هل يشترط للثواب على العمل أن يحتسب الأجر على الله ؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، هل يلزم حضور النية لأجر العمل عند أدائه؟
الشيخ : نعم هذا سؤال مهم، يقول معلومٌ أن العمل لا يكون إلا بنية، صح وإلا لا؟ ما في عمل إلا بنية، قال بعض العلماء: لو كَلَّفَنا الله أن نعمل عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يُطاق.
أنتم حينما جئتم إلى هذا المكان جئتم بنية وإلا بغير نية؟ بنية، كل إنسان عاقل ما يعمل عملاً إلا بنية، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات ) .
لكن بقي هل يُشْتَرط للثواب على العمل أن يحتسب الأجر على الله -وهذا سؤال الأخ- أو يحصل له الأجر وإن لم يحتسب؟ نقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( من صام رمضان ) ايش؟ ( إيماناً واحتساباً ) -ولم يقل: إيماناً فقط، قال: ( إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه ) واحتساب الأجر له أثر عظيم على إحسان العمل -انتبه يا أخ- احتساب الأجر له أثر عظيم على إحسان العمل، لأنك إذا علمتَ أنك كما تدين تُدان، وكما تعمل تُجازى، وأن الجزاء على قدر العمل، سوف تحسن العمل، أليس كذلك؟ أما إذا شعرت بأنك إذا أديت العمل برئت ذمتك فقط، ولم تعاقب عليه، فهذا ناقص.
لهذا أحث نفسي وإياكم على استحضار هذا المعنى، أنك إذا عملتَ العمل تحتسب أجره على الله تحتسب أجره على الله ، نقول مثال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من أسبغ الوضوء وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فُتِّحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل مِن أيتها شاء ) وزاد الترمذي: ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) أريد من نفسي وإياكم أن نستحضر أننا إذا فعلنا ذلك فتحت لنا أبواب الجنة حتى نحرص على إسباغ الوضوء، ونحرص على قول كلمة التوحيد بعد الفراغ من الوضوء.
فهذه مسألة ينبغي أن نتفطن لها، وهي: احتساب الأجر من الله على هذا العمل. طيب بعده