تفسير قوله تعالى : " كذبت ثمود بطغواها ..... " من سورة الشمس . حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهذا هو اللقاء الرابع والسبعون من اللقاءات التي تتم في كل يوم خميس وهذا هو الخميس الرابع والعشرون من شهر ربيع الثاني عام 1415 في هذا اللقاء نكمل تفسير سورة (( وّالشَّمْسِ وَضُحَاهَا )) حيث وصلنا إلى قول الله تبارك وتعالى :
(( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا )) هكذا (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا )) قال تعالى : (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ )) ثمود اسم قبيلة ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام وديارهم في الحجر معروفة في طريق الناس .
هؤلاء كذبوا نبيهم صالحا ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأعطاه الله سبحانه وتعالى آية تدل على نبوته وهي الناقة العظيمة التي تشرب من البئر يوما وتسقيهم لبنا في اليوم الثاني .
وقد قال بعض العلماء : إنه كلما جاء إنسان وأعطاها من الماء بقدر أعطته من اللبن بقدره ولكن الذي يظهر من القرآن خلاف ذلك لقوله تعالى : (( لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )) فالناقة تشرب من البئر يوما ثم تدر اللبن في اليوم الثاني ولكن هل نفعتهم هذه الآية ؟ استمع إلى قول الله تعالى : (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا )) أي : بطغيانها وعتوها والباء هنا للسببية أو بسبب كونها طاغية كذبت الرسول (( إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا )) هذا بيان للطغيان الذي ذكره الله عز وجل وذلك حين انبعث أشقاها (( انْبَعَثَ )) يعني انطلق بسرعة و(( أَشْقَاهَا )) أي : أشقى ثمود يعني أعلاهم في الشقاء والعياذ بالله يريد أن يقضي على هذه الناقة فقال لهم صالح : (( نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا )) قال لهم ناقة أي ذروا ناقة الله لقوله تعالى في آية أخرى : (( فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ )) يعني اتركوا الناقة لا تقتلوها لا تتعرضوا لها بسوء ولكن كانت النتيجة بالعكس (( فَكَذَّبُوهُ )) أي : كذبوا صالحا وقالوا : إنك لست برسول وهكذا كل الرسل الذين أرسل إليهم كل الرسل الذين أرسلوا إلى أقوامهم يصمهم أقوامهم بالعيب كما قال الله تعالى : (( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ )) .
كل الرسل قيل لهم هذا ساحر أو مجنون كما قيل للرسول عليه الصلاة والسلام : إنه ساحر كذاب مجنون شاعر كاهن ولكن هل ألقاب السوء التي يلقبها الأعداء لأولياء الله هل تضرهم ؟ الجواب : لا تضرهم بل يزدادون بذلك رفعة عند الله سبحانه وتعالى وإذا احتسبوا الأجر أثيبوا على ذلك فيقول عز وجل : (( فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا )) أي : عقروا الناقة عقرا حصل به الهلاك قال تعالى : (( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا )) دمدم عليهم يعني : أطبق عليهم فأهلكهم كما تقول : دمدمت البئر أي أطبقت عليها التراب (( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ )) أي : بسبب ذنوبهم لأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون فالذنوب سبب للهلاك والدمار والفساد لقول الله تبارك وتعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) وقال تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً )) وقال الله تعالى يخاطب أشرف الخلق وخير القرون : (( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ )) .
فالإنسان يصاب بالمصائب من عند نفسه ولهذا قال : (( دَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ )) أي : بسبب ذنبهم (( فَسَوَّاهَا )) أي : عمها بالهلاك حتى لم يبق منهم أحد وأصبحوا في ديارهم جاثمين .
قال تعالى : (( وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا )) يعني أن الله تعالى لا يخاف من عاقبة هؤلاء الذين عذبهم ولا يخاف من تبعتهم لأن له الملك وبيده كل شيء بخلاف غيره من الملوك الملوك لو انتصروا على غيرهم أو عاقبوا غيرهم تجدهم في خوف يخشون أن تكون الكرة عليهم أما الله عز وجل فإنه (( لا يَخَافُ عُقْبَاهَا )) أي : لا يخاف عاقبة من عذبهم لأنه سبحانه وتعالى له الملك كله وله الحمد كله .
فسبحانه وتعالى ما أعظمه وما أجل سلطانه . ولنقف على آخر هذه السورة حتى نتفرغ للأسئلة ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لصواب الجواب .
أما بعد :
فهذا هو اللقاء الرابع والسبعون من اللقاءات التي تتم في كل يوم خميس وهذا هو الخميس الرابع والعشرون من شهر ربيع الثاني عام 1415 في هذا اللقاء نكمل تفسير سورة (( وّالشَّمْسِ وَضُحَاهَا )) حيث وصلنا إلى قول الله تبارك وتعالى :
(( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا )) هكذا (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا )) قال تعالى : (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ )) ثمود اسم قبيلة ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام وديارهم في الحجر معروفة في طريق الناس .
هؤلاء كذبوا نبيهم صالحا ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما قال الله تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأعطاه الله سبحانه وتعالى آية تدل على نبوته وهي الناقة العظيمة التي تشرب من البئر يوما وتسقيهم لبنا في اليوم الثاني .
وقد قال بعض العلماء : إنه كلما جاء إنسان وأعطاها من الماء بقدر أعطته من اللبن بقدره ولكن الذي يظهر من القرآن خلاف ذلك لقوله تعالى : (( لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )) فالناقة تشرب من البئر يوما ثم تدر اللبن في اليوم الثاني ولكن هل نفعتهم هذه الآية ؟ استمع إلى قول الله تعالى : (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا )) أي : بطغيانها وعتوها والباء هنا للسببية أو بسبب كونها طاغية كذبت الرسول (( إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا )) هذا بيان للطغيان الذي ذكره الله عز وجل وذلك حين انبعث أشقاها (( انْبَعَثَ )) يعني انطلق بسرعة و(( أَشْقَاهَا )) أي : أشقى ثمود يعني أعلاهم في الشقاء والعياذ بالله يريد أن يقضي على هذه الناقة فقال لهم صالح : (( نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا )) قال لهم ناقة أي ذروا ناقة الله لقوله تعالى في آية أخرى : (( فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ )) يعني اتركوا الناقة لا تقتلوها لا تتعرضوا لها بسوء ولكن كانت النتيجة بالعكس (( فَكَذَّبُوهُ )) أي : كذبوا صالحا وقالوا : إنك لست برسول وهكذا كل الرسل الذين أرسل إليهم كل الرسل الذين أرسلوا إلى أقوامهم يصمهم أقوامهم بالعيب كما قال الله تعالى : (( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ )) .
كل الرسل قيل لهم هذا ساحر أو مجنون كما قيل للرسول عليه الصلاة والسلام : إنه ساحر كذاب مجنون شاعر كاهن ولكن هل ألقاب السوء التي يلقبها الأعداء لأولياء الله هل تضرهم ؟ الجواب : لا تضرهم بل يزدادون بذلك رفعة عند الله سبحانه وتعالى وإذا احتسبوا الأجر أثيبوا على ذلك فيقول عز وجل : (( فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا )) أي : عقروا الناقة عقرا حصل به الهلاك قال تعالى : (( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا )) دمدم عليهم يعني : أطبق عليهم فأهلكهم كما تقول : دمدمت البئر أي أطبقت عليها التراب (( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ )) أي : بسبب ذنوبهم لأن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون فالذنوب سبب للهلاك والدمار والفساد لقول الله تبارك وتعالى : (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) وقال تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً )) وقال الله تعالى يخاطب أشرف الخلق وخير القرون : (( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ )) .
فالإنسان يصاب بالمصائب من عند نفسه ولهذا قال : (( دَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ )) أي : بسبب ذنبهم (( فَسَوَّاهَا )) أي : عمها بالهلاك حتى لم يبق منهم أحد وأصبحوا في ديارهم جاثمين .
قال تعالى : (( وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا )) يعني أن الله تعالى لا يخاف من عاقبة هؤلاء الذين عذبهم ولا يخاف من تبعتهم لأن له الملك وبيده كل شيء بخلاف غيره من الملوك الملوك لو انتصروا على غيرهم أو عاقبوا غيرهم تجدهم في خوف يخشون أن تكون الكرة عليهم أما الله عز وجل فإنه (( لا يَخَافُ عُقْبَاهَا )) أي : لا يخاف عاقبة من عذبهم لأنه سبحانه وتعالى له الملك كله وله الحمد كله .
فسبحانه وتعالى ما أعظمه وما أجل سلطانه . ولنقف على آخر هذه السورة حتى نتفرغ للأسئلة ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لصواب الجواب .