هل يجوز الحلف بغير الله ؟ حفظ
شو رأيك بمن يأتي إليه شخص ويطالبه بحقّ عليه، والحق هو في قرارة نفسه هو ما بيجحده لكن بدو يأكله، يقول له صاحب الحق: احلف بالله إنه أنا مالي عليك حق، بيحلف بالله كاذبًا، عندنا في الشام بيقول له - الواحد للتاني -: " تعال احلف عند السلوجى " ما بيحلف، هذا شو بيدلنا؟ هذا بيدلنا أنه هذا مش مؤمن بتوحيد الصفات، يعنى ربنا قال: (( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ )) فالذي ينبغي أن يُخشَى ويُخاف منه هو الله وحده لا شريك له، فما بالك هذا الـمَدِين الـمُنْكِر للحق الذى عليه يحلف بالله كاذبًا ولا يخافه، وإذا طلب منه يحلف بالسلوجي الموصوف عندنا ببَطَّاحِ الجمل عنده سلطة بيتصرف في الكون، بيبطح الجمال القوية، ما بيحلف، لأنه بيخاف أنه يجي بالليل يبطحه هو في فرشته، هذا معناه ما وَحَّد الله في الخوف مِن الله، لا يُخشَى إلا الله، وهذا له أمثلة وأمثلة كثيرة، فلنأت الآن بالمثال الواقعي
السائل : ... في عندنا النبي شعيب ... يقبلوش يحلفوا عند النبي شعيب، ممكن يحلف مثل ما تفضلت على القرآن ... أو يعمل ... عند شعيب ... .
الشيخ : ... المقام يعني كتير، هذا كله لإلقاء الرهبة في صدور الناس
السائل : هذا من الشرك؟
الشيخ : هذا من الشرك بلا شك، بس ... بارك الله فيك، هذا مش شرك في الربوبية أيوة ولا شرك في العبادة إنما هو شرك في الصفات، بدنا نجيب لك الآن مثال مزدوج الضلال فيه، أوَّلًا: شرك الصفات ومصيبة أخرى التبرك بهذا الشرك، أظن أنكم جميعًا تسمعون بالإمام البُوصِيري الذى له قصيدة في مدح الرسول عليه السلام " البردة " نعم، مما جاء في شعره في مدحه لنبيِّه عليه السلام قوله :
" فإنَّ مِن جودِك الدنيا وضَرَّتَها ***ومن علومِك علْمَ اللوح والقلم "
سمعتوا هذا بلا شك مو لأول مرة عم تسمعوه، لهذا بعد ما نعرف أنواع التوحيدات الثلاثة وما يقابلها من أنواع الشركيات الثلاثة، حينئذ نعرف أن هذا الكلام شرك في الصفات، ليه؟ لأن ربنا عز وجل في أكثر من آية يصف نفسه بأنه واحد في العلم بالغيب، فهو يقول: (( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ )) ويقول: (( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) نفي متبع بايش بالإثبات هذي بيفيد ايش؟ الحصر، (( لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) كيف هذا بيقول: من جودك الدنيا وضرتها - هاي بعدين بنعالجها - ومن علومك علم اللوح والقلم وفي الحديث الصحيح : ( أول ما خلق الله القلَم فقال له : اكتب، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) إذا كان الرسول يعلم ما هو كائن إلى يوم القيامة صار شريك مع الله في علمه الغيب، ونحن عم نقرأ في القرآن: (( لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) لكن ما وقف صاحبنا البوصيري عند هذا، بل قال: هذا بعضُ علمه عليه السلام، لأن هذه ( من ) تبعيضية عند النحويين، " فإنَّ مِن جودك الدنيا " ما قال: فإن جودك الدنيا وضرتها وعلمك علم اللوح، قال: فإنَّ مِن جودك الدنيا وضرَّتها ومِن علومك علم اللوح والقلم، هذا الشرك في الصفات ورفْع الرسول عليه السلام إلى مقام الإله في الصفة، في العلم بالغيب، وهذا كفر بالقرآن، فما بالك ونحن بنحط المشربية فيها ماء وبنقرأ عليها البردة هذي وفيها مثل هذا الشرك مشان نداوى فيها مرضانا، هذا بمرض المريض بزيادة، ما يشفي، لأن هذا طُرِح عليه روح الشرك والضلال لو كانوا يعلمون. ولذلك الحقيقة شرح التوحيد اللي هو مداره كله حول الكلمة الطيبة لذلك قال عليه السلام: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله )، فهذه الكلمة حينما تفهم فهمًا صحيحًا بهذه المعاني التلاتة المقابلة لمعاني تلاتة أخرى، هذا الذي تشمله الأحاديث المبشرة والمرغبة على القول بالكلمة الطيبة كمثل قوله عليه السلام: ( من قال لا إله الا الله دخل الجنة )، قال: لا إله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله دخل النار مش الجنة، قال: لا إله إلا الله بالمفهوم الصحيح للعبادة والألوهية والربوبية مع منافاته وابتعاده عن الشركيات والوثنيات، وخلينا هلَّا ندخل كمان بواقع تاني - وإن كان دون الأول - الأول شرك صريح، شو رأيكم عالمنا الإسلامي اليوم؟ يحلفون الكبير والصغير بغير الله عز وجل مع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( من حلف بغير الله فقد أشرك )،كم وكم من الناس هذا بيحلف براسه وهذا بيحلف بشواربه - ويمكن ماله شوارب - و و إلى آخره هذه كله شركيات، لا يأبهون لها إطلاقًا ليه؟ ما في مذكر، الناس في غفلة يعنى أحسن منها غفلة أهل الكهف ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعًا لماذا؟ ما في مذكر ما في معلم خاصة حول ما يتعلق بالتوحيد، فمثل الحلف بغير الله هذا يجب على المسلمين ينتهوا منه، ما يحلفون إلا بالله لأنه الأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه - شوفوا السلف كيف فهمهم قال : " لأن أحْلِفَ بالله كاذبًا أحبُّ إلِيَّ مِن أن أحلِفَ بغير الله صادقًا " تـُرى ما معنى هذا الكلام؟ الكذِب هو كبيرة من الكبائر، الكذب بصورة عامة، لكن هو يحلف كاذبًا بالله هذا أكبر وأكبر، مع ذلك يقول : " لأَن أحلِفَ بالله كاذبًا أحبُّ إِلَيَّ من أن أحلف بغير الله صادقًا " اللى بيفهم التوحيد بالمعنى الصح السابق بيانُه يسهل عليه فهم هذه الكلمة السلفية كلمة صدرت من عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، لأن الحلف بغير الله صادق شرك، أما الحلف بالله كاذبًا فهو كبيرة معصية يعنى، لذلك دار الأمر عنده بين أن يحلف بالله كاذبًا وبين أن يحلف بغير الله صادقًا، ... الحلف بالله كاذبًا أهون عنده من أن يحلف بغير الله صادقًا، ذلك لأنه شرك وقد قال عليه السلام: ( من حلف بغير الله فقد أشرك )، فيه من هذا النوع أيضًا أشياء كثيرة - بس ما أدرى إذا كان يستعمل عندكم مثله؟ ربما لأن البلاد قريبة بعضها من بعض - وأنا لسه ما تعودت على اللهجة الأردنية هنا، عندنا في بلادنا بيقول للواحد بعد ما بكلفه بعمل و ... أحدهما عن التاني بيقوله: " ترى ما لي غير الله وأنت " ما لي غير الله وأنت فيه عنكم هيك تعبير أنتم؟
الطالب : " أعتمد على الله وعليك "
الشيخ : آه هاي كمان موجودة عندنا، إي هذا كله من نوع الشرك، جاء في الحديث الصحيح أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم خطب في الصحابة يومًا فقام رجل من الصحابة فقال: ما شاء الله وشئت يا رسول الله، قال: ( أجعلتنى لله ندًّا؟ قل ما شاء اللهُ وحده ) لكن أنا ما بستغرب أنه اليوم أنه نقول نحنا: ما شاء الله وشاء فلان وما يقول ما شاء الله وحده، أو كما في الرواية الأخرى بيقول ما شاء الله وشاء فلان ما بيقول ما شاء الله ثم شاء فلان، لأنه نحن عرب اسمًا لكن أعاجم فعلًا، بعد عرفنا لغتنا العربية الأصيلة نسيناها، مين من عامة الناس بيفرق بين ما شاء الله وفلان بين ما شاء الله ثم فلان، أنه ثم هاى بتفيد يعني مرتبة تانية، أما الواو لمطلق الجمع، ولذلك أنكر الرسول عليه السلام على ذاك الرجل لَمَّا قال له: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال: ( أجعلتني لله ندًّا، قل ما شاء الله وحده ) في الرواية الأخرى: ( قل ما شاء الله ثم شئت )، في حديث آخر عجيب يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الصحابة يقول: يا رسول الله! رأيت البارحة في المنام بينما أنا أمشى في طريق من طرق المدينة، لقيت رجلًا من اليهود، فقلت له: يا فلان نِعْم القوم أنتم معشرَ يهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عزير ابن الله، بيقول الصحابي: فقال لي في المنام: ونِعْم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم تابع طريقه فلقى رجلًا من النصارى فقال له: نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عيسى ابن الله، فقال له النصراني: ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد. هذه رؤيا قال له: هل قصصتها على أحد؟ قال: لا، فصعِد الرسول عليه السلام المنبر وجمع الصحابة، قال: ( لقد كنت أسمع منكم كلمة تقولونها فأستحيي منكم، فلا يقولَنَّ أحدكم: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن ليقل: ما شاء الله وحده ). كل هذه الأشياء يا أخوانا داخلة ليس في شرك الربوبية ولا هو في شرك العبادة، وإنما هو شرك في الصفات ليه؟ عادةً الإنسان الفطري يحلِف بشيء حقير عنده ولّا بشيء جليل؟ لا شك بشيء جليل، المفروض أنه المسلم أجلّ شيء وأعظم شيء عنده هو الله تبارك وتعالى، فلَمَّا بيعرض عن الحلف به والاستعانة به إلى الحلف بعبد من عباد الله ليكن أبوه، يكون جده، شيخه، أستاذه، إلى آخره معناها عظَّمَ هذا المخلوق دون الخالق فأشرك في الصفة، هذي من دقائق ما يتعلق بعلم التوحيد وأكثر الناس غافلون، لذلك يُجمِع علماء المسلمين قاطبةً أنَّ الأنبياء والرسل أول ما بعثوا بعثوا (( أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) هذه آية في القرآن تعرفونها كلكم (( أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) نادر جدًّا جدًّا أن يتعرَّض ربنا عز وجل لمعالجة موضوع إثبات الرب كخالق يعنى، لأنَّ الناس بفطرتهم يؤمنون، ولذلك لا تجدون أهل الأرض كلّهم كالمشركين، يؤمنون بخالق لكن يشركون بقى في نوع من الشركيات التي ذكرنا آنفًا، ولذلك القرآن نادرًا جدًّا ما عالج موضوع إثبات كونه موجود وكونه خالق، لكن كثيرًا وكثيرًا جدًّا عالج ناحية توحيد العبادة، كمثل الآية السابقة (( أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُواالطَّاغُوتَ )) الطاغوت هو كل ما يُعبَد من دون الله والعبادات أنواع وأنواع كثيرة، وأرى أن نكتفي الآن، لأني أشعر بأنه بدأ النعاس يداعب بعض الأجفان، ولذا، وبدنا نصلي.
السائل : ... في عندنا النبي شعيب ... يقبلوش يحلفوا عند النبي شعيب، ممكن يحلف مثل ما تفضلت على القرآن ... أو يعمل ... عند شعيب ... .
الشيخ : ... المقام يعني كتير، هذا كله لإلقاء الرهبة في صدور الناس
السائل : هذا من الشرك؟
الشيخ : هذا من الشرك بلا شك، بس ... بارك الله فيك، هذا مش شرك في الربوبية أيوة ولا شرك في العبادة إنما هو شرك في الصفات، بدنا نجيب لك الآن مثال مزدوج الضلال فيه، أوَّلًا: شرك الصفات ومصيبة أخرى التبرك بهذا الشرك، أظن أنكم جميعًا تسمعون بالإمام البُوصِيري الذى له قصيدة في مدح الرسول عليه السلام " البردة " نعم، مما جاء في شعره في مدحه لنبيِّه عليه السلام قوله :
" فإنَّ مِن جودِك الدنيا وضَرَّتَها ***ومن علومِك علْمَ اللوح والقلم "
سمعتوا هذا بلا شك مو لأول مرة عم تسمعوه، لهذا بعد ما نعرف أنواع التوحيدات الثلاثة وما يقابلها من أنواع الشركيات الثلاثة، حينئذ نعرف أن هذا الكلام شرك في الصفات، ليه؟ لأن ربنا عز وجل في أكثر من آية يصف نفسه بأنه واحد في العلم بالغيب، فهو يقول: (( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ )) ويقول: (( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) نفي متبع بايش بالإثبات هذي بيفيد ايش؟ الحصر، (( لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) كيف هذا بيقول: من جودك الدنيا وضرتها - هاي بعدين بنعالجها - ومن علومك علم اللوح والقلم وفي الحديث الصحيح : ( أول ما خلق الله القلَم فقال له : اكتب، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) إذا كان الرسول يعلم ما هو كائن إلى يوم القيامة صار شريك مع الله في علمه الغيب، ونحن عم نقرأ في القرآن: (( لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) لكن ما وقف صاحبنا البوصيري عند هذا، بل قال: هذا بعضُ علمه عليه السلام، لأن هذه ( من ) تبعيضية عند النحويين، " فإنَّ مِن جودك الدنيا " ما قال: فإن جودك الدنيا وضرتها وعلمك علم اللوح، قال: فإنَّ مِن جودك الدنيا وضرَّتها ومِن علومك علم اللوح والقلم، هذا الشرك في الصفات ورفْع الرسول عليه السلام إلى مقام الإله في الصفة، في العلم بالغيب، وهذا كفر بالقرآن، فما بالك ونحن بنحط المشربية فيها ماء وبنقرأ عليها البردة هذي وفيها مثل هذا الشرك مشان نداوى فيها مرضانا، هذا بمرض المريض بزيادة، ما يشفي، لأن هذا طُرِح عليه روح الشرك والضلال لو كانوا يعلمون. ولذلك الحقيقة شرح التوحيد اللي هو مداره كله حول الكلمة الطيبة لذلك قال عليه السلام: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله )، فهذه الكلمة حينما تفهم فهمًا صحيحًا بهذه المعاني التلاتة المقابلة لمعاني تلاتة أخرى، هذا الذي تشمله الأحاديث المبشرة والمرغبة على القول بالكلمة الطيبة كمثل قوله عليه السلام: ( من قال لا إله الا الله دخل الجنة )، قال: لا إله إلا الله بمعنى لا رب إلا الله دخل النار مش الجنة، قال: لا إله إلا الله بالمفهوم الصحيح للعبادة والألوهية والربوبية مع منافاته وابتعاده عن الشركيات والوثنيات، وخلينا هلَّا ندخل كمان بواقع تاني - وإن كان دون الأول - الأول شرك صريح، شو رأيكم عالمنا الإسلامي اليوم؟ يحلفون الكبير والصغير بغير الله عز وجل مع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( من حلف بغير الله فقد أشرك )،كم وكم من الناس هذا بيحلف براسه وهذا بيحلف بشواربه - ويمكن ماله شوارب - و و إلى آخره هذه كله شركيات، لا يأبهون لها إطلاقًا ليه؟ ما في مذكر، الناس في غفلة يعنى أحسن منها غفلة أهل الكهف ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعًا لماذا؟ ما في مذكر ما في معلم خاصة حول ما يتعلق بالتوحيد، فمثل الحلف بغير الله هذا يجب على المسلمين ينتهوا منه، ما يحلفون إلا بالله لأنه الأمر كما قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه - شوفوا السلف كيف فهمهم قال : " لأن أحْلِفَ بالله كاذبًا أحبُّ إلِيَّ مِن أن أحلِفَ بغير الله صادقًا " تـُرى ما معنى هذا الكلام؟ الكذِب هو كبيرة من الكبائر، الكذب بصورة عامة، لكن هو يحلف كاذبًا بالله هذا أكبر وأكبر، مع ذلك يقول : " لأَن أحلِفَ بالله كاذبًا أحبُّ إِلَيَّ من أن أحلف بغير الله صادقًا " اللى بيفهم التوحيد بالمعنى الصح السابق بيانُه يسهل عليه فهم هذه الكلمة السلفية كلمة صدرت من عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، لأن الحلف بغير الله صادق شرك، أما الحلف بالله كاذبًا فهو كبيرة معصية يعنى، لذلك دار الأمر عنده بين أن يحلف بالله كاذبًا وبين أن يحلف بغير الله صادقًا، ... الحلف بالله كاذبًا أهون عنده من أن يحلف بغير الله صادقًا، ذلك لأنه شرك وقد قال عليه السلام: ( من حلف بغير الله فقد أشرك )، فيه من هذا النوع أيضًا أشياء كثيرة - بس ما أدرى إذا كان يستعمل عندكم مثله؟ ربما لأن البلاد قريبة بعضها من بعض - وأنا لسه ما تعودت على اللهجة الأردنية هنا، عندنا في بلادنا بيقول للواحد بعد ما بكلفه بعمل و ... أحدهما عن التاني بيقوله: " ترى ما لي غير الله وأنت " ما لي غير الله وأنت فيه عنكم هيك تعبير أنتم؟
الطالب : " أعتمد على الله وعليك "
الشيخ : آه هاي كمان موجودة عندنا، إي هذا كله من نوع الشرك، جاء في الحديث الصحيح أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم خطب في الصحابة يومًا فقام رجل من الصحابة فقال: ما شاء الله وشئت يا رسول الله، قال: ( أجعلتنى لله ندًّا؟ قل ما شاء اللهُ وحده ) لكن أنا ما بستغرب أنه اليوم أنه نقول نحنا: ما شاء الله وشاء فلان وما يقول ما شاء الله وحده، أو كما في الرواية الأخرى بيقول ما شاء الله وشاء فلان ما بيقول ما شاء الله ثم شاء فلان، لأنه نحن عرب اسمًا لكن أعاجم فعلًا، بعد عرفنا لغتنا العربية الأصيلة نسيناها، مين من عامة الناس بيفرق بين ما شاء الله وفلان بين ما شاء الله ثم فلان، أنه ثم هاى بتفيد يعني مرتبة تانية، أما الواو لمطلق الجمع، ولذلك أنكر الرسول عليه السلام على ذاك الرجل لَمَّا قال له: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال: ( أجعلتني لله ندًّا، قل ما شاء الله وحده ) في الرواية الأخرى: ( قل ما شاء الله ثم شئت )، في حديث آخر عجيب يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الصحابة يقول: يا رسول الله! رأيت البارحة في المنام بينما أنا أمشى في طريق من طرق المدينة، لقيت رجلًا من اليهود، فقلت له: يا فلان نِعْم القوم أنتم معشرَ يهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عزير ابن الله، بيقول الصحابي: فقال لي في المنام: ونِعْم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم تابع طريقه فلقى رجلًا من النصارى فقال له: نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عيسى ابن الله، فقال له النصراني: ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد. هذه رؤيا قال له: هل قصصتها على أحد؟ قال: لا، فصعِد الرسول عليه السلام المنبر وجمع الصحابة، قال: ( لقد كنت أسمع منكم كلمة تقولونها فأستحيي منكم، فلا يقولَنَّ أحدكم: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن ليقل: ما شاء الله وحده ). كل هذه الأشياء يا أخوانا داخلة ليس في شرك الربوبية ولا هو في شرك العبادة، وإنما هو شرك في الصفات ليه؟ عادةً الإنسان الفطري يحلِف بشيء حقير عنده ولّا بشيء جليل؟ لا شك بشيء جليل، المفروض أنه المسلم أجلّ شيء وأعظم شيء عنده هو الله تبارك وتعالى، فلَمَّا بيعرض عن الحلف به والاستعانة به إلى الحلف بعبد من عباد الله ليكن أبوه، يكون جده، شيخه، أستاذه، إلى آخره معناها عظَّمَ هذا المخلوق دون الخالق فأشرك في الصفة، هذي من دقائق ما يتعلق بعلم التوحيد وأكثر الناس غافلون، لذلك يُجمِع علماء المسلمين قاطبةً أنَّ الأنبياء والرسل أول ما بعثوا بعثوا (( أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) هذه آية في القرآن تعرفونها كلكم (( أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) نادر جدًّا جدًّا أن يتعرَّض ربنا عز وجل لمعالجة موضوع إثبات الرب كخالق يعنى، لأنَّ الناس بفطرتهم يؤمنون، ولذلك لا تجدون أهل الأرض كلّهم كالمشركين، يؤمنون بخالق لكن يشركون بقى في نوع من الشركيات التي ذكرنا آنفًا، ولذلك القرآن نادرًا جدًّا ما عالج موضوع إثبات كونه موجود وكونه خالق، لكن كثيرًا وكثيرًا جدًّا عالج ناحية توحيد العبادة، كمثل الآية السابقة (( أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُواالطَّاغُوتَ )) الطاغوت هو كل ما يُعبَد من دون الله والعبادات أنواع وأنواع كثيرة، وأرى أن نكتفي الآن، لأني أشعر بأنه بدأ النعاس يداعب بعض الأجفان، ولذا، وبدنا نصلي.