ما حكم الإمام الذي يمشي قليلا بعد تكبيرة الإحرام وصارت له عادة.؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ هناك إمام ما أدري مرض أو علة لا أعلم، دائماً في الصلاة إذا كبر للصلاة وجاءت التكبيرة يتقدم يمشي خطوتين ثلاث خطوات، وأصبحت عادة عنده حتى أن جماعة المسجد الذي يصلي فيه لا ينكرون عليه ذلك، لكن لما يأتي إنسان غريب أو إنسان يصلي معه فعلا يلاحظ أنه يمشي أحيانًا ما يعادل نصف الصف وهو إمام فما أدري ..؟
الشيخ : ثم يرجع وإلا يبقى؟
السائل : لا، يبقى مكانه.
الشيخ : طيب والركعة الثانية يتقدم بعد؟
السائل : يرجع شوي، كل شوي يرجع ويتقدم، شوي بس، لكن التكبيرة الأولى تلاحظ جدًّا إنه يمشي.
الشيخ : على كل حال إذا كان هذا شيئًا بغير اختياره فهو معذور، لأن بعض الناس قد يكون معه شيء من الدوخة فيتماسك لكن لا بد أن يتقدم عند هذا.
وإن كان باختياره فإنه ينهى عنه، لأن هذه حركة في الصلاة بدون حاجة، وكل حركة في الصلاة بدون حاجة فإنها مكروهة، عرفت وهنا يحسن بنا أن نبين أقسام الحركات في الصلاة.
أقسام الحركات في الصلاة خمسة: حركة واجبة، وحركة محرمة، وحركة جائزة، وحركة مكروهة، وحركة مستحبة.
الحركة الواجبة: هي التي يتوقف عليها صحة الصلاة، هذا ضابط الحركة الواجبة هي التي يتوقف عليها صحة الصلاة، نأتي لها بمثالين:
المثال الأول: إنسان تذكر أن في غترته نجاسة وهو يصلي، يجب عليه الآن أن يتحرك لإيش؟ لخلع الغترة يخلعها ويبقى في صلاته.
المثال الثاني: رجل يصلي إلى غير القبلة، فجاءه عالم بالقبلة قال: القبلة على يمينك، فهنا يجب عليه ايش؟ أن ينحرف إلى القبلة، ولكل واحدة من هاتين المسألتين دليل.
أما المسألة الأولى: فدليلها ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي في نعليه وفيهما قذر لم يعلم به، فجاءه جبريل فأخبره بذلك، فخلع نعليه ومضى في صلاته ).
وأما الثانية: ( فإن أهل قباء كانوا يصلون صلاة الفجر إلى جهة بيت المقدس، مكة وراءهم فجاءهم آت فقال لهم: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنزل عليه قرآن، وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، فانحرفوا وهم يصلون ، هذه الحركة واجبة.
والحركة المستحبة: هي التي يتوقف عليها فعل مستحب هذا ضابطها، التي يتوقف عليها فعل مستحب.
مثال ذلك: انفتحت فرجة أمامك في الصف، وسد الفرج؟ سنة، تقدمت لهذه الفرجة، هذه حركة، هذه حركة مستحبة، وكذلك تقارب الصف، فصار بينك وبين جارك فرجة فقربت منها هذا أيضاً تقارب مستحب، كذلك تقدمت على الصف قليلًا أو تأخرت إذا قلنا بعدم وجوب التسوية هذه حركة مستحبة.
الحركة المحرمة: هي الحركة التي تنافي الصلاة، يعني: أنها كثيرة بحيث يقول من رآك تتحرك: إنك لست في صلاة، هذه محرمة، وضابطها أن تكون كثيرة متوالية.
الحركة المكروهة: هي الحركة القليلة بلا حاجة، مثل ما يحصل من بعض الناس عبث يعبث في قلمه في ساعته في عقاله في مشلحه بدون حاجة، هذه مكروهة.
الحركة الجائزة: هي الحركة اليسيرة إذا كانت لحاجة، أو الحركة الكثيرة إذا كانت لضرورة، انتبه!.
مثال الحركة اليسيرة للحاجة: إنسان يشق عليه أن يصلي على الأرض مباشرة لأنها حارة، أو لأن فيها شوكاً، أو فيها حصىً يؤلم جبهته، فصار يتحرك، يضع المنديل يسجد عليه، هذه حركة جائزة وإلا لا؟ جائزة لأنها لحاجة، لكنها يسيرة، والمنديل ينبغي أن يكون واسعاً بحيث يتسع لكفيه وجبهته، هذا هو الأحسن، لماذا؟ لأنه لو كان للجبهة فقط صار فيه نوع مشابه للرافضة الذين يسجدون على حصىً معين، أو على حجر معين، فالعلماء قالوا: يكره أن يخص جبهته بما يسجد عليه، لأن هذا فعل الرافضة، لكن على كل حال إذا لم يكن معه إلا منديل صغير لا يتسع إلا للجبهة وهو محتاج إلى أن يسجد عليه فلا بأس هذه حركة يسيرة لحاجة.
حركة كثيرة لحاجة تصلي فهاجمك سبع هاجمك تحتاج إلى عملية كثيرة لا بأس تدافعه وتمضي في صلاتك لقوله تعالى: (( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً )) يعني: إن خفتم على أنفسكم فصلوا رجالاً يعني: على أرجلكم، ولو كنت تهرب، أو ركباناً.
هذه أقسام الحركات في الصلاة، فاحرص على أن تخشع جوارحك وأن يخشع قلبك حتى تكون صلاتك تامة، وقد امتدح الله الذين هم في صلاتهم خاشعون.