ما قولكم في شبهة من يقول بحل المصافحة العفوية للنساء والخلوة البريئة بالمرأة الأجنبية مع سلامة القلب وأن الايمان في القلب وأما قوله صلى الله عليه وسلم " إني لا أصافح النساء " خاص به .؟ حفظ
السائل : أورد بعض الكتاب المعاصرين شبهة حول مصافحة المرأة الأجنبية وقالوا : لا بأس بالمصافحة العفوية والخلوة البريئة بالأجنبية مع سلامة القلب وأن الإيمان في القلب وأما قوله عليه الصلاة والسلام : ( إني لا أصافح النساء ) فهذا خاص به عليه الصلاة والسلام فما تعليقكم على هذه الشبهة وفقكم الله ؟
الشيخ : تعليقنا على هذه الشبهة أنها خطأ أن هذا القول خطأ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) وهذا عام وقال : ( إياكم والدخول على النساء ) وهذا عام حتى قالوا : ( يا رسول الله أرأيت الحمو ) يعني قريب الزوج يدخل على بيت قريبه قال : ( الحمو الموت ) يعني فاحذروه والمصافحة أشد من الخلوة لأن المصافحة إن كانت بلا حائل ففيها مباشرة الجسم للجسم ولا يخفى ما يحصل في ذلك من فوران الشهوة مهما كان قلب الإنسان .
والثاني : إذا كان بحائل فإن من الممكن أن يغوي الشيطان الشخص حتى يغمز اليد بقوة أو بشدة أو ينفضها أو ما أشبه ذلك مما يحرك الشهوة فالمسألة خطأ كلها .
وأما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم تمس يده يد امرأة فليس هذا خاصا به بل هو عليه الصلاة والسلام يجوز له من الخلوة بالنساء ما لا يجوز لغيره فقد ثبتت أحاديث متعددة تدل على جواز خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة وجواز كشفها له .
في حجة الوداع سألته امرأة عن حجها عن أبيها وكانت امرأة جميلة فجعل الفضل بن عباس وهو رديف الرسول صلى الله عليه وسلم على ناقته جعل ينظر إليها فصرف وجهه وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يجوز له من النظر إلى النساء ما لا يجوز لغيره لأنه أبعد الناس عن الريبة فهذه الشبهة ليست شبهة في الواقع إلا على من كان في قلبه مرض فإن المتنبي يقول :
" ومن يك ذا فم مر مريض *** يجد مرا به الماء الزلال " .
نعم .