إمام مسجد محبوب عند قومه ولكن عنده إسراف فيما بينه وبين ربه ويخشى الرياء والنفاق فهل يستمر في الإمامة.؟ حفظ
السائل : طيب هذا يا فضيلة الشيخ شاب إمام لأحد المساجد وهو كما يقول: محبوب عند جماعة المسجد ويقدر كذلك، ويعلم في نفسه أو في قرارة نفسه أنه مقصر وعنده بعض المعاصي ولا يستحق الإمامة، ولا يستحق هذه المحبة والتقدير من الناس، ويخشى على نفسه إذا هو بقي في المسجد إمام يخشى على نفسه من النفاق والرياء، فهل يبقى في المسجد يعني: يستمر في إمامة الناس، أو ينصرف عن المسجد خشية الرياء والنفاق ؟
الشيخ : أقول: إن هذا الشاب الذي وصفت بأنه إمام محبوب عند قومه ولكن عليه إسراف فيما بينه وبين ربه أقول: إن هذا الذي حباه الله به من الإمامة ومحبة قومه له توجب أن ينزع عن الإسراف عن نفسه، وأن يحسن العبادة، وأن يشكر الله عز وجل، لأن كون الإنسان يكون محبوباً عند قومه إمامًا فيهم نعمة من الله كبيرة (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هونًا )) إلى أن قال: (( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )) والمصلون من المتقين وإمامهم داخل في قوله: (( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )) فليحمد الله على هذه النعمة، ولينزع عن الإسراف على نفسه، وليجعل هذا من الأسباب التي تعينه على طاعة الله، ويبق في مكانه.
وكونه يقول: أخشى الرياء، هذه وسوسة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان كلما أراد أن يعمل طاعة، كلما أراد أن يعمل طاعة دخل عليه الشيطان قال: انت مرائي، فيجب أن يطرح هذا ويعرض عنه ويستعين الله عز وجل (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )).