ينبغي للإنسان أن يتقيد فيها بما جاء به النص فقط ولا يتعداه.
والحمد لله، نحن نعلم أن محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين، وأشرف الرسل وأفضلهم وأكرمهم عند الله عز وجل، وهو خاتم النبيين وهذا أدلته مشهورة معروفة، وأما ما لم يرد به دليل صحيح فإن الاحتياط أن نتورع عنه، نعم أما كون هذا من عبارات الصوفية أو غير الصوفية هذا لا أدري، هل إن الصوفية هم الذين يقولون هذا أو لا، لكن هو مشهور عند كثير من العلماء، تجدهم يقولون: محمد أشرف الخلق.