طلب كلمة توجيهية للشباب الذي يقصر في طاعة الله ويترك الواجب ويقوم بالتفحيط ولعب الكرة وقت الصلوات .؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة شيخنا، أمتع الله بكم: ما نصيحتكم لكثير من الشباب الذين قصروا في طاعة الله، وكثيراً ما نرى في أوقات الصلوات بعض الشباب هداهم الله يلعبون الكرة ويفحطون بالسيارات، فيعرضون أنفسهم وغيرهم للهلاك، نرجو توجيه كلمة نافعة لمثل هؤلاء الشباب، نفع الله بكم وأمتع بكم؟
الشيخ : نصيحتي لهؤلاء الشباب ولغيرهم ممن يفرطون في ترك الواجب لأن الشباب ليس كل شيء يضيع من واجبات الدين يجعل على الشباب ، الشباب وغيرهم عندهم تضييع وتفريط في الواجب
فنصيحتي لإخواني المسلمين عموماً وللشباب الذين وصفت حالهم خصوصاً أن يتقوا الله عز وجل، وأن يعلموا أنما هذه الدنيا دار عمل وليست دار مقر، ومع هذا لا يدري الإنسان متى ينتقل عن هذه الدنيا، قد يصبح ولا يمسي، أو يمسي ولا يصبح، فالواجب أن المبادرة بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل وليبشر التائب أنه إذا تاب محا الله عنه ما سبق من الإثم مهما عظم، قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ )) وهذه أمهات المعاصي والعظائم: الشرك، وقتل النفس المحرمة بغير الحق، والزنا، يقول: (( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )).
فنصيحتي لنفسي أولاً ولإخواني المسلمين ثانياً المبادرة إلى التوبة قبل أن يحل الأجل، لأنه إذا حل الأجل لم تنفع التوبة، قال الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )) هذا ليس له توبة.
هذا كلام الله عز وجل والشاهد من الواقع قصة فرعون (( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ )) ماذا قال ؟ (( قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) فقيل له: (( آلْآنَ )) يعني: أتتوب الآن (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) .
فالحاصل أني أنصح إخواني أنصح نفسي أولاً وأتوب إلى الله مما صنعت، ثم إخواني ثانياً أن نبادر بالتوبة قبل أن يحل الأجل ثم لا تنفع التوبة، وما أعظم الندم في تلك اللحظة! ما من ميت يموت إلا ندم، إن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب، وإن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، كل ميت يندم: (( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا )) لا رجوع (( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) انتهى العمل.
أما الشباب الذين أنعم الله عليهم بالقوة الشبابية أنصحهم أن يستغلوا هذه القوة وهذا الشباب فيما يرضي الله عز وجل، وهم إذا مرنوا أنفسهم على الطاعة سهلت عليهم، بل شق عليهم فقدها، والكرة يمكن أن يلعبوها في وقت آخر، نحن لا نحرم عليهم الكرة إذا كانوا يلعبون من غير ترك واجب، ومن غير كلام المحرم، ومن غير كشف عورة، لما فيها من الراحة بعض الشيء وتقوية البدن، والإنسان لا يمكن أن يكون دائماً في جد، النفس تمل، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً ).