معنى حديث : ( أبى الله أن يجعل لصاحب البدعة توبة .....) . حفظ
الشيخ : هناك حديث ثابت عن الرسول عليه السلام قد يتوهم كثير من الناس أن هذا الحديث هو بمعنى حديثك ما هو الحديث ؟ ( أبى الله أن يجعل لصاحب بدعة توبة ) هذا حديث صحيح فربما فهم ذلك الراوي بسوء فهمه أو ساء حفظه فروى هذه الجملة التي لها صحة لتلك الجملة ان الله لايقبل توبة المبتدع لا . ( أبى الله أن يجعل لصاحب بدعة توبة ) لا تعني أنه لو تاب توبة نصوحة لا يقبل الله توبته للسبب الذي ذكرته آنفا إذا ما معنى ( أبى الله ) هذا إباء يسمى في لغة العلماء إباء كوني وليس إباء شرعيا بمعنى قال تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يكون يقول له كن فيكون )) إذا أراد شيئا أن يكون يقول له إيش كن فيكون طيب هذه الكفريات وهذه الشركيات وهذه المعاصي التي تقع في هذا الكون هي بإرادة الله أم لا ؟ الجواب تأملوا في الآية إذا ما كان لكم فكرة سابقة أن إرادة الله تشمل كل شيء ولذلك جاء في عقيدة الايمان بالله وملائكته في آخره وبالقدر خيره وشره إذن الخير والشر كلاهما بإرادة الله و تقديره هذا هو الذي يعنونه بأن هذه إرادة كونية فالحديث يعني أبى الله أي إرادة كونية أن يجعل لصاحب بدعة توبة لكن ليس هذا إرادة شرعية أي إذا تاب المشرك يقبل توبته ؟ يقبل توبته بدليل ماسبق وغيرها . فيه إرادة يقابلها إرادة سابقة الإرادة الكونية إرادة شرعية فهناك فرق كبير جدا بين الإرادة الشرعية وبين الإرادة الكونية ، الإرادة الكونية تشمل الخير والشر تشمل الهدى والضلال الإيمان والكفر هذه ما اسمها ؟ إرادة كونية يقابلها الإرادة الشرعية ، الإرادة الشرعية خاصة بالخير خاصة بالإيمان قال تعالى (( ولا يرضي لعباده الكفر )) هذه آية في القرآن صريحة (( ولا يرضي لعباده الكفر )) هل يريد لعباده الكفر ؟ لا . أخطأ صاحبنا لأننا نحن في صدد القول أن الإرادة الكونية شاملة إبليس لما كفر مش رغم أنف كما يقال رب العالمين حاشاه إنما بإرادة الله عز وجل لكن هذه إرادة كونية وليست شرعية لأن الإرادة الشرعية لاتشمل الكفر