إذا كان المسئول لا يهتم بالأمور الشرعية ولا النظامية فهل تبرأ الذمة بإيصال أمر المنكرات إليه ؟ أم يرفع الأمر إلى من فوقه ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ هذه المسألة حدث لنا فيها إشكال كبير فنرجو البيان الوافي فيها للحاجة الماسة إليه : نعمل في مكان تكثر فيه المنكرات ويتم فيه الإنكار .
الشيخ : إيش ؟
السائل : ويتم فيه على المسؤول بالطرق الشرعية الحكيمة بالمكاتبة والمهاتفة وغيرها من طرق البلاغ والمنكرات لا تزال والمحتسب غير مستعجل النتائج ولكن حصل إشكال في براءة الذمة في حد البلاغ فأناس قالوا : يكفي أن نبلغ المسؤول القريب عن هذه المنكرات وعن إهمال التعميم الصادر بشأنها وإن كنا نعتقد أن المسؤول لا يبالي وأن الإمام لا يعلم بهذا ولا يرضاه وفريق قال : بل لا تبرأ الذمة ولا بد من الكتابة للإمام لأن جزمنا بأن المسؤول القريب لا يهتم بتنفيذ التعميم والإمام لا يعلم غش في النصح يلحقنا بسببه الإثم فأين الصواب غفر الله لكم ولوالديكم ؟
الشيخ : هذا سؤال مهم كما قال السائل : وهو أن بعض المسؤولين على بعض القطاعات لا يهتموا لا بالأمور الشرعية ولا بالأمور النظامية مهمل غير صالح للعمل في هذا المكان لا نظاما ولا دينا فيناصحه بعض من تحت يده من أهل الخير والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكنه يصر على ما هو عليه فهل تبرأ الذمة بمناصحته أو لا بد من أن يرفع الأمر إلى من فوقه ليعدله أو يبدله ؟
أقول في جوابي على هذا : لا بد أن يرفع الأمر إلى من فوقه يجب وجوبا أن يرفع الأمر إلى من فوقه والسكوت على هذا غش غش لولاة الأمور وغش للعمل وظلم حتى لهذا المسؤول المتهاون لأنك إذا رفعت الأمر إلى من فوقه وحصل المقصود والاستقامة فقد رفعت عن هذا المسؤول المباشر لك رفعت عنه إثم التهاون وترك القيام بالواجب يعني أنك نصحته قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا : يا رسول الله هذا المظلوم كيف ننصر الظالم ؟ قال : تمنعوه من الظلم ) .
فالواجب على كل إنسان عليه مسؤول مباشر مضيع للأمانة في الدين أو في النظام أن يناصحه بكل ما يستطيع من مناصحة فإن حصل المطلوب فهو المطلوب وإن لم يحصل وجب عليه أن يرفعه إلى من فوقه لأجل أن يبدل أو يعدل أما السكوت على الخطأ فهذا خطأ قد يقول هذا : أخشى أن يتسلط علي ولا يحصل المقصود نقول : هذا وارد يمكن ألا يحصل المقصود ويكون الذي فوقه أيضا غير مبال لكن إن حصل عليك في هذا ضرر فهذا في ذات الله .
فهذا في ذات الله فلك فيه الأجر ولك الذكرى الحسنة في حياتك وبعد موتك واصبر على ما أصابك كما قال لقمان لابنه : (( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ )) على أن الإنسان إذا قام بما أمر الله به على الوجه الذي يرضاه الله عز وجل فإن العاقبة ستكون له قال الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )) وقال تعالى : (( لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى )) لكن علينا أن يكون إيماننا تاما بهذا نعلم أن العاقبة لنا متى اتقينا الله
والعاقبة لا يلزم أن تكون سريعة لا يلزم أن تكون عجلة قد تتأخر ابتلاء وامتحانا وقد لا تحصل إلا في الآخرة أيضا ليكون ذلك أكثر أجرا وثوابا نعم .