شخص يتبع منهج السلف وله حسنات كثيرة ولكنه يخالفهم في معاملة الحاكم فهل يخرج عن المنهج .؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ : ذكرتم في كلامكم عن السلفية قبل قليل، فإذا كان هناك رجل يظهر عليه اتباع السلف وعقيدته سليمة، وعنده من الحسنات الكثير، لكن خالف السلف في منهج معاملة الحاكم.
الشيخ : إيش؟
السائل : في منهج معاملة الحاكم ، فهل يخرج من السلفية ويبدع قد يكون متأولاً وقد يقول لي سلفي؟
الشيخ : لا شك أن من منهج السلف هو الصبر على أذى الحكام، والدعاء لهم، وإقامة الجُمع والأعياد معهم، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية: " من طريقة أهل السنة والجماعة إقامة الجُمع والأعياد والحج والجهاد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً ".
وكما كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة يعاملون الأمراء بما يقتضيه الحال من الدعاء لهم وسؤال الهداية، وعدم نشر معايبهم أمام الناس، وبذل النصح بقدر المستطاع، السكوت على الخطأ غلط، ونشر الخطأ غلط، والصواب بين هذا وهذا، كما هو في جميع الأشياء، الوسط هو خير: (( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً )).
السائل : ما يخرج من السلفية؟
الشيخ : مسألة أنه يخرج أو ما يخرج هذا شيء آخر، لكن الكلام على أن مذهب السلف هو الصبر على الأمراء والدعاء لهم، وعدم إثارة الناس عليهم، وتسكين الأمور، بل قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( اسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ).
السائل : ...
الشيخ : هو خرج عن مذهب السلف في هذا، في هذه المسألة خرج عن مذهب السلف، لكن قد يكون على مذهب السلف من وجه آخر، لكن هذه المسألة من أخطر ما يكون على العامة وعلى ولاة الأمور وعلى الجميع، لأن الناس إذا شحنت قلوبهم ببغض ولاة الأمر فسدوا وصاروا يتمردون على أمره ويخالفونه، ويرون الحسنة منه سيئة، وينشرون السيئات ويخفون الحسنات، وإذا زيد على ذلك التقليل من شأن العلماء فسد الدين أيضاً، ففي فساد الناس على الأمراء اختلال للأمن، وفي فساد الناس على العلماء اختلال الشريعة، لأن الناس إذا لم يثقوا بعلمائهم في شريعة الله فبمن يثقون بالجهال؟ أو كل واحد من الناس يركب رأسه ويفتي نفسه؟ لا يستقيم هذا.