ما حكم من يبغض الملتزمين ودعاة الحق ؟ حفظ
السائل : ما حكم من يبغض الشباب الملتزمين ويعاديهم ويقول: هم شر البلد؟ هل يدخل تحت: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول ولو عَمِل به؟
الشيخ : نعم الذي يبغض الملتزمين ودعاةَ الحق من أجل قيامهم بشريعة الله أو دعائهم إلى الحق فهذا يُخشى أن يكون كالذين قال الله فيهم: (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ )) ويكون كارهاً لشريعة الله.
وأما الذي يكره الشخص لنفسه، لما هو علشان ملتزم، فهذا لا يدخل في الآية.
فإن قال قائل: ما الفرق؟ قلنا: الفرق عظيم، لأن مَن كَرِهَه لالتزامه فقد كَرِهَه لدينه، ومَن كَرِهَه كراهةً شخصية فليس لدينه.
وأنا أضرب لكم مثلاً: بعض الناس مثلا إذا رأى الشاب قد رفع ثوبه إلى نصف الساق كَرِهَه، لكن لو رأى أحد مشايخنا الكبار قد رفع ثوبه إلى منتصف الساق هل يكره الشيخَ؟ لا، إذن كراهتُه للشاب ما هو علشان إنه التزم، لكن بعض الناس يكره هذا الشخص إذا رآه ملتزماً ولا يكره مثله إذا كان له قيمته في المجتمع، وهذه المسألة دقيقة جداً جداً.
فيجب أن نقول لهذا الرجل: هل كرهتَه لكراهة ما قام به من السنة، أو كراهة شخصية؟ إذا قال بالأول، قلنا: هذه كراهةٌ لما أنزل الله، والله سبحانه وتعالى يقول: (( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )).
وإن قال: سواء فعل هذا أو لم يفعل هذا أنا أكره هذا الرجل، أو أظن أنه متزمِّت فأكرهُه لتزمُّتِه، فهذا لا يكفر، ولا يكون كالأول. نعم
وأظن الموعد اللي بيننا وبينكم ... نعم.