ما حكم المعانقة والتقبيل على الوجه عند الملاقاة بعد طول غياب وقد يكون هذا مع أمرد وسيم أو امرأة من المحارم.؟ وما حكم تقبيل يد العالم .؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ أيده الله: قد انتشرت بين المسلمين في هذه الأزمنة بعض العادات المستحكِمة منها: أن أحدنا عندنا يلقى أحداً من إخوانه بعد طول غياب وقد يكون حديث عهد به ، يسلم عليه بالتقبيل بالوجه ، هو الذي اعتاد عليه كثير من الإخوة الآن ، السلام بالمعانقة بدل المصافحة، وقد يكون منهم أمرداً وسيماً لا تؤمن منه الفتنة، وربما يكون هذا أعني السلام بالتقبيل أو المعانقة مع امرأة من ذوات المحارم، فهل مثل هذه العادات لها أصل في الشرع؟ وهل تقبيل يد العالم والمصلح لها أصل أيضاً ؟ أفتونا نفع الله بعلمكم وأعلى منزلتكم.
الشيخ : لا أصل للمعانقة أو التقبيل عند الملاقاة، إلا إذا كان لها سبب كقدوم من سفر ونحوه، وكلنا يعلم أن أشد الناس محبة لبشر الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن أحق الناس بالإكرام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكانوا إذا لاقوه لا يقبلونه، لا يقبلون رأسه ولا يديه ولا شيئاً من جسده كالأكتاف مثلاً إنما يصافحونه، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم: ( سُئل عن الرجل يلقى أخاه أينحني له؟ قال: لا، قالوا: أيعانقه ويلتزمه؟ قال: لا قالوا: أيصافحه؟ قال: نعم ) هذا هو المشروع.
وما ذكره السائل من أنه في عصرنا هذا صار الناس يتخذون التقبيل بدلاً عن المصافحة فهو حق، وما أكثر الناس الذين يقابلوننا فيأخذون برءوسنا لتقبيلها، ثم قد يصافحون وقد لا يصافحون، والسنة أن تصافح، وأما تقبيل الرأس فإن كان لسبب كما أشرنا آنفاً فهذا مما جاءت به السنة كقدوم الغائب، وإن كان بغير سبب فإنه من الأمور المباحة، إذا كان الذي تقبل رأسه أهلاً لذلك، لكونه مصلحاً نافعاً للمسلمين بماله أو بعلمه، نعم .