كلمة حول الحج [متى فرض وعلى من يجب]. حفظ
الشيخ : في ذلك العام، ألا يحج بعد هذا العام مشرك، فاختار الله لنبيه أن يكون حجه حجاً خالصاً لا يشركه معه المشركون.
السبب الثالث : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أذن في الناس أي أعلمهم بأنه حاج سنة عشر من الهجرة، فلما أعلمهم بذلك قدم المدينة بشر كثير يريدون أن يحجوا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكانوا كما وصفهم جابر رضي الله عنه ، كانوا من بين يديه ومن خلفه - اقربوا شوي قربوا شوي - كانوا من بين يديه ومن خلفه ، كانوا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله مد البصر، فلهذه الأسباب ولغيرها مما لا نعلمه أخر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحج إلى السنة العاشرة.
أما من يجب عليه الحج وهذه هي المسألة الرابعة: فالحج يجب على كل مسلم حر بالغ عاقل مستطيع، خمسة شروط: أن يكون مسلماً حراً بالغاً عاقلاً مستطيعاً.
فأما المسلم فضده الكفر لا يجب عليه الحج، وليس معنى قولنا لا يجب الحج على الكافر أنه لا يعاقب على تركه، وإنما معناه أن لا نأمره به لأننا نأمره أولاً أن يسلم، ثم بعد هذا نأمره ببقية شرائع الإسلام، أما في الآخرة فإنه يعذب عليه ويعاقب عليه، ولهذا يتسائل أصحاب اليمين عن المجرمين: (( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ )) فذكروا الصلاة مع أن الصلاة لا تلزمهم إلا إذا أسلموا.
الحر ضده: الرقيق المملوك فلا يجب عليه الحج أولاً: لأنه ليس عنده مال إذ أن ما بيده من المال لمالكه ، وثانياً: أنه مرهون لسيده في الواقع ، لا يملك نفسه فلا يستطيع أن يحج لأنه مرهون عند السيد.
والبالغ ضده: الصغير فلا يجب عليه الحج، كما أنه لا يجب عليه سائر العبادات لأنه مرفوع عنه القلم، لكن لو حج الصبي فإنه يجزئه ومعنى يجزئه يعني يصح منه فإذا بلغ أدى فريضة الإٍسلام.
وهنا ربما نتساءل: هل الأفضل في أوقاتنا هذه أن نحجج أولادنا الصغار، أو لا؟ نقول: الأفضل ألا نحججهم في هذه الأوقات، في أيام المواسم ، مواسم العمرة أو مواسم الحج، لأنه يحصل بذلك مشقة عظيمة على الطفل، وإشغال أبيه عن إتمام مناسكه، والمشقة مدفوعة ومرفوعة، لأنه ليس هذا ليس واجباً حتى نقول: نتحمل ونصبر، وإشغال الأب ينافي كمال حجه، والأب جاء ليحج حجاً كاملاً ويعتمر عمرة كاملة، وإذا كان مشغولاً بهؤلاء الأطفال ألهاه ذلك عن كمال حجه وعمرته.
أما في أيام السعة فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سألته امرأة حين رفعت إليه صبياً وقالت: ( ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر ) لكن في أيامنا هذه في هذه الزحمات الشديدة التي يكاد الرجل القوي أن يتعب، بل ربما يهلك بعض الناس، فإننا لا نرى أنه ينبغي للإنسان أن يحجج أطفاله، بل يريحهم ويستريح من عنائهم وتعبهم.
العاقل ضده: المجنون، فالمجنون لا يجب عليه الحج، ولا يصح منه الحج، لأنه فاقد العقل ولا نية له.
وأما المستطيع، فالاستطاعة نوعان: استطاعة بالبدن، واستطاعة بالمال، فمن لم يكن مستطيعاً بماله فإنه لا يلزمه الحج كالفقير، والمدين، وما أشبههما، ولهذا نُطمئن المدينين بأنهم لا حج عليهم، ولم يفرضه الله عليهم، وهم حتى الآن لم يكونوا أهلاً لفريضة الحج عليهم، ونقول: لا تقلقوا، أليس الرجل الفقير لا تلزمه الزكاة؟ الجواب بلى. لا تلزمه الزكاة، ومع ذلك لا يقلق، لا يقول: ليتني كنت غنياً حتى أؤدي الزكاة، كذلك أيضاً الإنسان الذي لا يستطيع الحج لوجوب دين عليه، نقول له: لا تقلق يا أخي، حتى الآن لم تكن أهلاً للفريضة، ولو مت للاقيت الله عز وجل غير آثم، لأنها لم تجب عليك، ولكن مع الأسف أن بعض الناس اليوم يرتكبون خطأ، تجده مغرقاً بالدين، وربما يكون دينه حالاً فيذهب ويحج، مع أن الحج في هذه الحالة غير واجب عليه، فيأتي شيئاً غير واجب، ويدع شيئاً واجباً، والريال أو الدرهم الذي تنفقه في الحج أنفقه في قضاء الدين فهو خير لك.
والدين ليس بالأمر الهين حتى يتهاون به الإنسان، إذا مات الإنسان فإنه قد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( أن نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه ) وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا قدم إليه ميت وعليه دين ولم يخلف قضاءً امتنع من الصلاة عليه ولم يصل عليه، وسُئل عن الشهادة يعني: عن الرجل يقتل في الجهاد شهيداً هل يكفر عنه بالشهادة؟ فقال: ( نعم، ثم قال للسائل: إن جبريل أتاني آنفاً وقال: إلا الدين ) .
فالشهادة -وهي الشهادة- لا تكفر الدين، لهذا يجب على الإنسان ألا يتهاون به، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لم يرشد الفقير الذي قال: ( ليس عندي مهر -لم يقل: استسلف للمهر- قال له: التمس ولو خاتماً من حديد، قال: لا أجد ، قال: معك شيء من القرآن؟ قال: نعم، قال: زوجتكها بما معك من القرآن ) ولم يأذن له بل ولم يرشده إلى أن يتدين من أجل أن يتزوج مع أن الزواج واجب على الإنسان إذا كان ذا شهوة، ويخاف على نفسه.
فالذي أرجوه من إخواني الحاضرين الآن والذين يسمعون إلى كلامي: أن يحرصوا غاية الحرص على إبراء ذممهم وعدم إشغالها بالدَّين، فإن ذلك من السفه في التصرف، ومن الخطأ من الناحية الدينية، ولا ينبغي للإنسان أن يتدين سلفاً أو غير سلف إلا إذا كانت هناك ضرورة أو شيء لا بُد منه، أو إنسان يعرف أنه سيوفي عن قرب، كرجل احتاج في أثناء الشهر شيئاً ويعرف أنه في آخر الشهر سيحصل على الراتب مثلاً ويوفي ، فهذا أمره سهل.
أما الاستطاعة بالبدن في الحج: فأن يكون الإنسان قادراً على أداء الحج بلا مشقة شديدة، فإن كان عاجزاً نظرنا، إن كان عجزه يرجى زواله، كإنسان جاء وقتُ الحج وهو مريض مرضاً عادياً، فلينتظر حتى يبرأ ويحج، وإن كان عجزاً لا يرجى زواله كمرض السرطان مثلاً نسأل الله وإياكم السلامة وكالكبر، نقول له: استنب من يحج عنك ما دام عندك المال، فيوكل شخصاً يحج عنه وتبرأ ذمته بذلك إذا حج عنه.
هذا ما أردنا أن نتكلم عليه حول هذا الموضوع، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من دعاة الحق وأنصاره الحق، وأن ينصر إخواننا في كل مكان الذين يجاهدون في سبيل الله ، ونسأل الله تعالى في هذا المقام أن يدمر الصرب وأعوانهم، وأن يحمل إخواننا المحصورين الصبر والاحتساب وأن يؤيدهم بروح منه إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما الآن فإلى الأسئلة، ونبدأ باليمين، ولكل واحد سؤال واحد، ولا تعليق على الإجابة لأن الوقت قصير، نعم.
السبب الثالث : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أذن في الناس أي أعلمهم بأنه حاج سنة عشر من الهجرة، فلما أعلمهم بذلك قدم المدينة بشر كثير يريدون أن يحجوا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكانوا كما وصفهم جابر رضي الله عنه ، كانوا من بين يديه ومن خلفه - اقربوا شوي قربوا شوي - كانوا من بين يديه ومن خلفه ، كانوا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله مد البصر، فلهذه الأسباب ولغيرها مما لا نعلمه أخر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحج إلى السنة العاشرة.
أما من يجب عليه الحج وهذه هي المسألة الرابعة: فالحج يجب على كل مسلم حر بالغ عاقل مستطيع، خمسة شروط: أن يكون مسلماً حراً بالغاً عاقلاً مستطيعاً.
فأما المسلم فضده الكفر لا يجب عليه الحج، وليس معنى قولنا لا يجب الحج على الكافر أنه لا يعاقب على تركه، وإنما معناه أن لا نأمره به لأننا نأمره أولاً أن يسلم، ثم بعد هذا نأمره ببقية شرائع الإسلام، أما في الآخرة فإنه يعذب عليه ويعاقب عليه، ولهذا يتسائل أصحاب اليمين عن المجرمين: (( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ )) فذكروا الصلاة مع أن الصلاة لا تلزمهم إلا إذا أسلموا.
الحر ضده: الرقيق المملوك فلا يجب عليه الحج أولاً: لأنه ليس عنده مال إذ أن ما بيده من المال لمالكه ، وثانياً: أنه مرهون لسيده في الواقع ، لا يملك نفسه فلا يستطيع أن يحج لأنه مرهون عند السيد.
والبالغ ضده: الصغير فلا يجب عليه الحج، كما أنه لا يجب عليه سائر العبادات لأنه مرفوع عنه القلم، لكن لو حج الصبي فإنه يجزئه ومعنى يجزئه يعني يصح منه فإذا بلغ أدى فريضة الإٍسلام.
وهنا ربما نتساءل: هل الأفضل في أوقاتنا هذه أن نحجج أولادنا الصغار، أو لا؟ نقول: الأفضل ألا نحججهم في هذه الأوقات، في أيام المواسم ، مواسم العمرة أو مواسم الحج، لأنه يحصل بذلك مشقة عظيمة على الطفل، وإشغال أبيه عن إتمام مناسكه، والمشقة مدفوعة ومرفوعة، لأنه ليس هذا ليس واجباً حتى نقول: نتحمل ونصبر، وإشغال الأب ينافي كمال حجه، والأب جاء ليحج حجاً كاملاً ويعتمر عمرة كاملة، وإذا كان مشغولاً بهؤلاء الأطفال ألهاه ذلك عن كمال حجه وعمرته.
أما في أيام السعة فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سألته امرأة حين رفعت إليه صبياً وقالت: ( ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر ) لكن في أيامنا هذه في هذه الزحمات الشديدة التي يكاد الرجل القوي أن يتعب، بل ربما يهلك بعض الناس، فإننا لا نرى أنه ينبغي للإنسان أن يحجج أطفاله، بل يريحهم ويستريح من عنائهم وتعبهم.
العاقل ضده: المجنون، فالمجنون لا يجب عليه الحج، ولا يصح منه الحج، لأنه فاقد العقل ولا نية له.
وأما المستطيع، فالاستطاعة نوعان: استطاعة بالبدن، واستطاعة بالمال، فمن لم يكن مستطيعاً بماله فإنه لا يلزمه الحج كالفقير، والمدين، وما أشبههما، ولهذا نُطمئن المدينين بأنهم لا حج عليهم، ولم يفرضه الله عليهم، وهم حتى الآن لم يكونوا أهلاً لفريضة الحج عليهم، ونقول: لا تقلقوا، أليس الرجل الفقير لا تلزمه الزكاة؟ الجواب بلى. لا تلزمه الزكاة، ومع ذلك لا يقلق، لا يقول: ليتني كنت غنياً حتى أؤدي الزكاة، كذلك أيضاً الإنسان الذي لا يستطيع الحج لوجوب دين عليه، نقول له: لا تقلق يا أخي، حتى الآن لم تكن أهلاً للفريضة، ولو مت للاقيت الله عز وجل غير آثم، لأنها لم تجب عليك، ولكن مع الأسف أن بعض الناس اليوم يرتكبون خطأ، تجده مغرقاً بالدين، وربما يكون دينه حالاً فيذهب ويحج، مع أن الحج في هذه الحالة غير واجب عليه، فيأتي شيئاً غير واجب، ويدع شيئاً واجباً، والريال أو الدرهم الذي تنفقه في الحج أنفقه في قضاء الدين فهو خير لك.
والدين ليس بالأمر الهين حتى يتهاون به الإنسان، إذا مات الإنسان فإنه قد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( أن نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه ) وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا قدم إليه ميت وعليه دين ولم يخلف قضاءً امتنع من الصلاة عليه ولم يصل عليه، وسُئل عن الشهادة يعني: عن الرجل يقتل في الجهاد شهيداً هل يكفر عنه بالشهادة؟ فقال: ( نعم، ثم قال للسائل: إن جبريل أتاني آنفاً وقال: إلا الدين ) .
فالشهادة -وهي الشهادة- لا تكفر الدين، لهذا يجب على الإنسان ألا يتهاون به، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لم يرشد الفقير الذي قال: ( ليس عندي مهر -لم يقل: استسلف للمهر- قال له: التمس ولو خاتماً من حديد، قال: لا أجد ، قال: معك شيء من القرآن؟ قال: نعم، قال: زوجتكها بما معك من القرآن ) ولم يأذن له بل ولم يرشده إلى أن يتدين من أجل أن يتزوج مع أن الزواج واجب على الإنسان إذا كان ذا شهوة، ويخاف على نفسه.
فالذي أرجوه من إخواني الحاضرين الآن والذين يسمعون إلى كلامي: أن يحرصوا غاية الحرص على إبراء ذممهم وعدم إشغالها بالدَّين، فإن ذلك من السفه في التصرف، ومن الخطأ من الناحية الدينية، ولا ينبغي للإنسان أن يتدين سلفاً أو غير سلف إلا إذا كانت هناك ضرورة أو شيء لا بُد منه، أو إنسان يعرف أنه سيوفي عن قرب، كرجل احتاج في أثناء الشهر شيئاً ويعرف أنه في آخر الشهر سيحصل على الراتب مثلاً ويوفي ، فهذا أمره سهل.
أما الاستطاعة بالبدن في الحج: فأن يكون الإنسان قادراً على أداء الحج بلا مشقة شديدة، فإن كان عاجزاً نظرنا، إن كان عجزه يرجى زواله، كإنسان جاء وقتُ الحج وهو مريض مرضاً عادياً، فلينتظر حتى يبرأ ويحج، وإن كان عجزاً لا يرجى زواله كمرض السرطان مثلاً نسأل الله وإياكم السلامة وكالكبر، نقول له: استنب من يحج عنك ما دام عندك المال، فيوكل شخصاً يحج عنه وتبرأ ذمته بذلك إذا حج عنه.
هذا ما أردنا أن نتكلم عليه حول هذا الموضوع، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من دعاة الحق وأنصاره الحق، وأن ينصر إخواننا في كل مكان الذين يجاهدون في سبيل الله ، ونسأل الله تعالى في هذا المقام أن يدمر الصرب وأعوانهم، وأن يحمل إخواننا المحصورين الصبر والاحتساب وأن يؤيدهم بروح منه إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما الآن فإلى الأسئلة، ونبدأ باليمين، ولكل واحد سؤال واحد، ولا تعليق على الإجابة لأن الوقت قصير، نعم.