هل الوهابية أقرب إلى السنة ؟ تنبيه حول تسمية الوهابية ، وتكلم الشيخ على التدين بمذهب . حفظ
السائل : ... أستاذ إذا سمحت سيدنا الشيخ بالنسبة للصوفية ... أنا سامع التعبير أنه لا صوفية في الإسلام، وطبعًا فيه قول قرأته أنه الصوفية وكذا عن الديانة اليهودية وقول عن الرهبنة في المسيحية، بدى أسأل مدى حكمكم على الوهابية اللي تحرم الصوفية والأولياء والمزارات وها الشغلات هاي، وتأخذ بالسنة كما يعني نقرأ عنها في السنة الصحيحة، هل هي أقرب شيء إلى السنة الصحيحة؟
الشيخ : بس بفهم منك كلمة قبل ما أجاوبك أنه الأولياء، بينكروا الأولياء يعني؟
السائل : ... مش ينكروا، هم لا يعتقدوا ...
سائل آخر : ... من زيارة ... والله هي لحتى ما أفهم أنا أو غيري ... .
سائل آخر : لا يؤمنوا بزيارة الأولياء يعنى مثل ما في مصر السيد البدوي والسيدة زينب والسيد الحسين ومش عارف ايه هاي الزيارات والتبرك فيها ما بيؤمنوا فيها، أو يحرموها حتى، ولكن يمشوا على السنة اللي بيفهموها بأنه الصلاة والصيام ... والحج الشغلات الرئيسية في الإسلام، طبعًا الصوفية ما بيعترفوا فيها هل هي أقرب شيء إلى
الشيخ : بلا شك أنا بريد قبل ما أجاوبك أني ألفت نظرك ونظر الإخوان: فيه ناس بيقولوا عن أنفسهم: نحن صوفيون، لكن لا يوجد ناس يقولون عن أنفسهم نحن وهابيون، وحينئذ لا ينبغي نحن أن ننبز ناسًا من الناس بلقبٍ هم لا يتبَنَّوْنه، إذا قلت: للشيعي أنت شيعي، بيقول لك ... إذا قلت للشيوعي: أنت شيوعي ما بينكر، إذا قلت للصوفي: أنت صوفي بيقول لك: نعم أنا صوفي، لكن لا يوجد على وجه الأرض من يقول: أنا وهابي، هذه حقيقة تأْريخية يجب أن نكون منها على بينة، بعد ذلك أجيب عن سؤالك بعد هذا التنبيه: الناس اللي بيقولوا عنهم - من لا يعرفون حقيقة أولئك الناس - وهابية، هؤلاء يقولون عنهم ما لا يعتقدون، مثلًا أنت آنفا نقلَت بأنهم ينكرون زيارة الأولياء، ما ينكرون زيارة الأولياء، ما ينكرون زيارة المؤمنين كافَّةً، لكن ينكرون ما يقع من بعض الجهلة عند زيارة القبور، والحقيقة أنه هذا خطأ - ولا مؤاخذة - أنت قد تكون ناقلًا، وناقل الكافر ليس بكافر، وناقل الخطأ ليس بمخطئ، لكن هذا الخطأ مسطور يعني - قرأناه في عديد من الرسائل - أنه هدول اللي بيقولوا الناس عنهم وهابية بينكروا زيارة القبور، لعلكم جميعًا تعرفون أنَّه هؤلاء الناس الذين لا يقولون عن أنفسهم نحن وهابيون، وإنما الناس هم الذين يقولون عنهم وهابية، هم لا يعود تاريخهم إلى أكثر من ميتين سنة لأنه أتباع محمد بن عبد الوهاب، هذا الذى يقوله محمد بن عبد الوهاب وجماعته إلى اليوم معروفين بالنجديين أو السعوديين هؤلاء وُجِدُوا بعد ابن تيمية بنحو في تقريبا أربعمية سنة خمسمية سنة، فابن تيمية يقول بقولهم وبالمعنى الأدَقّ هم يقولون بقول ابن تيمية، فهل ابن تيمية وهابي وهو وجد قبل محمد بن عبد الوهاب بتلات أربع قرون؟ طبعًا لا.
السائل : هو أساس هو مؤسس المذهب عندهم، هم ما ... الوهابية عندهم لكن تعاليمه مشيت لحد الآن على أساس أنها هي السنة الصحيحة بعتقدوا هيك أنه هي السنة الصحيحة.
الشيخ : صحيح لكنا بنعرف لكن
السائل : أما هي التسمية مش واردة التسمية وهو فعلًا كما تفضلت مأخوذ عن بن تيمية.
الشيخ : ... أي أنا بعتقد أنّ الوهابية يختلفون عن سائر المسلمين في شيء - نحن ... بنساير الناس في الاسم، أما نحن ما نعتقد هذه الكلمة، لأن الحقيقة يقول قائلهم:
" إن كـان تـابـع أحمـدٍ متـوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي "
هذا على وِزان ما روى عن الإمام الشافعي حين قال:
" إن كان رِفضاً حبُّ آل محمد *** فأنا ايش؟ فأنا ... بأني رافضي "
السائل : فأنا المقر
الشيخ : ما فيكم شاعر يصحح لنا الوزن هذا
" إن كان رِفضاً حبُّ آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي "
فهو اقتبس منه فقال:
" إن كـان تـابـعُ أحمـدٍ مُتـَوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي "
الجماعة النجديين هدول هاللي بيقولوا عنه وهابية يلتقون مع المسلمين في أصول التمذهب، كما أنه غالب المسلمين اليوم إما حنفية أو مالكية أو شافعية أو حنابلة، النجدين هدول حنابلة، فهم كسائر المسلمين تمامًا في التمذهب، يختلفون عن سائر المسلمين في ناحية هامة جدًّا وهى فهمٌ التوحيد فهمًا صحيحًا، فهمٌ لكلمة ( لا إله إلا الله ) فهمًا منجيًا لقائله من الخلود في النار يوم الله، لأنه قد جاء في القرآن الكريم كما نعلم جميعًا: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ( أن يُشرَك به ) اليوم أكثر المسلمين لا يعرفون أنواع الشرك التي تُخِلُّ بعقيدة ( لا إله إلا الله )، بخلاف النجديين فقد درسوا هذه العقيدة دراسة دقيقة جدًّا، الأطفال الصغار منهم يعرفون هذه العقيدة ما بأحسن ما يعرف من الكبراء منا، فهم الحقيقة في مسألة التوحيد قدوة للناس جميعًا، لكن من الناحية المذهبية هم مذهبيون، نحن نلتقى معهم في التوحيد نختلف عنهم في التمذهب، فنحن لا نرى أنه يجوز للمسلم أن يتدَيَّن وأن يتقَرَّب الى الله بالتمسك بمذهب إمام من أئمة المسلمين، لسببين اثنين: الأول: أن هذا التدَيُّن - وأنا لا أقول التقليد فأرجو الانتباه - أنا لا أقول: لا أرى التقليد، بل أرى التقليد أحيانًا ضرورة لكبار العلماء، لكني أقول - وأكرر ما أقول - لا نرى التدين بالتقليد، أي: أن ينشأ الإنسان ما يعرف مِن دينه إلا مذهبه، ومذهبه وش هو؟ مذهب أبوه، لا فرق إن كان سنِّيًّا أو شيعِيًّا أو زيديًّا أو قاديانيًّا أو أو إلى آخره، هذا التدين بالتقليد لا نراه، لأن الله عز وجل ذمَّ المشركين على تقليدهم لآبائهم، لكننا نوجب على كل مسلم ما أوجبه الله تبارك وتعالى إن كان عالـمًا أن يأخذ من الكتاب والسنة، وإن كان غير عالم أن يستفيد من العلماء جميعًا وليس من عالم واحد، أنا حنفي، حتى لعله من المعروف لديكم أنه هذا الجو مش ... بيعيشه، حتى الخاصة من المشايخ، يأتي العامي بيسأل أحد المشايخ عن مسألة بيقولوا: أنت شو مذهبك؟ يقول له: حنفي، بيفتيه على المذهب الحنفي، شافعي بيفتيه على المذهب الشافعي، هذا إن كان دارس المذاهب، وإلا بيفتيه على مذهبه بدون ما يقول له أنت شو مذهبك، لأنه ما بيعرف المذاهب، بينما واجب العالم أنه يفتيه بما قال الله وقال رسول الله، فهنا في بحث وبحوث طويلة أنه طيب الأئمة من أين أخدوا؟ صحيح أخدوا مِن كتاب الله من حديث رسول الله، ولكن هل كلُّ إمام وكلُّ ما أخذَه هذا الإمام من الكتاب والسنة صواب؟ إذًا تعددت الصوابات وتناقضت الأحكام الشرعية.
ولعله المثال المعروف اليوم: واحد جاء لمس يد امرأة انتقض وضوئه ولَّا لا؟ في المسألة قولان بل ثلاثة أقوال: انتقض، وما انتقض، انتقض إن كان بشهوة وما انتقض إذا كان بغير شهوة، في قول تالت إن كان، آا ذاك في خروج الدم، هوني في ... قولين بس إن كان لمس بشهوة نقض وإلا فلا، والقول الثاني ما ينقض مطلقًا، أما خروج الدم فيه تلات أقوال: ينقض مطلقًا سواءٌ كان كثيرًا أو قليلًا وهذا مذهب الحنفية، مذهب الشافعي: لا ينقض مطلقًا سواء كان قليلًا أو كثيرًا، مذهب الحنابلة: إن كان كثيرًا نقض وإن كان قليلًا لم ينقض، هذه أقوال أئمة بلا شك قالوها باجتهاد وهم مأجورون على كل حال، لكن هل هذه الأقوال التلاتة المتناقضة ممكن أن تكون وحي من السماء؟ هذا مستحيل، لأن الله عز وجل مما وصف به كتابه تبارك وتعالى بقوله: (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا )) فوجود الاختلاف الكثير في المسألة الواحدة دليل أنه هذا الاختلاف ليس من الله عز وجل إذًا من أين هذا الاختلاف؟ اجتهاد من أئمة، فمن أصاب منهم له أجران، ومن أخطأ له أجر واحد، لذلك نحن ما نرى أنه الانسان يتدَين بتقليد مذهب، لأنه بيجوز يكون المذهب التاني في مسألةٍ ما أصح من المذهب اللي هو عاش عليه، فجماعة النجديين هؤلاء الذين يقال عنهم وهابيين هم في العقيدة لا يؤخذ عليهم شيء أبدًا، لكن من حيث التمذهب فهم كسائر المسلمين، إلا طبعًا أفراد كما هو في كل المذاهب، علماء فحول يدرسون الشريعة على ضوء الكتاب والسنة، ويفتون بما يعلمون من الكتاب والسنة، فهؤلاء قلة هنا وهناك وفي كل البلاد، لكن كأمة، أو كشعب - بمعنى أصح لغةً - الشعب النجدي حنبلي، والشعب ال مثلًا تركي حنفي، والشعب المغربي مالكي، والشعب السوري والأردني والمصري حنفي وشافعي يعني هيك وهيك إلى آخره، لكن هدول الجماعة النجديين يُتَقَوَّل عليهم كثيرًا بسبب أنه عقيدتهم في الواقع على الكتاب والسنة، وبيخالفوا العلماء المسلمين آنيًّا في كثير من المسائل منها ما سبق ذكره آنفًا عرضًا، فهم لا يأخذون بأنَّ الله عز وجلّ يكلف عباده ما لا يطيقون لأنه هذا نص القرآن الكريم، لا يقولون يجوز على الله أنه يعذب الطائع ويثيب العاصي مع أن هذا يقولُه كثير من علماء الكلام، ما أدرى إذا كنت أجبتك عن سؤالك؟