تغيير لون اللحية بالسواد هل هو من المسائل التي يوالى ويعادى عليها.؟ حفظ
السائل : شيخ أحسن الله إليكم: بالنسبة لمسألة تغيير شعر اللحية بالسواد.
الشيخ : نعم.
السائل : إذا وجد داعية ذو قدم راسخة في العلم يغير هذا بالسواد، فهل يكون الخلاف معه خلاف ينبني عليه ولاء وبراء أو مثلاً يعني منكر بناء على راجح القول أنه لا يجوز تغييرها بالسواد، أو أن أنه له وجه ويعذر ومثلها مثل المسائل الخلافية يا شيخ؟
الشيخ : الواجب على الإنسان أن يجعل ولاءه وبراءه مبنياً على دليل من الشرع لا على هواه، فإذا قُدّر أن أحداً من الناس خالفه بمقتضى الدليل عنده فإنه لا يجوز له أن يتبرأ منه أو أن يعاديه، أرأيت لو أن إنساناً صلى بعد أن أكل لحم إبل ولم يتوضأ، هذه عند من يرى وجوب الوضوء من لحم الإبل كبيرة من كبائر الذنوب أن يصلي بلا وضوء، فهل إذا رأينا شخصاً يقول: لم يتبين لي وجوب الوضوء من لحم الإبل، فأنا أصلي ولا أتوضأ منه، هل نقول: يجب أن نعاديه؟ الجواب: لا، بل ولا يجوز أن نعاديه، ولا أن نحمل عليه حقداً، كذلك أيضاً لو رأينا شخصاً يرى أن صبغ اللحية بالسواد لا بأس به فإننا لا نعاديه، لكنا نناقشه حتى يصل كل منا إلى الحق، فإن لم يتبين له الحق وعلمنا أن الرجل صادق في طلب الحق لكنه لم يتبين له فإننا لا نعاديه.
أما لو علمنا أن الرجل مصر على رأيه وهواه وقال: نعم هذا الحديث يدل على تحريم السواد لكن أنا اعتدت هذا، ولا أريد أن أتحول عنه، فهذا يكون قد عصى الله على بصيرة، ولا مانع من أن نهجره إذا كان في هجره مصلحة، نعم.