متى يجوز إنكار المنكر علانية ؟ حفظ
السائل : متى يجوز إنكار المنكرات علنياً؟
الشيخ : إيش؟
السائل : متى يجوز إنكار المنكر علنياً؟
الشيخ : علانية؟
السائل : متى يجوز؟
الشيخ : إنكار المنكر واجب، والمنكر إذا فُعِل ظاهراً فإنه يُنْكَر عليه ظاهراً، يعني لو رأينا إنساناً يفعل معصية أمامنا فإننا ننكر عليه، لكن يجب استعمال الحكمة، قد لا يكون من المصلحة أن أنكر عليه ظاهراً، وأن ذلك يسبب نفور هذا الرجل وعدم قبوله، أو قد يكون هذا الرجل من المسئولين، فإذا أنكرت عليه ظاهراً لم يقبل، أو ربما يكون لأمور أُخَر.
المهم على كل حال: ما فُعل من المنكر ظاهراً فالواجب الإنكار عليه ظاهراً، لكن قد يعْرِض مصلحة أكبر من الإنكار ظاهراً، والواجب اتباع المصلحة.
وأما الإنكار على فاعل المنكر غائبًا فهذا لا يجوز، لأن ذلك غِيبة له في الواقع، مثل: رجل عرفتَ أنه زنا والعياذ بالله، وهو ليس بحاضر حتى تنكر عليه غائب، إنكارك عليه معناه: غيبتك إياه، والغيبة من كبائر الذنوب، لا يحل للإنسان أن يغتاب أخاه، فضلاً عمَّا إذا كان اغتيابه يترتب عليه شر كبير، كاغتياب العلماء، واغتياب الأمراء، فإن في ذلك مفسدة عظيمة، لأن اغتياب العلماء يحط من قدرهم، ومن قدر ما بلَّغوه من شريعة الله، واغتياب الأمراء يحط من قدرهم ومن هيبتهم بين الناس، فتضيع يضيع الأمن، وتختل الجماعة.
ولهذا من الخطأ ما يتناقله الناس من هذه الأوراق التي تأتي من الخارج في القدح في ولاة الأمور، وربما يكون كذباً أيضاً، فإن هذا من الغيبة، ومن التعاون على الإثم والعدوان، والموزِّع لها آثمٌ فاعل كبيرة، مع أن هذا ليس كما لو اغتاب واحداً من الشارع، هذا يؤدي إلى أن تتحمل القلوب من بغضاء ولاة الأمور والحقد عليهم ما يوجب تفرُّق الأمة في المستقبل، ويوجب شروراً كثيرة.
لهذا ننهى إخواننا - لله نصيحةً لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم- أن يتناقلوا مثل هذه الأوراق، بل يحرقوها ولا ينشروها بين الناس، ومن أراد النصيحة فالواجب أن يصل إلى المنصوح عن طريق محدد معين تحصل به الكفاية. نعم