ما حكم الجلوس مع المدخن وكيف التعامل معه .؟ حفظ
السائل : يا شيخ: لا يخفى مدى انتشار الدخان في كل مكان في العمل وفي البيت وفي الأماكن العامة، السؤال: هل يجوز الجلوس معهم؟ وإذا كان الجلوس مع المدخن في منزلك أو في مجلس عام هل تتركه وتخرج وكذلك في مكتب العمل؟
الشيخ : كما ذكر الأخ أن الدخان حرام للأدلة العامة على تحريمه، هو ليس فيه نص عن الرسول بعينه، لأنه لم يحدث إلا أخيراً، لكن قواعد الشريعة عامة، والإشارة في بعض النصوص إلى تحريمه قاضية بتحريمه، فإذا صار إلى جنبك مدخن وأراد أن يدخن فانصحه بلطف.
قل : يا أخي! هذا حرام ولا يحل لك.
وفي ظني أنك إذا نصحته بلطف ورفق أنه سوف ينزجر، كما جرب ذلك غيرنا وجربناه نحن أيضاً، فإن لم يفعل أي لم ينته عن شرب الدخان فالواجب عليك أن تفارقه لقوله تعالى: (( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ )) ولكن إذا كان في الأماكن العامة، أو كان في مكان الوظيفة ونصحته فلم يفعل يعني فلم ينته فحينئذٍ لا حرج عليك أن تبقى، لأنه ضرورة، ولا تستطيع أن تتخلص منه.
فهل يمكن أن نقول: إن الإنسان إذا كان السوق فيه نساء متبرجات ورجال يشربون الدخان نقول لا تذهب إلى السوق لقضاء حاجتك؟ لا نقول هذا، إذن: فالشيء الذي يضطر الناس إليه وإن كان فيه معصية لا إثم عليهم في ذلك، لكن عليه أولاً أن ينصح صاحب المعصية لعل الله يهديه على يديه.