إذا أتانا شخصان أحدهما كافر والآخر مسلم في عمل والكافر أتى أولا فهل نقدم المسلم على الكافر؟ حفظ
السائل : يراجعون بالعمل بالمكتب .
الشيخ : إذا إيش ؟
السائل : إذا أتونا بالعمل واحد كافر وواحد مسلم يعني لهم حاجة عندنا بالعمل ننجزها المهم فأتى الكافر قبل المسلم هل يعني نبدل المسلم على الكافر وإلا الذي أتى الأول بالدور ؟
الشيخ : لا ابدأ بالذي أتى الأول هذا هو العدل ولهذا قال العلماء : لو تحاكم كافر ومسلم عند القاضي هل يجعل المسلم مثلا في مكان أحسن من الكافر ؟ لا ما يجعله في مكان أحسن يجعلهم سواء أمامه ولا يخاطب المسلم بخطاب لين والكافر بخطاب قاسي ما يجوز فالحكم بين الناس يجب أن يكون بالعدل قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) .
وأنت إذا فعلت ذلك وعدلت فربما يكون هذا سببا لإسلام الكافر يكون سبب لإسلام الكافر يقول : هذا الدين العدل وفي قومه ما يرى العدل لكن في الإسلام يرى العدل .
وذكر لي أحد طلبة العلم وأنا ما رأيتها لكنه ذكر لي أنه في عهد معاوية رضي الله عنه كان أميرا على الشام في زمن عمر فاحتاج بيت المال إلى زيادة وكان إلى جنب بيت المال بيت ليهودي فطلبه معاوية ليوسع به بيت المال فأبى اليهودي فأعطاه أكثر من قيمته فأبى فأخذه معاوية قهرا وقال : ثمن بيتك في بيت المال متى شئت خذه فركب الرجل إلى أمير المؤمنين عمر في المدينة وكان معاوية في الشام رضي الله عنه قد اتخذ لنفسه هيبة لأنه في أمة يهابون الناس في الشكل فلما قدم المدينة سأل عن عمر الخليفة أمير المؤمنين وهذاك أمير في الشام فقط سأل عن الخليفة وين الخليفة وين الخليفة ؟ ويش ظن أنه في إيش ؟ في قصور مشيدة عظيمة قالوا : لعله في المكان الفلاني عند بعض العجائز أو لعله في المسجد فذهب ورآه في المسجد قد توسد كومة من الحصى وعليه ثوب مرقع قالوا : هذا عمر قال هذا عمر ؟ فعرض عليه القضية فكتب عمر رضي الله عنه إلى معاوية أن اعدل بس ما كتب غيرها فذهب بها اليهودي إلى معاوية وقال له : تفضل قرأ معاوية قال : طيب الآن تريد أن نعيد لك بيتك كما كان أعدناه هكذا أمر عمر قال هكذا أمر ؟ قال نعم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وبيتي لكم الله أكبر شوف انظر العدل العدل يضطر النفس إلى التصديق والقبول .
فالآن إذا جاءك معاملة فابدأ بالأول سواء كان مسلما أو كافر والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله .